مَدَحْنا لَها رَيْقَ الشَّبابِ فعارَضَتْ ... جَناب الصِّبا في كاتِمِ السِّرِّ أَعْجَمَا⁣^(⁣١)

  ويُقالُ: فَعَلَه في رَوْقِ شَبابِه، ورَيِّقِ شَبابِه، أَي: في أَوَّلِه وأَصْلُه رَيْوِقٌ فَيْعِل، فأُدْغِم، ورُبَّما يُخَفَّفُ، كهَيْن وهَيِّن.

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: قِيلَ: الرَّيِّقُ: أَنْ يُصِيبَكَ من المَطَرِ يَسِيرٌ وهو من الأَضْدادِ أَي: مع قولِهِم رَيّقُ كُلِّ شيءٍ: أَوَّلُه.

  وغِلْمانٌ رُوقَةٌ، بالضم: حِسانٌ، جَمْعُ رائِقٍ كفارِهٍ وفُرْهَةٍ، وصاحِبٍ وصُحْبَةٍ، وهو مِنْ راقَ الشَّيْءُ: إِذا صَفا.

  وقالَ الفَرّاءُ: غُلامٌ رُوقَةٌ، وجَمَلٌ رُوقَةٌ وجارِيَةٌ رُوقَةٌ أَيْضاً وكذا ناقَةٌ رُوقَةٌ، وكذلِك نُوقٌ رُوقَةٌ، قالَ:

  تَرْمِيهِمُ بِبَكَراتٍ رُوقَهْ

  أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرابِيِّ، إِلّا أَنّه قال: رُوقَةُ هنا جَمْعُ رائِقٍ، وقال ابنُ سِيدَه: فأَمّا الهاءُ عندِي فلتَأْنِيْثِ الجَمْعِ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الرُّوقَةُ: الشّيْءُ اليَسِيرُ لُغَةٌ يمانِيَة⁣^(⁣٢).

  والرُّوقَةُ: الجَمِيلُ جِدًّا من الناسِ، وكذلِك الاثْنانِ والجَمِيع والمُؤَنَّثُ، وقد يُجْمَعُ على رُوقٍ، ورُبّما وُصِفَت به الخَيْلُ والإِبِلُ في الشِّعْرِ، وأَطْلَقَه ابنُ الأَعْرابِيِّ، فلم يَخُصَّ شِعْراً من غَيْرِه.

  والرَّوْقَة بالفَتْحِ: الجَمال الرّائِقُ.

  ورَوْقُ: ة، بجُرْجانَ نقلَهُ الصاغانِيُّ.

  والرَّوَقُ، مُحَرَّكَةً: أَنْ تَطُولَ الثَّنايا العُلْيا السُّفْلَى وتُشْرِفَ عليها وهو أَرْوَقُ وهي رَوْقاءُ، قالَ لَبِيدٌ ¥ يَصِفُ أَسْهُماً:

  رَقَمِيّاتٌ عَلَيْها ناهِضٌ ... تُكْلِحُ الأَرْوَقَ منهم والأَيَلّ⁣^(⁣٣)

  ج: رُوْقٌ بالضَّمِّ، وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ:

  فِداءٌ خالَتِي لبَنِي حُيَيٍّ ... خُصُوصاً يَوْم كُسُّ القَوْمِ رُوقُ⁣^(⁣٤)

  وكذلِكَ قَوْمٌ رُوقٌ، ورَجُلٌ أَرْوَقُ وقِيل: إِنَّ رُوقاً جَمْعُ رُوقَةٍ، كما تَقَدَّم وقِيلَ: جمع رائِقٍ، كبازِلٍ وبُزْلٍ، ومنه قولُ الرّاجِزِ:

