تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دعق]:

صفحة 139 - الجزء 13

  ويُقال للصَّبِيَّةِ والمَرْأَةِ القَصِيرَةِ: يا دُعْشُوقَةُ تَشْبِيهاً بتلكَ الدُّوَيْبَّةِ، أَو هي شِبْهُ الخُنْفُساءِ، وقالَ الجَوْهَرِيُّ: دُوَيْبَّةٌ ولم يُحَلِّها، وكذا ابنُ عبّادٍ، وأَنْكَرَ اللَّيْثُ أَنْ تكونَ الدُّعْشُوقَةُ عربيَّةً محضةً؛ لخُلُوِّها من أَحَدِ حُروفِ الذَّلاقَةِ: الرّاءِ والّلام والنُّونِ والفاءِ والباءِ⁣(⁣١) والمِيم، فأَمّا العَسْجَدُ فشَاذٌّ مُسْتَثْنىً.

  * ومما يُستَدْرَكُ عليه:

  دَعْشَقٌ، كجَعْفَرٍ: اسمُ رَجُلٍ، كما فِي اللِّسانِ.

  [دعفق]: الدَّعْفَقَةُ أَهملَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هو الحُمْقُ كما في العُباب واللِّسان.

  [دعق]: دَعَقَ الطَّرِيقَ، كمَنَعَ يَدْعَقُه، دَعْقاً: وَطِئَهُ وَطْئاً شَدِيداً عن ابنِ دُرَيْدٍ، وقالَ اللّيْثُ: دَعَقَتِ الدَّوابُّ التُّرابَ بالأَرْضِ لِشِدَّةِ الوَطْءِ حَتَّى يَصِيرَ فِيها من دَعْقِها آثارٌ.

  ودَعَقَ الغَارَةَ: إِذا بَثَّها وقَدَّمَها، كما في المُحِيطِ.

  ودَعَقَ الفَرَسَ: إِذا رَكَضَهُ ودَفَعه.

  كأَدْعَقَه: إِذا دَفَعَه في الغارَةِ، نَقَلَهُ الصّاغانِيُّ.

  ودَعَقَه دَعْقاً: هاجَهُ ونَفَّرَهُ وقالَ رَجُلٌ من بَنِي الصَّوْبِ يُخاطِبُ بَعِيرَه: حَوْبُ حَوْبُ، إِنّه يَوْمُ دَعْقٍ وشَوْبٍ، لالَعاً لبَنِي الصَّوْب، قالَ الجَوْهَرِيُّ: ولا يُقال: أَدْعَقَه، وأَنْشَدَ لَبِيدُ:

  في جَمِيعٍ حافِظِي عَوْرَاتِهم ... لا يَهُمُّونَ بأَدْعاقِ الشَّلَلْ⁣(⁣٢)

  قالَ: يُقال: هو جَمْعُ دَعْقٍ، وهو مَصْدَرٌ، فتَوَهَّمَه اسْماً، أَي: إِنَّهم إِذا فَزِعُوا لا يُنَفِّرُونَ إِبِلَهم فيَهْرَبُوا، ولكِنَّهم يَجْمَعُونَها ويُقاتِلُونَ دُونَها؛ لعِزِّهِمْ، قالَ الصّاغانِيُّ: ورُوي «بإِدْعاقِ» بكسر الهَمْزة، وقالَ: هو من الزَّجْرِ والسَّوْقِ الشَّدِيد، وكذلك رَواهُ الأَصْمَعِيُّ، وقالَ: أَساءَ لَبِيدٌ في قولِه:

  لا يَهُمُّون بإِدْعاقِ الشَّلَلْ

  وقالَ غيرُه: دَعَقَها وأَدْعَقَها، لُغَتان.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: دَعَقَت الإِبِلُ الحَوْضَ: إِذا خَبَطَتْهُ حَتّى تَثْلِمَهُ أَي: تكسِرَه من جَوانِبِه وقالَ غيرُه: إِذا وَرَدَت فازْدَحَمَت على الحَوْضِ.

  والدَّعْقَةُ: الجَماعَةُ من الإِبِلِ نَقَله الجَوْهَرِيُّ، قال الرّاجِزُ:

  كانَتْ لنا كدَعْقَةِ الوِرْدِ الصَّدِي

  والدَّعْقَةُ: الدُّفْعَةُ من المَطَرِ يُقال: أَصابَتْنا دَعْقَةٌ من مَطَر، أَي: دَفْعَةٌ شَدِيدَةٌ منه.

  وفي نَوادِرِ الأَعْرابِ: مَداعِقُ الوادِي ومَثادِقُه، ومَذابِحُه ومَهارِقُه: مَدافِعُه.

  وخَيْلٌ مَداعِيقُ: تَدُوسُ القَوْمَ في الغاراتِ نَقَله الجَوْهَرِيُّ، زادَ غيرُه: مُتَقَدِّمَةُ فيها.

  وطَرِيقٌ دَعْقٌ، ومَدْعُوقٌ أَي: مَوْطُوءٌ هكذا هو في النُّسَخ دَعْقٌ بالفتح، فيكون مَصْدَراً بمَعْنَى مَفْعُول، كما في التَّكْمِلة، وأَيضاً: طَرِيقٌ دَعِقٌ، ككَتِفٍ، وشاهِدُه قولُ رُؤْبَةَ:

  زُوراً تَجافَى عن أَشاءَاتِ العُوَقْ ... في رَسْمِ آثارٍ ومِدْعاسٍ دَعِقْ

  وقد دَعَقَ دَعْقاً: إِذا أَكْثَرَ عليه الدَّعْسَ والوَطْءَ، وقال الزَّفَيانُ:

  وراجِفاتٍ بُزَّلِ ونُوقِ ... يَرْكَبْنَ نَيْرَيْ⁣(⁣٣) لاحِبٍ مَدْعُوقِ

  وداعِقٌ: فَرَسٌ لبَنِي أَسَدٍ.

  وقالَ ابنُ عَبّاد: أَدْعَقْتُ: أَحْضَرْتُ عَلَى رِجْلَيَّ.

  * ومما يُسْتَدْركُ عليه:

  دَعَقَت الخَيْلُ في الدِّماءِ: إِذا وَطِئَتْ فيهِ.

  والمَدْعَقُ: موضِعُ دَعْقِ الدَّوابِّ التُّرابَ بالأَرْضِ، قالَهُ اللَّيْثُ.

  والمَدْعَقُ: مَفْجَرُ الماءِ، وقد دَعَقَه دَعْقاً: إِذا فَجَرَه، قال رُؤْبَةُ:

  يَضْرِبُ عِبْرَيْهِ ويَغْشَى المَدْعَقَا

  ودَعَقَه دَعْقاً: أَجْهَزَ عليه.


(١) في المطبوعة الكويتية: «والياء» تحريف.

(٢) لم أجده في ديوانه ط بيروت، وهو في اللسان والتهذيب والصحاح.

(٣) في اللسان: ثِنْيَ لا حبٍ.