تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صحب]:

صفحة 141 - الجزء 2

  الرَّامِكُ: نَوْقع من الطِّيبِ رَدِيءٌ خَسِيسٌ. ومن المَجَاز: استَصْعَب ثم اسْتَصْحَبَ. وكذا استَصْحَبْتُه الكِتَابَ وغَيْرَه، واسْتَصْحَبْتُ كِتَاباً لي، كَذَا في الأَسَاسِ ولِسَانِ العَرَب.

  وأَصْحَبَ البَعِيرُ والدَّابَّةُ: انْقَادَا، وَمِنْهُم مَنْ عَمّ فَقَالَ: وأَصْحَبَ: ذَلَّ وانْقَادَ. والمُصْحِبُ كَمُحْسِنٍ وَهُوَ الذَّلِيلُ المُنْقَادُ بَعْدَ صُعُوبَة. قال امرؤُ القَيْس:

  ولَسْتُ بِذِي رَثْيَةٍ إِمَّرٍ ... إِذَا قِيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبَا

  الإمَّرُ: الَّذِي يَأْتَمِر لكُلِّ أَحَد لضَعْفِه. والرَّثْيَةُ: وَجَعُ المَفَاصِل.

  وفي الحديث: «فأَصْحَبَت النَّاقَةُ» أَي انْقَادَت واسْتَرْسَلَت وتَبِعَت صَاحِبَها⁣(⁣١). قال أَبُو عبيد: صَحِبْتُ الرَّجُلَ من الصُّحْبَةِ. وأَصْحَبْتُ أَي انْقَدْتُ لَهُ. كالمُصَاحِبِ أَي المُنْقَادِ، من الإِصْحَابِ. قال ابْن الأَعْرَابِيّ، وأَنْشَدَ:

  يَا ابْنَ شَهَابٍ لَسْتَ لِي بِصَاحِب ... مع المُمَارِي ومَعَ المُصَاحِبِ⁣(⁣٢)

  وكالمُسْتَصْحِب كما قاله الزَّمَخْشَرِيّ وقد تَقَدَّمَتِ الإِشَارَةُ إِلَيْه قَرِيباً، والمُصْحِبُ: المُسْتَقِيمُ الذَّاهِبُ لَا يَتَلَبَّثُ.

  ومن المَجَاز: أَصْحَبَ المَاءُ إِذا عَلَاهُ الطُّحْلُبُ والعَرْمَضُ، فهو مَاءٌ مُصْحِبٌ.

  ومن المجاز: أَصْحَبَ الرَّجُلُ إِذا بَلَغَ ابْنُه مَبْلَغَ الرِّجَال فَصَارَ مِثْلَه فكأَنَّه صَاحَبَه⁣(⁣٣).

  ومن المجاز عَنْ الفَرَّاء: المُصْحِبُ: الرَّجُلُ الذي يُحَدِّثُ نَفْسَه، وقد تُفْتَح حَاؤُه. والمُصْحَبُ⁣(⁣٤) بفتح الحاء: المَجْنُونُ. يقال: رَجُلٌ مُصْحَبٌ. والمُصْحَبُ: العُودُ الَّذي لم يُقْشَر، وهو مَجَازٌ. والمُصْحَبُ⁣(⁣٥): أَدِيمٌ بَقِي عليه صُوفُه أَوشَعَره أَووَبَرهُ.

  ومنه قِرْبَةٌ مُصْحَبَةٌ:(⁣٦) بَقِي فيها من صُوفِها شيْءٌ ولم تُعْطَنْه.

  والحَمِيتَ: ما لَيْسَ عليْه شَعَر.

  وصَحَبَ المَذْبُوحَ، كَمَنَعَ: سَلَخَه في بَعْضِ اللُّغَاتِ.

  ومن المَجَاز: أَصْحَبْتُه الشيءَ أَي جَعَلْتُه لَهُ صَاحِباً وكذلك اسْتَصْحَبْتُه، وقد تَقَدَّم.

  وأَصْحَبَ فُلَاناً: حَفِظَه، كاصْطَحَبَه. وفي الحدِيث: «اللهُمّ اصْحَبْنا بصُحْبَة واقْلِبْنَا بِذِمَّة» أَي احْفَظْنا بحِفْظِكَ في سَفَرِنا، وارْجِعْنا بأَمَانَتِك وعَهْدِك إِلَى بَلَدِنا.

  وفي الأَسَاس، ومِن المَجَازِ: امْضِ مَصْحُوباً ومُصَاحَباً: مُسَلَّماً ومُعافىً. وتَقُولُ عِنْد التَّوْدِيع: مُعَاناً مُصَاحَباً.

  وأَصْحَبَ فُلَاناً: مَنَعَه، ومِنْه في التَّنْزِيل: {وَلا هُمْ مِنّا يُصْحَبُونَ}⁣(⁣٧). قال الزَّجَّاج يَعْنِي الآلِهَة لا تَمْنَعُ أَنْفُسَها. {وَلا هُمْ مِنّا يُصْحَبُونَ}: يُجَارُون أَي الكُفَّار. أَلَا تَرَى أَنَّ العَرَب تقول: أَنا جَارٌ لك ومعناه أُجِيرُك وأَمْنَعُك، فَقَالَ يُصْحَبُون بالإِجَارَة. وقَال قَتَادَةُ: لا يُصْحَبُون من اللهِ بِخَيْر. وقال أَبُو عُثْمَان المَازِنيّ: أَصْحَبْتُ الرَّجُلَ أَي مَنَعْتُه. وأَنْشَد قَوْلَ الهُذَلِيّ:

  يَرْعَى بِرَوْضِ الحَزْن من أَبِّه ... قُريَانَه في عانةٍ تُصْحَبُ⁣(⁣٨)

  أَي يُمْنَعُ ويُحْفَظُ. وقَال غَيْرُه: هو من قَوْله: صَحِبَك اللهُ أَي حَفِظك وكَانَ لَكَ جَاراً. وقَال:

  جَارِي وَمَوْلَايَ لا يَزْنِي⁣(⁣٩) حَرِيمُهُما ... وصَاحِبِي مِنْ دَوَاعِي السُّوءِ مُصْطَحَبُ

  ومن المَجَازِ: أَصْحَبَ الرَّجُلُ: صَارَ ذَا صَاحِب وَكَانَ ذَا أَصْحَاب، وكَذَا أَصْحَبَه: فَعَل بِهِ ما صَيَّره صَاحِباً لَهُ.

  وصَحْبُ بْنُ سَعْدٍ بالفَتْح ابْنِ عَبْدِ بْنِ غَنْم: قَبِيلَةٌ مِنْ


(١) عن النهاية، وبالأصل «صاحبتها».

(٢) المماري: المخالف.

(٣) في الأساس: وأصحب فلان إذا بلغ ابنه ومعناه كان فرداً فصار ذا صاحب.

(٤) في اللسان «المُصْحِبُ».

(٥) كذا بالصحاح والأساس والمقاييس، وضبطت في اللسان بكسر الحاء.

(٦) في اللسان: بكسر الحاء.

(٧) سورة الأنبياء الآية ٤٣.

(٨) عجزه أثبتناه عن التكملة وقد أشار إليه بهامش المطبوعة المصرية، وبالأصل: قربانه في غابه يصحب.

(٩) عن اللسان، وبالأصل «لا يربى».