تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زمق]:

صفحة 200 - الجزء 13

  فلا يَخُرِقُه، وقد جاءَ في الحَدِيث.

  ورِيحٌ زَيْلَقٌ، كحَيْدَرٍ: سَرِيعَةُ المَرِّ، عن كُراعٍ.

  وزَلَّقَهُ ببَصَرِه تَزْلِيقاً: أَحَدَّ النَّظَر إِليهِ، عن الزَّجّاجِيِّ.

  والحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ زُولاق المِصْرِيُّ، كطُوفان، عن يَحْيَى بنِ سليمٍ الجُعْفِيِّ، وعنه أَبُو القاسِمِ الطَّبَرانِيُّ، وتارِيخُ مِصْر من تأْلِيفِه، مشهورٌ.

  وزُلَيْقَةُ بنُ صُبْحٍ، كجُهَيْنَةَ: بَطْنٌ من هُذَيْلٍ، هكَذا ضَبَطَهُ ابنُ الأَثِيرِ، ويُقال: هو بالفاءِ، وقد تَقَدَّم.

  [زمق]: زَمَقَ لِحْيَتَه يَزْمُقُها ويَزْمِقُها مِنْ حَدَّيْ نَصَر وضَرَبَ، زمْقاً، أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣١): أَي نَتَفَها لُغَةٌ فِي زَبَقَ واللِّحْيَةُ زَمِيقَةٌ، ومَزْمُوقَةٌ مِثْلُ زَبِيقةٍ ومَزْبُوقَةٍ.

  وزَمَقَ القُفْلَ أَي: فَتَحَه.

  وزَمَقَ التّابُوتَ: كَسَرَه، لُغةٌ في زَبَقَ، وقد تَقَدَّمَ.

  وقال الخارْزَنْجِيُّ: يُقال: ما أَغْنَى عَنِّي زَمَقَةً، مُحَرَّكَةً أَي: شَيْئاً لُغَةٌ في زَبَقَةٍ.

  * ومما يُسْتَدركُ عليه:

  قالَ الأَصْمَعِيُّ: يُقال للشَّيْءِ المُرْوِحِ: فِيه زَمَقَةٌ ونَمَقَةٌ، بالتَّحْرِيك.

  وزَمِقَ عنه، كفَرِحَ: مَلَّ، عامِّيَّة.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  [زمعلق]: رَجُلٌ زَمَعْلَقٌ، كسَفَرْجَلٍ: سَيِّئُ الخُلُقِ، كذا في اللِّسانِ، وأَهْمَله الجَماعَةُ.

  [زملق]: الزُّمَلقُ، كعُلَبِطٍ، وعُلابِطٍ، وتُشَدَّد مِيمُ الأُولَى فهي ثَلاثُ لُغاتٍ: مَنْ يُنْزِلُ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَ، وفي التَّهْذِيبِ: يُنْزِلُ إِذا حَدَّثَ المَرأَةَ مِن غَيْرِ جِماعٍ، والفِعْلُ منه: زَمْلَقَ زَمْلَقَةً، وأَورَدَه الجَوْهَرِيُّ في «زلق» على أَنَّ المِيمَ زائِدَةٌ، وأَنْشَدَ الرَّجَز:

  إِنَّ الحُصَيْنَ زَلِقٌ وزُمَّلِق⁣(⁣٢)

  وأَورَدَهُ أَبو عُبَيْد في باب «فعلل» وأَنْشَدَ هذا الرَّجَز.

  * ومما يُسْتَدرَكُ عليه:

  غلامٌ زُمْلُوقٌ، وزُمالِقٌ: نَزٌّ خَفِيفٌ، لا يَكادُ يَقْبِضُ عليه مَن طَلَبَه؛ لِخِفَّتِه في عَدْوِه ورَوَغانِهِ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ عن بَعْضِ العَرَبِ، وقالَ غيرُه: ويُقالُ للخَفِيفِ الطَيّاشِ: زُمَّلِقٌ، وزُمْلُوقٌ، وزُمالِقٌ.

  والزُّمَّلِقُ أَيْضاً: الحِمارُ السَّمينُ المُسْتَوِي الظَّهْرِ من الشَّحْمِ، قالَهُ اللِّحْيانِيُّ.

  والزَّمْلَقَةُ في الحُمُرِ: مثل الهَمْلَجَةِ في الفَرَس.

  وزِمْلِقَى، بالكسرِ: قريَةٌ ببُخارَا، قالَهُ ابنُ ماكُولَا، وضَبَطَهُ غيرُه بالضَّم وقالَ: هِيَ قَرْيَةٌ قُرْبَ سِنْج، بمَرْوَ، خَرِبَت الآنَ، مِنْها: أَبو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَبابٍ⁣(⁣٣) الزِّمْلِقِيُّ، وعَبْدُ اللهِ بنِ عُمَر الزِّمْلِقِيُّ المُحَدِّثان.

  [زنبق]: الزَّنْبَقُ، كجَعْفَرٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ هُنا، ولكِنّه أَوْرَدَه في: «ز ب ق» اسْتِطْراداً على أَنَّ النُّونَ زائِدَةٌ، والمُصَنِّفُ يَقُولُ: لا تُزادُ النونُ في ثانِي الكَلِمَةِ إِلا بثَبَتٍ: دُهْنُ الياسَمِينِ وخَصَّهُ الأَزْهَرِيُّ بالعِراقِ، قالَ: وأَهلُ العِراقِ يَقُولُونَ لِدُهْنِ الياسَمِينِ: دُهْن الزَّنْبَقِ، وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيّ لعُمارَةَ:

  ذُو نَمَشٍ لم يَدَّهِنْ بالزَّنْبَقِ

  وأَنْشَدَه الصّاغانِيُّ لأَبِي قَحْفانَ العَنْبَرِيِّ.

  والزَّنْبَقُ: وَرْدٌ وقالَ شَيْخُنا: بَحَثُوا في أَنَّ مَدْلُولَه دُهْنٌ، بَلْ قالُوا: هو زَهْرٌ يُجْعَلُ في السَّيْرَجِ ونَحْوه، ويُعْمَلُ منه دُهْنٌ، كغَيْرِه من أَنْواعِ الأَزْهارِ، انْتَهَى، وأَنْشَدَ الصّاغانِيُّ لامْرِئِ القَيْسِ:

  وفَوْقَ الحَوايا غِزْلَةٌ وجَآذِرٌ ... تَضَمَّخْنَ في مِسْكٍ ذَكِيٍّ وزَنْبَقِ

  وقالَ الأَعْشَى:

  وكِسْرَى شَهِنْشاهِ الَّذِي سارَ ذِكْرُه ... له ما اشْتَهَى: راحٌ عَتِيقٌ، وزَنْبَقُ⁣(⁣٤)


(١) الجمهرة ٣/ ١٤.

(٢) تقدم في مادة زلق. وانظر تعليقنا هناك.

(٣) عن اللباب وبالأصل «جناب».

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١١٦ برواية: سار ملكه.