تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثبق]:

صفحة 57 - الجزء 13

  والمُتَوَّقُ، كمُعَظَّمٍ: الكَلامُ الباطِلُ، كما في اللِّسانِ.

  قلتُ: أَو هُوَ تَصْحِيفُ المَبُوَّقِ، بالمُوَحَّدةِ.

  وفي حَدِيثِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ - ®: «كانَتْ ناقَةُ رَسُولِ الله مُتَوَّقَةً» كذا رَواهُ بالتاءِ، فقِيلَ له: ما المُتَوَّقَةُ؟ فقال: مِثْلُ قَوْلِكَ: فرَسٌ تَئِقٌ، أَي: جَوادٌ، قال الحَرْبِيُّ: وتَفْسِيرُه أَعْجَبُ من تَصْحِيفِه، وإِنّما هي مُنَوَّقَةٌ، بالنّون، وهِيَ الّتِي قد رِيضَتْ، وأُدِّبَتْ.

  ويُقال: تاقَ إِلى الغايَةِ: إِذا أَسْرَعَ وخَفَّ.

  وتُقْ إِليَّ يا فُلانُ: أَسْرِعْ، وهو مَجازٌ.

فصل الثاءِ المثلثة مع القاف

  [ثبق]: ثَبَقَ العَيْنُ [تَثْبِقُ] * هكذا في سائِرِ النُّسَخِ، والصواب: ثَبَقَتِ العَيْنُ، وقد أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصاغانِيُّ في العُبابِ⁣(⁣١)، وقالَ ابنُ بَرِّي: إِذا أَسْرَعَ دَمْعُها.

  وثَبَقَ النَّهْرُ ثَبْقاً وتَثْباقاً بالفَتْح: إِذا أَسْرَعَ جَرْيُه، وكَثُرَ ماؤُه وأَنْشَدَ:

  ما بالُ عَيْنِكَ عاوَدَتْ تَعْشاقَها ... عَيْنٌ تَثَبَّقَ دَمْعُها تَثْباقَها⁣(⁣٢)

  قلتُ: وقد مَرَّ ذلك أَيضاً في «بثق» بتَقْدِيم المُوَحَّدَةِ، وهُنَاكَ ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيُّ والصاغانِيُّ وغيرهُما.

  [ثدق]: ثادِق، كصاحِبٍ: فَرَسُ مُنْقِذِ بنِ طَرِيفِ بنِ عَمْرِو بنِ قُعَيْنِ بنِ الحارِث بنِ ثَعْلَبَةَ الأَسَدِيِّ، قالهُ ابنُ الكَلْبِيِّ، وأَنْكَرَ ذلك أَبو النَّدَى، وقالَ: هو لحاجِبِ بنِ حَبِيبٍ الأَسَدِيِّ، وهو القائِلُ فيه:

  وباتَتْ تَلُومُ على ثادِقٍ ... ليُشْرَى، فقد جَدَّ عِصْيانُها

  أَلَا إِنَّ نَجْواكِ في ثادِقٍ ... سواءٌ عليَّ وإِعْلانُها

  وقُلْتُ: أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّه ... كَرِيمُ المَكَبَّةِ مِبْدَانُها؟!

  وقَوْلُه: «عِصْيانُها» أَي: عِصْيانِي لَها، قالَ ابنُ بَرِّي: وصَوابُ إِنشادِه: «باتَتْ تَلُوم» بغير واو⁣(⁣٣).

  وثادِقٌ: وادٍ لبَنِي عُقَيْلٍ قالَ لَبِيدٌ ¥:

  فأَجْمادَ ذِي رَقْدٍ فأَكْنافَ ثادِقٍ ... فَصارَةَ يُوفِي فَوْقَها فالأَعابِلَا

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: ثادِقٌ: موضِعٌ⁣(⁣٤)، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: أَسْفَلُ ثادِقٍ لعَبْسٍ، وأَعْلاه لأَفْناءِ بَنِي أَسَدٍ، وأَنشَدَ:

  سَقَى الأَرْبُعَ الأَظْآر مِنْ بَطْنِ ثادِقٍ ... هَزِيمُ الكُلَى⁣(⁣٥) جاشَتْ بهِ العَيْنُ أَمْلَحُ

  وقال زُهَيْرٌ:

  فوادِي البَدِيِّ فالطَّوِيُّ فثادِقٌ ... فَوُادِي القَنانِ جَزْعُه فأَفاكِلُهْ⁣(⁣٦)

  ووادٍ ثادِقٌ، وسَحابٌ ثادِقٌ أَي: سائِلٌ وثَدَقَ المَطَرُ: خَرَجَ من السَّحابِ خُروجاً سَرِيعاً، وجَدَّ نَحْوَ الوَدْقِ.

  وثَدَقَ الوادِي: سالَ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: الثَّدِقُ، والثَّادِقُ: النَّدَى الظّاهِرُ، يُقالُ: تَباعَدْ من الثّادِق، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: سَأَلْتُ الرِّياشِيَّ وأَبا حاتِمٍ عن اشْتِقاقِ ثادِقٍ، فَقَالا: لا نَعْرِفُه، فَسَأَلْتُ أَبا عُثْمانَ الأُشْنانْدانِيَّ فقالَ: ثَدَقَ المَطَرُ من السَّحابِ: إِذا خَرَج خُرُوجاً سَرِيعاً.


(*) ساقطة من المصرية والكويتية.

(١) وأهمله في التكملة أيضاً.

(٢) انظر روايته في مادة «بثق».

(٣) وهي رواية المفضليات ص ٣٦٨ وفيها «فقلت» بدل «وقلت».

(٤) الجمهرة ١/ ٣٧.

(٥) عن معجم البلدان وبالأصل «الكلد».

(٦) هذه رواية الأعلم، ورواية الأصمعي «حزنه وأفاكله» أما رواية الديوان صنعة ثعلب:

فهضب فرقدّ فالطويّ فتادقٌ ... فوادي القنان حزنه فمداخله

وفي ديوانه ط بيروت ص ٦٥ ففيه رواية الأصل.