  من لَبَنِ الدُّهْمِ الرُّوقْ

  حَتّى شَتا كالذُّعْلُوقْ

  وتَرُوقُ كتَكُونُ: اسم هَضْبَة. وأَراقَهُ أَي: الماءَ، ونحوَه: صَبَّهُ وهَراقَهُ يُهَرِيقُه - بدل - وكذا: أَهْرَاقَهُ يُهْرِيقُه - عِوَضٌ -: صَبَّهُ، قال الصّاغانِيُّ: وسنُعِيدُ ذِكْرَهُ ثانياً في: «ر ي ق». وقال ابنُ سِيدَه: وإِنّما قُضِيَ عَلَى أَنّ أَصلَ أَراق: أَرْوَقَ لأَمرينِ، أَحَدُهما: أَنَّ كونَ عينِ الفِعْلِ واواً أَكثرُ من كَوْنِها ياءً فيما اعْتَلَّتْ عينُه، والآخَر أَنَّ الماءَ إِذا هُرِيقَ ظَهرَ جوهَرُه وصَفَا، فراقَ رائِيَهُ يَرُوقُه، فهذا يُقَوِّي كونَ العَيْنِ منه واواً، على أَنَّ الكِسائِيِّ قد حَكَى راقَ الماءُ يَرِيقُ: إِذا انْصَبَّ، وهذا قاطعٌ بكَوْنِ العينِ ياءً، قال ابنُ بَرِّيٍّ: أَرقْتُ الماءَ مَنْقُولٌ من راقَ الماءُ يَرِيقُ رَيْقاً: إِذا تَرَدَّدَ على وَجْهِ الأَرْضِ، فعَلَى هذا كانَ حَقُّه أَن يُذْكَرَ في فصل «ر ي ق» لا «ر و ق».

  والتَّرْوِيقُ: التَّصْفِيَةُ يُقال: رَوَّقَ الشَّرابَ: إِذا صَفّاهُ بالرَّاوُوقِ، قال الأَعْشَى:

  وثأدٍ إِذا شِئْنَا كَمِيشٌ بمِسْعَرٍ ... وصَهْباءُ مِزْبادٌ إِذا ما تُرَوَّقُ⁣^(⁣٥)

  وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ: التَّرْوِيقُ: أَن تَبِيعَ سِلْعَةً وتَشْتَرِيَ أَجْوَدَ مِنْها وأَحْسَنَ، يُقال: باعَ سِلْعَتَه فرَوَّقَ وقالَ غيرُه: أَطْوَلَ منها وأَفْضَلَ، وقالَ ثعلبٌ: هو أَن تَبِيعَ بالِياً وتَشْتَرِيَ جَدِيداً.

  ومن المَجازِ: بَيْتٌ مُرَوَّقٌ كمُعَظَّمٍ، أَي: له رُواقٌ وهو سِتْرٌ يُمَدُّ دُونَ السَّقْفِ، وقد رَوَّقَهُ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ للأَعْشَى:

  وقد أَقْطَعُ اللَّيْلَ الطَّوِيلَ بفِتّيَةٍ ... مَسامِيحَ تُسْقَى والخِباءُ مُرَوَّقُ⁣^(⁣٦)

  ورَوَّقَ السَّكْران: بالَ في ثِيابِه هذه وَحْدَها عن أَبِي حَنِيفَةَ، وهو مَجازٌ.

  ورَوَّقَ لفُلانٍ في سِلْعَتِه: إِذا رَفَع له في ثَمَنِها وهُوَ لا يُريدُها عن ابنِ عَبّادٍ.

(١) تقدم في مادة عرض.

(٢) الجمهرة ٢/ ٤٠٩.

(٣) ديوانه ط بيروت ١٤٧ وفيه: الأروق: الطويل الأسنان.

(٤) الجمهرة ٢/ ٤٠٩.

(٥) ديوانه ط بيروت ص ١١٨: وشاوٍ ...... إذا ما تُصَفَّقُ.

(٦) ديوانه ط بيروت ص ١١٨ برواية: «اليوم الطويل» وبهامشه: مروق: ممدود الرواق. وفي الصحاح عجزه برواية:

فظلت لديهم في خباء مروّق

عقب الصاغاني في التكملة، بعده: وليس البيت للأعشى - يعني بهذه الرواية - وإنما هو لربيعة بن الكودن وصدره:

فظل صحابي راصدين طريقها ... وظلت ...