تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خفق]:

صفحة 116 - الجزء 13

  تِيهٌ مَرَوْراةٌ وفَيْفٌ خَيْفَقُ

  وصَدْرُه:

  أَنَّى أَلَمّ طَيْفُ لَيْلَى يَطْرُقُ

  والخَيْفَقُ من الخَيْلِ، والنُّوقِ، والظِّلْمانِ: السَّرِيعَةُ يُقال: فَرَسٌ خَيْفَقٌ، أَي: سَرِيعٌ جِدًّا، قال ابنُ دُرَيْدٍ: وأَكثَرُ ما يُوصَفُ به الإِناثُ، وكذلِكَ ناقَةٌ خَيْفَقٌ، وظَلِيمٌ خَيْفَقٌ، ولم يَذْكرِ الجَوْهَرِيُّ النّاقَةَ. وقِيلَ: ناقةٌ خَيْفَقٌ: مُخْطَفَةُ البَطْنِ، قَلِيلَةُ اللَّحْمِ.

  وقالَ الكِلابيُّ: الخَيْفَقُ من النِّساءِ: الطّوِيلَةُ الرُّفْغَيْنِ، الدَّقِيقَةُ العِظامِ، البَعِيدَةُ الخَطْوِ.

  وقال أَبو عَمْرٍو: الخَيْفَقُ: الدّاهِيَةُ.

  وقالَ غيرُه: خَيْفَق: فَرَسُ رَجُلٍ من بَنِي ضُبَيْعَةَ أَضْجَم بن رَبِيعَةَ بنِ نِزارٍ، واسمه سَعْدُ بنُ مُشَمِّتٍ.

  والخَيْفَقانُ، كزَعْفران: لَقَبُ رَجُل اسمُه سَيّار وهُوَ الَّذِي خَرَجَ يريدُ الشِّحْرَ هارِباً مِنْ عَوْفِ بنِ الخَلِيل بن سَيَّارٍ⁣(⁣١) وكانَ قَتَلَ أَخاه عُوَيفاً، فلَقِيَه ابْنُ عَمٍّ له، ومَعَه ناقَتان وزادٌ، فقالَ له: أَينَ تُرِيدُ؟ فقالَ الأُبْغُوانَ وفي اللِّسانِ: فقالَ: الشِّحْرَ، كَيْ لا يَقْدِرَ عليَّ عَوْفٌ، فقد قَتَلْتُ أَخاهُ عَوَيْفاً فقالَ له: خُذْ إِحْدَى الناقَتَيْن وشاطَرَه زادَه، فلما وَلَّى عَطَفَ عليه بسَيْفِه، فقَتَلَه وأَخذَ الناقَةَ الأُخْرَى وباقِي الزّادِ فلَمّا أَتَى البَلَدَ سَمِعَ هاتِفاً يَهْتِف يقول:

  لْمُكَ المُنْصِفُ جَوْرُ ... فيه للفاعِلِ بَوْرُ

  ورَماه بسَهْمٍ فقَتَلَه، فقيل: ظَلَمَ ظُلْمَ الخَيْفَقانِ وضُرِبَ مَثَلاً، ويُسَمَّى أَيْضاً: صَرِيعَ الظُّلْمِ لذلِكَ.

  ويُقال أَيضاً: ظُلْمٌ ولا كَظُلْمِ الخَيْفَقانِ وفيه يَقُول القائِلُ:

  أُعَلِّمُهُ الرِّمايَةَ كُلَّ يَوْمٍ ... فلمّا اسْتَدَّ ساعِدُه رَمانِي⁣(⁣٢)

  تَعالَى اللهُ هذا الجَوْرُ حَقًّا ... ولا ظُلْمٌ كظُلْمِ الخَيْفَقانِ

  والخَنْفَقِيقُ، كقَنْدَفِيرٍ هو بالنُّون، كما في الصِّحاحِ، وفي العُباب بالياءِ التَّحْتِيّة⁣(⁣٣)، قال شَيْخُنا: وكِلاهُما صَحِيحٌ، وكُلٌّ من النُّون أَو الياءِ زائِدَةٌ، كما صَرَّحُوا به لأَنَّه مأْخُوذٌ من الخَيْفَق: السَّرِيعَةُ جِدًّا مِن الخَيْلِ، والنُّوقِ، والظِّلْمانِ عن أَبِي عُبَيْدٍ، وضَبَطَه بالتَّحْتِيّة.

