[شنزب]:
  وحكى ابن الأَعْرَابِيّ: مَا عِنْدِي شَوْبٌ ولا رَوْبٌ.
  فالشَّوْبُ: العَسَلُ المَشُوبُ. والرَّوْبُ: اللَّبَنُ الرَّائِبُ. وقِيلَ: الشَّوْبُ: العَسَلُ. والرَّوْب: اللَّبَنُ، من غَيْرِ أَن يُحَدَّا.
  ويقال: سَقَاهُ الشَّوْبَ بالذَّوْب. فالشَّوبُ: اللَّبَنُ، والذَّوْبُ: العَسَل. قَالَه ابْنُ دُرَيْد.
  واشْتَابَ هُوَ وانْشَابَ: اخْتَلَط. قال أَبُو زُبَيْدٍ الطَّائِيّ:
  جَادَتْ مَنَاصِبَه شَفَّانُ غَادِيَةٍ ... بسُكَّرٍ ورَحِيقٍ شِيبَ فَاشْتَابَا
  ويروى فانْشَابَا، وهو أَذْهَبُ في بَابٍ المُطَاوَعَة.
  والمُشاوَبُ بالضَّمِّ وفَتْحِ الوَاوِ: غِلَافُ القَارُورَةِ(١) لأَنَّه مَشُوبٌ بحُمْرَة وصُفْرَةٍ وخُضْرَة، رَوَاهُ أَبو حَاتِمٍ عن الأَصْمَعِيّ وبِكَسْرِها أَي الوَاو وفَتْحِ المِيم جَمْعُه أَي جَمْع المُشَاوَب. نُقِلَ ذلك عن أَبي حَاتِمٍ أَيْضاً.
  وفي فلان شَوْبَةٌ. الشَّوْبَةُ: الخَدِيعَةُ كما يُقَالُ: في فُلَانٍ ذِوْبَةٌ أَي حَمْقَةٌ ظَاهِرَةٌ. واستَعْمَل بعضُ النَّحْوِيِّين الشَّوبَ في الحَرَكَاتِ فَقَالَ: أَمَّا الفَتْحَة المَشُوبَةُ بالكَسْرَة، فالفَتْحة الَّتِي قَبْلَ الإِمَالَة نَحْوُ فَتْحَة عَيْن عَابد وعَارِف. قَالَ: وذَلِكَ أَنَّ الإِمَالَة إِنَّمَا هِيَ أَنْ تَنْحُوَ بالفَتْحَةِ نَحْو الكَسْرَة فتُميلَ الأَلِفَ(٢) التي بَعْدَهَا ليست أَلفاً مَحْضَةً، وهذا هو القياس، لأَن الأَلِفَ تَابِعَةٌ للفَتْحَة، فكمَا أَنّ الفَتْحَةَ مَشوبَةٌ فكَذَلِك الأَلِفُ اللَّاحِقَةُ لهَا، كَذَا في لِسَانِ العَرَبِ.
  وعن الفَرَّاءِ: شَابَ إِذَا خَانَ، وبَاشَ إِذَا خَلط. وعن الأَصْمَعِيّ في باب إِصَابَةِ الرَّجُلِ في مَنْطِقه مَرَّةً وإِخْطَائِه أُخْرَى: هُو يَشُوبُ ويَرُوبُ.
  وعن أَبي سَعِيد، يُقَالُ لِلرَّجُل إِذَا نَضَحَ عَنِ الرَّجُل قَدْ شَابَ عَنْه، وَرابَ إِذَ كَسِلَ. وشَوَّبَ إِذا دَافَع مُدَافَعَةً ونَضَح عَنْه فَلَمْ يُبَالِغْ فِيهما أَي يُدَافِعُ مَرَّة وَيَكْسَلُ مَرَّة فلا يُدَافع الْبَتَّةَ. وقال أَبُو سَعِيد: التَّشْوِيب: أَن يَنْضَحَ نَضْحاً غَيْرَ مُبَالَغٍ فيه. وقال أَيْضاً: العَرَب تَقُولُ: لَقِيتُ(٣) فُلَاناً اليومَ يَشُوبُ عَنْ أَصْحَابِه، إِذَا دَافَع عَنْهم شَيئاً من دِفَاعٍ، قال: ولَيْسَ قَوْلُهم: هُوَ يَشُوبُ وَيُرُوبُ من اللِّبَن، ولكنْ(٤) مَعْنَاه رَجُلٌ يرُوبُ أَحْيَاناً فلا يَتَحرَّكُ ولا يَنْبَعِثُ، وأَحْيَاناً يَنْبَعِث فيَشُوبُ عن نَفْسِه غَيْرَ مُبَالغٍ فِيهِ.
