تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الخاء مع القاف

صفحة 118 - الجزء 13

  ورَجُلٌ خَفّاقُ القَدَم أَي: صَدْرُ قَدَمِه عَرِيضٌ كما في الصِّحاح، وأَنْشَدَ للراجِزِ:

  قَدْ لَفَّها اللَّيْلُ بسَوَّاقٍ حُطَمْ ... خَدَلَّجِ السّاقَيْنِ خَفّاقِ القَدَمْ⁣(⁣١)

  وقالَ غيرُه: أَي: عَرِيضُ باطِنِ القَدَمِ، وأَنْشَد ابنُ الأَعْرابِيِّ:

  مُهَفْهَفِ الكَشْحَيْنِ خَفّاقِ القَدَمْ

  وقالَ: مَعْناه أَنّه خَفِيفٌ عَلَى الأَرْضِ، ليسَ بثَقِيل ولا بَطِيءٍ.

  وامْرَأَةٌ خَفّاقَةُ الحَشَى أَي: خَمِيصَتُه كما في الصِّحاح، وفي اللِّسانِ: وقولُ الشّاعِرِ:

  أَلا يا هَضِيمَ الكَشْح خَفّاقَةَ الحَشَا ... من الغِيدِ أَعناقاً أُولاكِ العَواتِق

  إِنّما عَنَى بأَنَّها ضامِرَةُ البَطْنِ خَمِيصَةٌ، وإِذا ضَمُرَت خَفَقَتْ.

  والخَفّاقَةُ: الدُّبُرُ عن ابْنِ دُرَيْدٍ.

  قالَ: والخَفَقانُ، مُحَرَّكَةً: اضْطِرابُ القَلْبِ، وهُوَ خَفْقَةٌ تَأْخُذُ القَلْبَ فيَضْطَرِبُ لذلِكَ، قال عُرْوَةُ بنُ حِزامٍ:

  لقَدْ تَرَكَتْ عَفْراءُ قَلْبِي كأَنَّهُ ... جَناحُ غُرابٍ دائِمُ الخَفَقانِ

  والمَخْفُوقُ: ذُو الخَفَقانِ عن ابْنِ دُرَيْدٍ.

  وقالَ أَبُو عَمْرٍو: المَخْفُوقُ: المَجْنُون وأَنْشَدَ:

  مَخْفُوقَةٌ تَزَوَّجَتْ مَخْفُوقَا

  وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ خَفِقٌ وخَفِقَةٌ، كَكَتِفٍ، وفَرِحَةٍ.

  قالَ: وإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: خُفَقٌ وخُفَقَةٌ، مثل رُطَبٍ ورُطَبَةٍ أَي: أَقَبّ أَو بمَنْزِلَتِه.

  ج: خَفِقاتٌ بكسر الفاءِ، وخُفَقاتُ بضَمِّ الخاءِ وفَتْح الفاءِ، وخِفَاقٌ بالكسرِ. ورُبَّما كان الخُفُوقُ فِيها خِلْقَةً، ورُبَّما كانَ من الضُّمُورِ⁣(⁣٢)، ورُبَّما كانَ من الجَهْدِ.

  وربَّما أُفْرِدَ، ورُبَّما أُضِيفَ، وأَنْشَدَ في الإِفْرادِ قولَ الخَنْساءِ:

  تُرَفِّعُ فَضْلَ سابِغَةٍ دِلاصٍ ... عَلَى خَيْفانَةٍ خَفِقٍ حَشاهَا⁣(⁣٣)

  وأَنْشَدَ في الإِضافَةِ:

  بِشَنِجٍ مُوَتَّرِ الأَنْساءِ ... حابي الضُّلُوعِ خَفِقِ الأَحْشاءِ

  وأَخْفَقَ الطّائِرُ: إِذا ضَرَبَ بجَناحَيْهِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ:

  كأَنَّها إِخْفاقُ طَيْرٍ لَمْ يَطِرْ

  وأَخْفَق الرَّجُلُ بثَوْبِه: إِذا لَمَعَ بهِ نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ والصاغانِيُّ والجَوْهَرِيُّ.

  وأَخْفَقَتِ النُّجُومُ: إِذا تَوَلَّتْ للمَغِيبِ نَقَله الجَوْهَرِيُّ عن يَعْقوبَ، قالَ الشَّمّاخُ:

  عَيْرانَةٌ كقُتُودِ⁣(⁣٤) الرَّحْلِ ناجِيَةٌ ... إِذا النُّجُومُ تَوَلَّتْ بَعْدَ إِخْفاقِ

  وقِيل: هو إِذا تَلأَلَأَتْ وأَضاءَت.

  وأَخْفَق الرَّجُلُ: إِذا غَزا ولَمْ يَغْنَمْ قالَهُ أَبو عُبَيْدٍ، وبه فُسِّرَ الحَدِيثُ: «أَيُّما سَرِيَّةٍ غَزَتْ فأَخْفَقَتْ كانَ لها أَجْرُها مَرَّتَيْنِ» قالَ ابنُ الأَثِيرِ: وحَقِيقَةُ الكَلام صادَفَت الغَنِيمَةَ خافِقَةً غيرَ ثابِتَه مُسْتَقِرَّةٍ، قال الصّاغانِيُّ: فهو من باب: أَجْبَنْتُه، وأَبْخَلْتُه، وأَفْحَمْتُه، ومنه قَوْلُ عَنْتَرَةَ يَصِفُ فَرَساً له:

  فيُخْفِقُ مَرَّةً ويَصِيدُ أُخْرَى ... ويَفْجَعُ ذا الضَّغائِنِ بالأَرِيبِ⁣(⁣٥)


(١) في اللسان ونسبهما لأبي زغبة الخزرجي أو الحطم القيسي وأيضاً في مادة حطم، وفيها أيضاً في أشطار أخرى نسبت إلى رشيد بن رميض العنزي.

(٢) الأصل واللسان وفي التهذيب: الضُّمْر.

(٣) في التهذيب برواية: «ويكفت فضل» وفي اللسان: «ومكفت».

(٤) عن الديوان وبالأصل «كفقود الرحل».

(٥) في الديوان برواية:

فيخفق تارة ويفيد أخرى ... ويفجع ذا الضغائن بالأريب

وفي الأساس: ويفجأ بدل ويفجع.