تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رمق]:

صفحة 176 - الجزء 13

  قالَ: والرُّمُق أَيْضاً: الحَسَدَةُ، واحِدُه رامِقٌ، ورَمُوقٌ وهو: الَّذِي يَرْمُقُ النّاسَ بعَيْنِه شَزْراً وحَسَداً.

  والرُّمَّقُ كَرُكَّعٍ: الضَّعِيفُ من الرِّجالِ.

  والتَّرْمِيقُ: العَمَلُ يَعْمَلُه الرَّجُلُ ولا يُحْسِنُه وقَدْ يَتَبَلَّغُ بهِ وهو يُرَمِّقُ في الشَّيْءِ: لا يُبالِغُ في عَمَلِه، ويُقالُ: رَمِّقْ عَلَى مَزادَتَيْكَ، أَي: رُمَّهُما مَرَمَّةً يُتَبَلَّغُ بها.

  وهُوَ مُرَمَّقُ العَيْشِ، ومُرْمَقُّهُ، كمُعَظَّمٍ، ومُحْمَرٍّ الأُولَى عن ابْنِ دُرَيْدٍ، وفَسَّرَها بقَولِه: ضَيِّقُه⁣(⁣١) والثّانِيَةُ عن أَبِي عُبَيْدٍ، وفَسَّرَها بقَوْلِه: أَو خَسِيسُه دُونُه وأَنْشَدَ للكُمَيْتِ:

  نُعالِجُ مُرْمَقًّا مِنَ العَيْشِ فانِياً ... له حارِكٌ لا يَحْمِلُ العِبْءَ أَجْزَلُ

  قال ابْنُ دُرَيْد: ومِنْ كلامِهِم: أَضْرَعَت الضَّأْنُ فرَبِّقْ رَبِّقْ، ورَمَّدَتِ⁣(⁣٢) المِعْزَى فرَمِّقْ رَمِّقْ ونَصُّ ابنِ فارِسٍ: أَضْرَعَتِ المِعْزَى أَي: اشْرَبْ لَبَنَها قَلِيلاً قَلِيلاً لأَنَّها تُنْزِلُ قبلَ نِتاجِها بأَيّامٍ، قالَهُ ابنُ فارِس، وقالَ غيرُه: لأَنَّها تَضَعُ بعدَ مُدةٍ، وسَبَقَ الإِيماءُ لِذلِكَ في ر ب ق.

  وقالَ ابنُ عَبّاد: تَرْمِيقُ الكَلامِ: تَلْفِيقُه وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: رَمَّقَ الكَلامَ: لَفَّقَهُ شَيْئاً فَشَيْئاً.

  وقالَ الأَصْمَعِيُّ: ارْمَقَّ الإِهابُ، كاحْمَرَّ: إِذا رَقَّ، ومنه ارْمِقاقُ العَيْشِ، قال الكُمَيْتُ يَمْدَحُ بني أُمَيَّةَ:

  ولَمْ يَدْبُغُونا على تِحْلِئٍ ... فيَرْمَقّ أَمْرٌ ولم يُغْمِلُوا⁣(⁣٣)

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: ارْمَقَّ الشَّيْءُ: ضَعُفَ وكذلِك ارْمَقَّ الحَبْلُ: إِذا ضَعُفَتْ قُواه.

  وارْمَقَّتِ الغَنَمُ: إِذا ماتَتْ قال رُؤبَةُ:

  عَرَفْتَ من ضَرْبِ الحَرِيرِ عِتْقَا ... فيهِ إِذا السَّهْبُ بهِنَّ ارْمَقَّا⁣(⁣٤)

  وتَرَمَّقَ اللَّبَنَ أَي: شَرِبَهُ قَلِيلاً قَلِيلاً. قالَ: وتَرَمَّقَ الماءَ وغَيْرَه: إِذا حَساهُ حُسْوَةً بعدَ حُسْوَةٍ أُخْرَى.

  والمُرامِقُ: مَنْ لَمْ يَبْقَ في قَلْبِه مِنْ مَوَدَّتِكَ إِلّا قَلِيلٌ قالَ الرّاجِزُ:

  وصاحِبٍ مُرامِقٍ داجَيْتُه ... دَهَنْتُه بالدُّهْنِ أَو طَلَيْتُه

  عَلَى بَلالِ نَفْسِه طَوَيْتُه

  وتَقُولُ: هذِه النَّخْلَةُ تُرامِقُ بعِرْقٍ، أَي: لا تَحْيَا ولا تَمُوتُ.

  ويُقال: رامَقَ الأَمْرَ مُرامَقَةً: إِذا لَمْ يُبْرِمْهُ قالَ العَجّاجُ:

  والأَمْرُ ما رامَقْتَه مُلَهْوَجَا ... يُضْوِيكَ ما لَمْ تَجْنِ مِنْه مُنْضَجَا⁣(⁣٥)

  والرِّماقُ، ككِتابٍ: النِّفاقُ ومنه حَدِيثُ طَهْفَةَ: «ما لَمْ تُضْمِرُوا الرِّماقَ» وهو قريبٌ من مَعْنَى المُداراةِ؛ لأَنَّ المُنافِقَ مُدارٍ بالكَذِبِ، حَكاه الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ، وقد تَقَدَّم أَنّه يُرْوَى أَيضاً: «بالرِّقاقِ» بقافين⁣(⁣٦).

  والرِّماقُ أَيضاً: مَصْدَرُ رامَقَهُ، وهو أَنْ تَنْظُرَ إِليه نَظَراً شَزْراً، نَظَرَ العَداوَةِ.

  والرِّماقُ من العَيْشِ: الضَّيِّقُ وهذا قد تَقَدَّمَ، فهو تكرارٌ، ولَعَلّهُ إِنّما أَعادَهُ ثانِياً، للإِشارَةِ إِلى تَفْسِيرِ حَدِيثِ طَهْفَةَ على قَوْلِ بَعْضٍ، والمعْنَى: ما لم تَضِقْ قُلوبُكُم عن الحَقِّ.

  وارْماقَّ هُزالاً: هَلَكَ، وقالَ ابنُ عَبّادٍ: ارْماقَّتْ غَنَمُه: إِذا هَلَكَتْ هُزالاً.

  وقالَ غَيْرُه⁣(⁣٧): ارْماقَّ الحَبْلُ أَي: ضَعُفَ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  رَجُلٌ رامِقٌ، أَي: ذُو رَمَقٍ، قال:


(١) الجمهرة ٢/ ٤٠٥.

(٢) الذي في الجمهرة ٢/ ٤٠٥ أضرعت المعزى.

(٣) عن التهذيب وبالأصل «ولم يعملوا» يقال أغمل الإهاب إغمالاً إذا تركه حتى يفسد.

(٤) ذكر الرجز في اللسان شاهداً على قوله: وارمقّ الطريق امتدّ وطال.

(٥) في التكملة «ما لم تحي» بدل «ما لم تجن» قال الصاغاني: وقع في بعض النسخ «ما لم تجن» بالجيم والنون من الجناية، والرواية: «ما لم تحيي» من الإحياء، أي: ما لم تعمل فيه عملاً حيّاً تنضجه.

(٦) كذا بالأصل ولم يرد في «رقق» وقد ذكر في مادة «رفق» الرفاق بمعنى النفاق ومنه حديث طهفة: ما لم تضمروا الرفاق.

(٧) وهو قول ابن دريد الجمهرة ٢/ ٤٠٥ وقد تقدم قريباً.