  وعن ابْن الأَعْرَابِيّ: شَابَ إِذَا كَذَب وشَابَ إِذَا خَدَعَ في بَيْعٍ أَو شِرَاءٍ. وشَاب شَوْباً إِذَا غَشَّ. وفي الحديث: «يَشْهَدُ بَيْعَكُم الحَلْفُ واللَّغْوُ فَشَوِّبُوه بالصَّدَقَة».
  وقَوْلُ السُّلَيْكِ بْنِ السُّلَكَة السَّعْدِيّ:
  سَيَكْفِيكَ صَرْبَ القَوْمِ لَحْمٌ مُعُرَّصٌ(٥) ... وماءُ قُدُورٍ في القِصَاع مَشِيبُ
  إِنما بَنَاهُ عَلَى شِيبَ الَّذي لم يُسَمَّ فَاعِلُه أَي مَخْلُوطٌ بالتَّوَابِل والصِّبَاغ.
  والصَّرْبُ: اللَّبَن الحَامِضُ، ومُعَرَّصٌ: مُلْقًى في العَرْصَةِ ليَجِفَّ. ويروى مُغَرَّضٌ أَي طَرِيٌّ، ويروى مُغَرَّضٌ أَي لم يَنْضَجْ بَعْدُ وهُو الْمُلَهْوَجُ.
  وشَابَةُ: قَرْيَةٌ بالفَيُّوم. وجَبَلٌ بمَكَّة أَو بِنَجْدٍ، وقِيلَ: موضع بنجد كما لابْنِ سِيَده، وسيذكر في «ش ى ب» لأَنَّ الأَلِفَ تَكُونُ مُنْقَلِبةً عن وَاوٍ وعَنْ يَاء، لأَنَّ في الكَلَام ش وب وفيه ش ى ب، ولو جُهِلَ انْقِلَابُ هذِه الأَلِف لحُمِلَت عَلَى الوَاوِ، لأَنَّ الأَلِفَ هُنَا عَيْن وانْقِلَابُ الأَلِف إِذَا كَانَتْ عَيْناً عن الوَاوِ أَكْثَرُ من انْقِلَابِها عَنِ اليَاءِ. قَالَ:
  وضَرْب الجَمَاجِمِ ضَرْبَ الأَصَمّ ... حَنْظَلَ شَابَةَ يَجْنِي هَبِيدَا
  كذا في لِسَانِ العَرَب. ومِثْلُه في المُحْكَم، ومِنْهُم مَنْ قَالَ: إِنَّه شَامَة بالمِيمِ، والصَّوَابُ أَنَّهُمَا مَوْضِعَان أَو جَبَلَان. وقال البَكْرِيّ: إِن شَابَة جَبَلٌ في الحِجَاز في دِيَار غَطَفَان، وقِيلَ بنَجد(٦)، وعَلَيْه اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ وابنُ مَنْظُور. وبه صَدَّرَ في المَرَاصِدِ والمُعْجَمِ. وسَيَأْتِي قَولُ أَبِي ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيِّ الَّذِي اسْتَدلَّ بِهِ الجَوْهَرِيّ في «ش ى ب».
  وبَنُو شَيْبَان: قَبِيلَةٌ مِن الْعَرَب، قِيلَ يَاؤُه بَدَلٌ من الوَاوِ
(١) على مُفَاعَل كما في اللسان.
(٢) كذا بالأصل وفي الكلام سقط اختل معه المعنى وتمام سياقه في اللسان: نحو الياء لضرب من تجانس الصوت، فكما أن الحركة ليست بفتحة محضة كذلك الألف ..».
(٣) اللسان: رأيتُ
(٤) عن اللسان، وبالأصل «ولكنه».
(٥) معرص: اللحم الملقى في العرصة ليجف، أو اللحم المقطع. أو الملقى في الجمر فيختلط بالرماد ولا يجود نضجه.
(٦) كذا، وفي معجم ما استعجم: شابة بالباء المعجمة بواحدة، على وزن فَعْلة جبل.