تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين مع القاف

صفحة 350 - الجزء 13

  والعَلاقَة، ويُكْسَر: الحُبُّ اللَّازِمُ للقَلْب، وقد تقدّم أَنّ الأَصمعيَّ أَنكر فيه الكَسْر، وتَقَدَّم الاسْتِشْهاد به.

  أَو هو بالْفَتْح في المَحَبَّة ونَحْوِها، وقد عَلِقَها عَلاقَة: إِذا أَحَبَّها. وقال ابن خالَوَيْهِ في «كتاب ليس»: أَنشَدَنِي أَعْرابِيٌّ:

  ثَلاثةُ أَحْبابٍ فحُبُّ عَلاقَة ... وحُبُّ تِمِلّاقٍ وحُبٌّ هو القَتْلُ

  فقلتُ له: زِدْني، فقال: البَيْتُ يَتِيم، أَي: فَرْد.

  والعِلاقة، بالكسرِ، في السَّوْط ونَحْوِه كالسَّيْفِ والقَدَح والمُصْحَف والقَوْسِ، وما أَشبه ذلك. وعِلاقةُ السَّوطِ: ما في مَقْبِضِه من السَّيْرِ.

  ورجُلُ عَلَاقِية، كثَمَانِية: إِذا عَلِقَ شَيْئاً لم يُقْلِعْ عنه كما في العُبابِ.

  وفي اللِّسانِ: عَلِقتْ نَفسُه الشيءَ، فهي عَلِقةٌ، وعَلاقِيَةٌ، وعِلَقْنَةٌ: لَهِجَتْ به، وقالَ:

  فَقلتُ لَها والنَّفسُ مِنِّي عِلَقْنَةٌ ... علاقِيَةٌ تَهْوَى هَواها المُضَلَّلُ

  وأَصابَ ثَوبَه عَلَقٌ، بالفَتْح وبالتَّحْريك أَي: خَرْقٌ من شَيْءٍ عَلِقه وذلِك أَن يَمرَّ بشَجَرَةٍ أَو شَوْكةٍ فتَعْلَقَ بثَوْبِه فتَخْرِقَه. وبالوَجْهَين رُوِيَ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة ¥: «أَنَّه رُئِي وعليه إِزارٌ فيه عَلَقْ، وقد خَيَّطَه بالأُسْطُبَّة».

  الأُسْطُبَّة: مُشاقَة الكَتَّانِ.

  والعَلْق، بالفَتْح: ع بالجَزِيرة.

  والعَلْقُ: شَجَرٌ للدِّباغِ.

  والعَلْقُ: الشَّتْم، وقد عَلَقَه بِلسانِه: إِذا لَحَاه مثل سَلَقَه عن اللِّحْيانِيّ. وقال غَيرُه: سَلَقَه بِلسانِه، وعَلَقه: إِذا تَناولَه، وهو مَعْنَى قَولِ الأَعْشَى:

  نَهارُ شَراحِيلَ بنِ قَيْسِ يَرِيبُنِي ... ولَيلُ أَبِي عِيسَى أَمرُّ وأَعْلَقُ⁣(⁣١)

  والعَلْقَةُ بالفَتحِ: الجَذْبة تَكُون في الثَّوْبِ وغيرِه إِذا مَرَّ بشَجَرةٍ أَو بشَوْكة.

  ويقال: لِي في هذَا المَال عُلْقَة، بالضَّمّ، وعِلْق بالكَسْر، وعُلوقٌ كقُعُود وعَلاقَةٌ كسَحابةٍ ومُتَعَلَّق، بالفَتْح أَي بفتح اللام، كله بمَعْنىً واحد، أَي: بلُغَة.

  والعَلِيقُ كأَمِير: القَضِيمُ يُعَلَّقُ على الدّابَّةِ.

  وحِبَّانُ بنُ عُليْق، كَزُبَيْر: شاعِرٌ طَائِيٌّ قديم.

  والعَلِيقة، والعَلَاقة، كسَفِينةٍ وسَحَابَةٍ، واقتصر الجوهَرِيُّ على الأَوَّلِ: البَعِير تُوَجِّهُه مع قَوْمٍ يَمْتَارُون، فتُعْطِيهم دَراهِمَ وعَلِيقَةً ليَمْتَارُوا لَك عليه، وأَنشد الجَوْهَرِيُّ:

  وقائِلةٍ لا تركَبَنَّ عَلِيقَةً ... ومن لَذَّةِ الدُّنْيا رُكوبُ العَلائِقِ

  يُقال: عَلَّقتُ مع فُلانٍ عَلِيقَةً، وأَرْسلتُ معه عَلِيقَةً. قال الرّاجِزُ:

  أَرْسَلَها عَلِيقَةً وقد عَلِمْ ... أَنَّ العَلِيقاتِ يُلاقِينَ الرَّقِمْ

  لأَنّهم يُودِعُون رِكَابَهم⁣(⁣٢) ويَرْكَبُونَها، ويُخَفِّفُونَ من حَمْلِ بعضِها عليها، كما في الصحاح. وقال الراجزُ:

  إِنَّا وَجَدْنا عُلَبَ العَلائِقِ ... فِيها شِفاءٌ للنُّعاسِ الطَّارِقِ

  والعَلائِقُ يَصْلُح أَن يكونَ جَمْعاً لعَلِيقة، وجَمْعاً لعَلاقَةٍ، كَسَفِينَةٍ وسَفائِن، وسَحَابة وسَحائِب.

  وقال ابنُ الأَعرابيّ: العَلِيقَة والعَلاقَةُ البَعِيرُ - أَو البَعِيران -⁣(⁣٣) يَضُمُّهُ الرَّجلُ إِلى القَوْم يَمْتارُون له مَعَهم.

  والعَلاقَة كسَحَابة: الصَّدَاقَة والحُبُّ، وقد تَقدَّم شاهِدُه.

  وأَيضاً الخُصُومَة، وقد عَلَق به عَلْقاً: إِذا خاصَمَه أَو صادَقَه. ويُقال: لِفُلان في أَرْضِ فُلان عَلاقَةٌ، أَي:


(١) ديوانه ط بيروت ص ١١٩ برواية: «... شراحيل بن طود ... وليل أبي ليلى ...» وبهامشه: أعلق: أشد مرارة.

(٢) ضبطت عن اللسان، وضبطت في التهذيب يوَدِّ عون بفتح الواو وتشديد الدال المكسورة، وفيهما ضبط حركات.

(٣) لفظة «البعيران» لم ترد في اللسان وفيه عن غيره: البعير أو الناقة.