[حذق]:
  الحِذاقَةُ، بالكسرِ الاسْمُ: إِذا تَعَلَّمَه كُلَّه، ومَهَرَ فيهِ فهو حاذِقٌ من حُذّاقٍ، وفي حَدِيثِ زَيْدِ بن ثابتٍ: «فما مَرَّ بي نِصْفُ شَهْرٍ حَتّى حَذَقْتُه» [أَيْ: عَرَفْتُه](١) وأَتْقَنْتُه، وهو مَجازٌ، مأْخوذٌ من الحَذْق، وهو القَطْعُ، كما صَرَّحَ به الزَّمَخْشَريُّ.
  ويُقال: هذا يَوْمُ حِذاقِهِ بالكسر، أَي: يَوْمُ خَتْمِه للقُرْآن.
  وحَذَق الشَّيءَ يَحْذِقُه بالكسر حَذاقةً وحَذْقاً بفتْحهما: إِذا قطعَه، أَو مَدَّه ليَقْطعَه بمِنْجَلٍ ونحْوه حتى لا يَبْقى منه شيْءٌ فهو حاذِقٌ: قاطعٌ، وأَنْشد الجوهريُّ لأَبي ذُؤَيْبٍ:
  يُرَى ناصِحاً فيما بَدَا فإِذا خلا ... فذلِك سِكِّينٌ على الحَلْق حاذِقُ(٢)
  وحَذِيقٌ ومَحْذُوقٌ: مَقْطوعٌ وأَنْشد ابنُ السِّكِّيتِ لزُغْبَةَ الباهِليِّ، وقال الصّاغانيُّ: هو لجَزْءٍ الباهِليِّ:
  أنَوْراً سَرْعَ ماذا يا فَرُوقُ ... وحَبْلُ الوَصْلِ مُنْتكِثٌ حَذِيقُ
  ومن المَجاز: حَذَق الخلُّ حُذُوقاً كقُعُودٍ وحَذْقاً بالفتح ويُكْسَرُ: إِذا حَمُض فلذَعَ بَاللِّسانِ، وكذلِك اللَّبَنُ.
  ومن المَجازْ: حَذَق الرِّباطُ(٣) يَدَ الشّاةِ: إِذا أَثَّرَ فيها بالقَطْعِ، عن ابن دُرَيْد.
  وحَذقَ الخَلُّ فاهُ: إِذا حَمَزهُ عن ابْن دُرَيْدٍ وقبَضَه وكذلِك اللَّبَنُ، والنَّبيذُ، ونحوهُما.
  وحُذاقةُ، كثُمامَةٍ: جَدٌّ لأَبي دُؤاد الشّاعِر الإِيادِيِّ وأَبو بَطْنٍ من إِياد هكذا في سائِر النُّسَخِ بواو العطفِ، والصوابُ حَذْفُها، وهو حُذاقةُ بنُ زُهَيْر بن إِيادِ بن نِزارِ بن مَعَدٍّ بن عَدْنان، وأَبُو دُؤادٍ اسمُه: جارِيَةُ بنُ الحَجّاجِ بن حُمْران بن بَحْرِ بنِ عِصام بنِ نَبْهان بنِ مُنَبِّهِ بنِ حُذاقَةَ، وأَسْقطَ ابنُ الكَلْبِيِّ الحَجّاجَ بينَ جارِيَةَ وحُمْرانَ، وكُلُّ مَنْ مِنَ العَرَبِ سِواهُم حُذافَةُ بالفاءِ، ووَرَدَ في شِعْرِ أَبي دُؤادٍ «حُذاق» بغيرِهاءٍ، وهو قولُه:
  ورِجالٌ من الأَقارِبِ كانُوا ... مِنْ حُذاقٍ همُ الرُّؤُوسُ الخِيارُ
  ويُقال: ما عِنْدَهُ حُذَاقَةٌ أَي: شيءٌ من طَعَامِ وكذا قولهُم: ما في رَحْلِه حُذاقَةٌ، وأَكَلَ الطَّعامَ فما تَرَكَ منه حُذاقَةً وحُذافَةً، بالقافِ وبالفاءِ، والقافِ رَواهُ أَصحابُ أَبي عُبَيْد، كما في «ح ذ ف» واحْتَمَلَ رَحْلَه فما تَرَك مِنْه حُذافَةً، وكلُّ ذلك مَجَازٌ.
  والحُذاقِيُّ، كغُرابِيٍّ: الجَحْشُ وبه فُسِّرَ الحَدِيث: «أَنَّه خَرَجَ على صَعْدَة يَتْبَعُها حُذاقِيٌّ عَلَيْها قَوْصَفٌ لم يَبْقَ مِنْها إِلا قَرْقَرُها»(٤) والصَّعْدَةُ: الأَتانُ.
  ومن المَجازِ: الحُذاقِيُّ: الرّجُلُ الفَصِيحُ اللِّسانِ، البَيِّنُ اللهْجَة، قال طَرَفَةُ:
  إِني كَفانِيَ من أَمْرٍ هَمَمْتُ بهِ ... جارٌ كجارِ الحُذاقِيِّ الَّذِي اتَّصَفا(٥)
  قال الجَوْهَرِيُّ: يعني أَبا دُؤادٍ الإِيادِيَّ الشَّاعِرَ، وكانَ جارَ كَعْبِ بن مامَةَ.
  والحُذاقِيُّ: السِّكِّينُ المُحَدَّدُ عن ابن عَبّادٍ.
  ومحمَّدُ بنُ يُوسفَ وأَخُوه إِسْحَاقُ الحُذاقِيّانِ من أَهْلِ صَنْعاءِ اليَمَنِ، رَوَى مُحَمَّدٌ عن عبدِ الرَّزّاق وغيرِه، وعنهما عُبَيْدُ بنُ محمَّد الكِشْوَرِيُّ.
  وحُذاقِيُّ بنُ حُمَيْدِ بن المُسْتَنِيرِ بن حُذاقِيٍّ بالضَّمِّ، القُمِّيُّ، روى عن آبائِه، وعنه الطَّبَرانِيُّ: مُحَدِّثُون.
  ويُقالُ: تَرَكْتُ الحَبْلَ حِذاقاً، كَكِتابٍ وغُرابٍ، أَي: قِطَعاً، الواحِدَةُ حِذْقَةٌ، بالكسر.
  ويُقال: حَبْلٌ أَحْذاقٌ: أَي أَخْلاقٌ، كأَنّه حُذِقَ، أَي: قُطِعَ، جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ منه حَذِيقاً، حكاه اللِّحْيانِيُّ.
  وقد انْحَذَقَ الحَبْلُ، أَي: انْقَطَع، ومنه قَوْلُ الشاعِرِ:
(١) زيادة عن النهاية، والعبارة في اللسان: حتى حذقته وعرفته وأَتقنته.
(٢) ديوان الهذليين ١/ ١٥١ برواية: «وإذا خلا» ويروى: على الحلق حالق. قال أبو سعيد: حاذق وحالق سواء، ولكنها في هذا الموضع حالق.
(٣) بالأصل: «الرباط الشاة» والمثبت عن القاموس.
(٤) القوصف: القطيفة، والقرقر: الظهر.
(٥) في الجمهرة ٢/ ١٢٨ «من جار» بدل «من أمر». والبيت ليس في ديوانه.