تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غردق]:

صفحة 377 - الجزء 13

  أَرادَ بذي حَدَب سيلاً له عِرْق، وفي الغَرانِيق، أَي: مع الغَرانِيق. وفي الحَدِيث: «تِلكَ الغَرانِيقُ العُلَا» هي الأَصْنامُ، وهي في الأَصْلِ: الذُّكُور من طَيْرِ الماءِ.

  وقال ابنُ الأَنباريِّ: الغَرانِيقُ: الذُّكُور من الطَّيرِ، واحدُها غِرْنَوقٌ وغِرْنَيْقٌ. قالَ أَبو خَيْرَةَ: سُمِّي به لِبَياضِه. وقِيلَ: هو الكُرْكِيُّ، شُبِّهت الأَصْنامُ بالطُّيورِ التي تَعْلُو وتَرْتَفِعُ في السّماءِ على حَسَبِ زَعْمِهم.

  والغُرْنَيْق، بالضَّمِ وفتحِ النون وكَزُنْبُور، وقِنْدِيلٍ، وسَمَوْأَل، وفِرْدَوْس، وقِرْطَاس، وعُلابِط فهي سَبْعُ لُغاتٍ.

  اقتصر الجوهرِيُّ منها على الثانِيَةِ والخامِسَة، وذَكَرَ صاحِبُ اللِّسان الثالثةَ والرابعةَ والسادسةَ والسابعةَ، ذَكَرَهُنَّ ابنُ جَنِي، وفاتَهُ الغِرْنَيْق «بكسر الغَيْنِ وفتح النّون». أَورده الجَوْهَرِيّ وابنُ جِنِّي: الشَّابُّ الأَبْيَضُ الناعِمُ الحَسَنُ الشَّعْرِ الجَمِيلُ. أَنْشَدَ شَمِر:

  قِلى⁣(⁣١) الفَتاةِ مَفارِقَ الغِرْناقِ

  وقال آخر:

  إِذْ أَنتَ غِرناقُ الشَّبابِ مَيّالْ ... ذُو دَأْيَتَيْنِ يَنْفَحانِ السِّربالْ

  وفي حَدِيث عليٍّ ¥: «فكأَنّي أَنْظُر إِلى غُرْنُوقٍ من قُرَيْشٍ يَتَشَحَّطُ في دَمِه» أَي: شابٍّ ناعِمٍ. وقال أَعرابيٌّ.

  وكُلُّ غُرْنُوقٍ إِذا صالَ حَكَمْ

  ج: الغَرانِيقُ أَنشد أَعرابِيٌّ:

  لَهفِي على البِيضِ الغَرانِيقِ اللِّمَمْ ... فَوارِس الخَيْلِ وأَرْبابِ النَّعَمْ

  والغَرَانِقَةُ. قال الأَعْشَى:

  ولمْ تَعْدَمِي بينَ اليَمامَةِ مُنْكِحا ... وفِتيانِ هِزَّانَ الطَّوالِ الغَرانِقَهْ⁣(⁣٢)

  والغَرانِقُ قالَ ابنُ الأَنباريِّ: يجوزُ أَنْ يكونَ جمعَ الغُرانقِ بالضمِّ، وقد جاءَت حُروفٌ لا يُفْرَقُ بين واحِدِها وجَمْعِها إِلا بالفَتْح والضَمِّ. فمنها: عُذافِرٌ وعَذافِرُ، وعَراعِرٌ، وقُناقِنٌ وقَناقِنُ، وعُجاهِنٌ وعَجاهِنُ، وقُباقِبٌ وقَباقِبُ، وقال جُنادَةُ بنُ عامِرٍ:

  بذِي رُبَدٍ تَخالُ الأُثْرَ فيهِ ... مَدَبَّ غَرانِقٍ خاضَتْ نِقاعَا

  وقِيلَ: أَرادَ غرانِيق، فحَذَف.

  وقال ابنُ شُمَيْل: الغُرْنُوقُ كَزُنْبُورٍ: الخُصْلَةُ من الشَّعَرِ المُفَتَّلَةُ ومثلُه قَولُ اللَّيثِ. وقالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: جَذَبَ غُرنُوقَه، وهي ناصِيَتُه. وجذب نُغْروقه وهي شَعر قَفاه.

  وقال أَبو زِيادٍ: الغُرْنُوق. شَجَر، ج: الغَرَانِقُ. كذا قال أَو الغُرنُوقُ والغُرانِقُ بضَمِّهِما: الذي يَكُونُ في أَصْلِ العَوْسَجِ اللَّيِّن النَّباتِ ج: الغَرانِيق قاله أَبو عَمْروٍ، شُبِّهَ لطَراوَتِه ونَضارَتِه بالشّابِّ النّاعِم. ونَصُّ أَبِي حَنِيفَةَ: وهو لَيِّن النَّباتِ. قالَ ابنُ مَيّادَةَ.

  سَقَى شُعَبَ المَمْدُورِ يا أُمَّ جَحْدَرٍ ... ولا زالَ يُسْقَى سِدْرُه وغُرانِقُه

  وقالَ شَمِر: لِمَّةٌ غُرانِقَة وغُرانِقِيَّة بضَمِّهما، أَي: ناعِمَة تُفَيِّئُها الريحُ.

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الغَرْنَقَة: غَزَلٌ بالعَيْنَيْن.

  وقالَ غيرُه: الغُرْنَق كجُنْدَب مَوضع بالحِجازِ⁣(⁣٣).

  وقِيلَ: ماءٌ بأُبْلَى، وقيل: وادٍ لِبَنِي سُلَيْم بين السَّوارِقِيَّة ومَعْدِنِ بَنِي سُلَيْمٍ⁣(⁣٤) المَعْرُوف بالنَّقْرة.

  أَو الغُرنُوق: النَّاعِمِ المُسْتَتِر، وفي نسخةٍ «المُنْتَشِر» من النَّباتِ حكاه أَبو حَنِيفة.

  وشَابٌّ غُرانِقٌ كعُلَابِطٍ: تامٌّ وكذا شبابٌ غُرانِق. قال الشاعِر:

  أَلَا إِنَّ تَطْلابَ الصِّبا منك ضِلَّةٌ ... وقد فاتَ رَيْعانُ الشَّبابِ الغُرانِقُ⁣(⁣٥)


(١) في التكملة: «فَلْيَ» والأصل كاللسان.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٢٢ وصدره فيه:

فقد كان في شبّان قومك منكحٌ

وبهامشه: الغرانقه الواحد غرنوق: الشاب الأبيض الجميل.

(٣) ضبطه ياقوت بالقلم بكسر فسكون فكسر: غِرنِق، عن نصر.

(٤) ضبطه ياقوت بالقلم بضمة فسكون فضمة: غُرْنُق.

(٥) صدره في التهذيب:

ألا إن تطلابي لمثلك زَلَّةٌ

والأصل كرواية اللسان، وقد ذكر اللسان أيضاً رواية الأزهري.