تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قرطق]:

صفحة 419 - الجزء 13

  حَكِيم بن مُعَيَّة الرَّبَعِيّ. قال ابنُ بَرِّيّ: والذي يُروَى للصَّقْر بنِ حَكِيم:

  قد أَقْبَلتْ طوامِياً من مَشْرِقِ ... تركَبُ كُلَّ صَحْصَحانٍ أَخوَقِ

  وبعدَ قَولِه: يا بنَ رُقَيعٍ:

  هَلْ أَنَت ساقِيها سَقاكَ المُسْتَقِي

  وروى أَبو عَلِيّ: «النِّجاء» بكَسْر النون. وقال: هو جَمْع نَجْوة، وهي السَّحابَةُ. والمعنى: ما شَرِبت غَيْرَ ماءِ النِّجاءِ، فحَذَفَ المُضافَ الذي هو الماءُ؛ لأَنَّ السَّحابَ لا يُشْرَبُ.

  قال: والظاهِرُ من البَيْتِ عِنْدِي أَنّه يُرِيدُ بالنَّجاء الأَدفق السّيرَ الشَّديدَ؛ لأَنَّ النَّجوْ هو السَّحابُ الذي هَراقَ الماءَ، وهذا لا يَصِحُّ أَنْ يُوصَفَ بالغُزْر والدَّفْقِ. فالمُرادُ البَصْرة بعَيْنِها، قاله أَبو عُبَيْدة⁣(⁣١). ورواهُ أَيضاً بالكَافِ. قال الصاغانِيّ: وهذا مِمّا يُسْتَثْنَى من غَيْرِه، يقول: إِنّها لم تَشْرَب ماءً منذُ خَرجَت من البَصْرَةِ حتى وَرَدَت الرُّقَيْعِيّ⁣(⁣٢) بقطرة، أَي: بقَلِيل.

  [قرطق]: القُرْطَقُ، كَجُنْدَب أَهملَه الجوهَرِيُّ. وقال ابنُ الأَثِير: هو القَباءُ، وهو لِبْسٌ م مَعْروفٌ مُعَرَّب كُرْتَه قالَ: وإِبْدالُ القافِ من الهاءِ في الأَسماءِ المُعرَّبة كثيرٌ. وفي الحَدِيث: «جاءَ الغُلامُ وعليه قُرْطَقٌ أَبيضُ».

  ويُقال: قَرْطَقْتُه، فَتَقَرْطَقَ أَي: أَلْبَسْتُه إِيَّاه، فلَبِسَه نقلَه الصاغانيُّ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  قُرَيْطِق: تَصْغِيرُ قُرْطَق، وقد جاءَ في الحديثِ. وقُرْطُق كقُنْفُذٍ، لغةٌ عن ابنِ الأَثِيرِ.

  وأَغربُ من ذلك قَرْطَق، كجَعْفر، نقَلَه شَيْخُنا عن صاحِب المِصْباح⁣(⁣٣).

  [قرق]: القَرِق، ككَتِف، وجَبَل. واقتَصَر الجَوْهَرِيُّ والصاغانيُّ على الأَولِ: المَكانُ المُسْتَوِي. وقَاعٌ قَرِقٌ وقِرْقٌ: طَيِّب أَملسُ لا حِجارَةَ فيه. وأَنشَدَ الجَوْهَريُّ لرُؤْبَة يَصِفُ إِبلاً بالسرعةِ:

  كأَنَّ أَيدِيهِنّ بالقاع القَرِقْ ... أَيدِي جوارٍ يتعاطَيْن الوَرِقْ

  وأَنشَد الصّاغانِي⁣(⁣٤) لرُؤْبَةَ هكَذا:

  واستَنَّ أَعْرافُ السَّفَا على القِيَقْ ... وانتَسَجَتْ في الرِّيح بُطْنانُ القَرِقْ

  استَنَّ، أَي: مَضَى سَنَاً على وَجْهِه، أَي: الرِّيحُ تَذْهَب به.

  وفي التَّهْذِيبِ: وادِ قَرِقٌ، وقَرْقَرٌ، وقَرَقُوس: أَمْلَسُ.

  والقَرَقُ: المَصْدَرُ، وأَنشدَ:

  تَربَّعَتْ من صُلْبِ رَهْبىَ أَنَقَا ... ظواهراً مَرّاً ومَرّاً غَدَقَا

  ومن قَياقِي الصُّوَّتَيْن قِيقَا ... صُهْباً وقُرْباناً تُناصِي قَرَقاً⁣(⁣٥)

  قال أَبو نَصْر: القَرَق: شَبِيهٌ بالمَصْدر. ويُرْوَى على الوَجْهين: قَرِق وقَرَق.

  وقَرِقَ، كفَرِح قَرَقاً: سارَ فِيه، أَو في المَهامِه كما في العباب.

  والقَرْقُ، بالفَتْح: صَوتُ الدَّجاجَةِ كما في العُباب، زادَ غيرُه: إِذا حَضَنَت، وضبطه بالكَسْرِ، كما في التَّهْذيب.

  والقِرْقُ بالكسر: الأَصْلُ عن يَعْقوب. وقال: يُقال: هو لَئيم القِرْق، أَي: الأَصل، وزاد ابنُ الأَعرابيّ: الرَّدِيء قال دُكَيْن السَّعْدِيّ يَصِف فَرَساً:

  لَيْسَتْ من القِرْق البِطاءِ دَوْسَرُ ... قَدْ سبَقَت قَيْساً وَأَنْتَ تَنْظُرُ

  هكَذا أَنْشَدَه يَعْقوبُ، ورَواه كُراع من «الفُرْق» بضَمّ الفاءِ جَمْع أَفْرَق⁣(⁣٦) وقد تَقدَّم.


(١) في اللسان: أبو عبيد.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: حتى وردت الرقيعى، هكذا بالأصل الذي بأيدينا وراجع العباب وحرره» قال ياقوت: الرُّقيعيّ: ماء بين مكة والبصرة لرجل من تميم يعرف بابن الرقيع.

(٣) في المصباح ملبوس يشبه القباء وهو من ملابس العجم.

(٤) في التكملة: وليس الرجز لرؤبة، والرجز الذي لرؤبة شاهداً على القِرَق قوله:

(٥) ذكر محقق اللسان دار المعارف: قوله: قرباناً بالباء الموحدة تحريف صوابه قَرَياناً بالياء المثناة التحتية، جمع القَرِيّ على فعيل، وهو مجرى الماء في الروض. ومسيله من التلاع.

(٦) وهو الفرس الناقص إحدى الوركين.