تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شصلب]:

صفحة 111 - الجزء 2

  والشَّصِيبَةُ بهاء: قَعْرُ البئر. قال الفرّاءُ: يقال بئرٌ بعيدةُ الشَّصِيبَة إِذا اشْتَدَ عَمَلُهَا وبَعُد قَعْرها.

  وعن الليث: الشَّيْصَبانُ بفتح الأول والثالث: ذَكَرُ النمل أَو جُحْرُه.

  والشَّيْصَبَان: قَبِيلَةٌ من الجِنّ.

  في لسان العرب ما نصه، قال حَسَّانُ بْنُ ثَابِت [و] كَانَت السِّعْلَاة لَقِيَتْه في بَعْضِ أَزِقَّةِ المَدِينَة فصَرَعَتْه وقَعَدَت عَلَى صَدْرِه، وقالَت لَهُ: أَنْتَ الذي يُؤَمِّل⁣(⁣٢) قومُك أَن تَكُونَ شَاعِرهم؟ فقال: نعم، قالت: والله لا يُنْجِيكَ مِنِّي إلا أَنْ تَقُولَ ثَلَاثَةَ أَبْيَاتٍ على رَوِيٍّ وَاحِد، فقال حَسّان:

  إِذَا ما تَرَعْرَعَ فِينَا الغُلَام ... فَمَا إِنْ يقالُ لَهُ: مَنْ هُوَه

  فقالت له: ثَنِّه. فقال:

  إِذا لم يَسُد قَبْلَ شَدِّ الإِزَارِ ... فذَلِكَ فِينَا الذي لاهُوَهُ

  فَقَالَتْ: ثَلِّثْه. فقال:

  ولي صَاحِبٌ من بَني الشَّيْصَبَانِ ... فَطَوْراً أَقُولُ وَطَوْراً هُوَه

  هذا قولُ ابْن الكَلْبِيّ. وحكى الأثْرَمُ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي عُلَمَاءُ الأَنْصَار أَنّ حَسَّانَ بن ثَابِت بعد ما ضُرَّ بَصَرُه مَرَّ بابن الزِّبَعْرَى وعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ بْنِ سَهْل بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ حَرَام، ومعه وَلَدُه يَقُودُه، فصَاحَ به ابْنُ الزِّبَعْرَى بَعْد ما وَلِّى: يَا أَبَا الوَلِيد، مَنْ هذا الغُلَام؟ فقال حَسّان بن ثَابِت الأَبيات، انْتَهَى. والشَّيْصَبَانُ، اسْمُ الشَّيْطَان وكذا البلْأَز والجَلْأَز⁣(⁣١) والقَازُّ والخَيْتَعُور كُلُّهَا مِنْ أَسْمَاءِ الشَّيْطَان.

  وحَكى الفَرَّاءُ عن الدُّبَيْريِّينَ: أَنَّه هُوَ الشَّيْطَان الرَّجيمُ.

  والشَّصَائِبُ: عِيدَانُ الرَّحْلِ، ولم يُسْمَع لها بِوَاحِدٍ. قال أَبو زُبيد:

  وَذَا شَصَائِبَ في أَحْنَائِهِ شَمَمٌ ... رِخْوَ المِلاطِ رَبِيطاً فَوْقَ صُرْصُورِ

  [شصلب]: الشَّصْلَبُ كَجَعْفَرٍ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ والصَّاغَانِيّ.

  وفي اللِّسَانِ: هو القَوِيُّ الشَّدِيدُ. والشَّصَائِبُ: الشَّدَائِدُ⁣(⁣٣).

  [شطب]: الشَّطْبُ من الرِّجَالِ والخَيْلِ: الطَّوِيلُ الحَسَنُ الخَلْقِ، وهو مَجَازٌ.

  والشَّطْبُ: السَّعَفُ الأَخْضَر الرَّطْبُ من جَرِيد النَّخْل، واحدته شَطْبَةٌ. وَكَكَتِفٍ: جَبَلٌ كما سيَأْتي.

  وفي حديث أُمِّ زَرْع: «كَمَسَلِّ شَطْبَة». قال أَبو عبيد: الشَّطْبَةُ: ما شُطِبَ من جَرِيد النَّخْل، وهو السَّعَفَةُ الخَضْرَاءُ، شبَّهَتْهُ بِتِلك الشَّطْبَة لنَعْمَتِه واعْتِدَالِ شَبَابِهِ، وقيل: أَرادَت أَنه مَهْزولٌ كأَنَّه سَعَفَةٌ في دِقَّتِها، أَرادت أَنه قليل اللَّحْم دَقِيقُ الخَضْرِ فَشَبَّهَتْه بالشَّطْبَة، أَي مَوْضِعُ نَوْمِه دَقِيقٌ لِنَحَافَتِه، وقِيلَ: أَرَادَتْ سيْفاً سُلَّ من غِمِدْهِ.

  والمَسَلُّ: مَصْدَرٌ بِمَعْنَى السَّلِّ أُقِيمَ مُقَام المَفْعُولِ أَي كمَسْلُول الشَّطْبَة يَعْنِي ما سُلَّ من قِشْرِه أَو غمده. وقال أَبو سَعِيد: الشَّطْبَةُ: السَّيْفُ، أَرادت أَنه كالسَّيْفِ يُسلُّ من غِمدِه، كما قال العُجَيْرُ السَّلُولِيُّ يَرْثِي أَبَا الحَجْنَاء:

  فَتًى قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ لا مُتَآزِفٌ ... ولا رَهِلٌ لَبَّاتُه وأَبَاجِلُه⁣(⁣٤)

  والشِّطْبَةُ بالفَتْح وبالكَسْرِ: الجَارِيَةُ الحَسَنَةُ التَّارَّةُ الغَضَّةُ، وقيل: هي الطَّوِيلَةُ، والكَسْر عن ابن جِنِّي، قال: والفَتْحُ أَعْلَى.

  وغُلَامٌ شَطْب: حَسَنُ الخَلْق، لَيْسَ بِطَوِيلٍ ولا قَصِيرٍ.

  ورجُلٌ مَشْطُوبٌ ومُشَطَّبٌ إِذَا كَانَ طوِيلاً.

  والفَرَسُ الشَّطْبَةُ: هي السَّبطَةُ اللَّحْمِ بسكون الموحدة وكفَرِحَة، وقيل: هي الطَّويلَةُ ويُفْتَح، والكَسْرُ لغة ولا يُوصَفُ بِهِ المذكر.

  والشِّطْبَةُ بالكَسْرِ: طَرِيقُ السَّيْفِ في مَتْنِه كالشُّطْبَة بالضَّمِّ والشَّطْبَة بالفتْح.


(١) اللسان: يأمل.

(٢) عن اللسان، وبالأصل «البلار والجلار».

(٣) كذا، وقعت هنا، وفي الصحاح والمجمل في مادة شصب وقد صدّر بها ابن فارس.

(٤) «متآزف» عن اللسان، وبالأصل «متآذف».