  والخَنْفَقِيقُ: حِكايَةُ جَرْيِ الخَيْلِ قالَهُ اللَّيْثُ، وضَبَطه بالتَّحْتِيّة، قال: تقولُ: جاءُوا بالرَّكْضِ والخَيْفَقِيق، من غيرِ فِعْلٍ، يَقُول: ليس يَتَصَرَّفُ منه فِعْلٌ وهو مَشْيٌ في اضْطِرابٍ.

  والخَفْقُ: تَغْيِيبُ القَضِيبِ في الفَرْجِ وقِيلَ لعَبِيْدَةَ⁣(⁣٤) السَّلْمانِيِّ: ما يُوجِبُ الغُسْلَ؟ فَقالَ: الخَفْقُ والخِلاطُ، قال الأَزْهَرِيُّ: يُريدُ بالخَفْقِ مَغِيبَ الذَّكَرِ في الفَرْجِ، من خَفَقَ النَّجْمُ: إِذا انْحَطَّ في المَغْرِب، وقِيلَ: من الخَفْقِ، وهو الضَّرْبُ.

  وقالَ اللَّيْثُ: الخَفْقُ: ضَرْبُكَ الشَّيءَ بدِرَّةٍ أَو بعَرِيضٍ من الأَشْياءِ.

  والخَفْقُ: صَوْتُ النَّعْلِ ومنه حَدِيثُ المَيِّتِ إِذا وُضِعَ في قَبْرِه: «إِنَّهُ ليَسْمَعُ خفْقَ نِعالِهِم إِذا انْصَرَفُوا»⁣(⁣٥) وكذلِكَ صَوْتُ ما يُشْبِهُها، وقد خَفَقَ الأَرْضَ بنَعْلِه.

  وَخَفَقَت الرّايَةُ تَخْفُقُ وتَخْفِقُ من حَدَّيْ نَصَرَ وضَرَبَ خَفْقاً، وخُفُوقاً وخَفَقاناً، مُحَرَّكَةً أَي: اضْطَرَبَتْ وتَحَرَّكَتْ، وكذا الفُؤادُ، والبرْقُ، والسَّرابُ والسَّيْفُ، والرِّيحُ، ونَحْوُها، نقلَه ابنُ سِيدَه، وقِيلَ: خَفَقانُ الرِّيحِ: دَوِيُّ جَرْيِها، قال الشّاعِرُ:

  كأَنَّ هُوِيَّها خَفَقانُ رِيحٍ ... خَرِيقٍ بينَ أَعْلامٍ طِوالِ⁣(⁣٦)

  وفي التَّهْذِيب: الخَفَقَانُ: اضْطِرابُ القَلْبِ، وهي خِفَّةٌ تَأْخُذُ القَلْبَ، تَقولُ: رَجُلٌ مَخْفُوقٌ.


(١) في اللسان: «عوف بن إكليل بن سيار» وفي التكملة: «سبأ».

(٢) في اللسان «سدد» نسبه إلى معن بن أوس قاله في أخت له. ونسبه ابن دريد إلى مالك بن فهم الأزدي. قال ابن بري: ورأيته في شعر عقيل بن علفة يقوله في ابنه عميس.

(٣) ومثله في التكملة.

(٤) ضبطت بفتح العين عن النهاية. قال النووي: عبيدة كسفينة.

(٥) في النهاية: نعالهم حين يُولّون عنه.

(٦) تقدم في مادة خرق منسوباً للأعلم الهذلي، وانظر تعليقنا هناك.