تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قلق]:

صفحة 422 - الجزء 13

  أَحْزَمُ لا قُوقٌ ولا حَزَنْبَلُ⁣(⁣١)

  والقُوقُ، بالضَّمِّ طائِرٌ مائِيٌ طوِيلُ العُنُق قليلُ نَحْضِ الجِسْمِ، عن اللَّيْثِ، وأَنشدَ:

  كأَنَّكَ من بَناتِ الماءِ قُوقُ

  والقُوقُ: فَرْجُ المَرْأَةِ عن الأَصْمَعِيِّ. وفي التَّهْذِيبِ: صَدْعُ فَرْجِها. قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ الهُذَلِيُّ:

  نُفاثِيَّةٌ أَيَّانَ ما شَاءَ أَهلُها ... رَأَوْا قُوقَها في الخُصِّ لم يَتَغَيَّبِ⁣(⁣٢)

  ويُروَى «فوقها» بالفاءِ عن ابنِ عَبَّاد، وقد تَقَدَّم.

  والقُوقَة بهاءٍ: الصَّلَعَة عن ابن الأَعْرابِيّ. وأَنشدَ ابنُ بَرِّيّ لراجزٍ:

  أَيُّها القَسُّ الَّذِي قد ... حَلَقَ القُوقَةَ حَلْقَهْ

  لَو رَأَيْتَ الدَّفّ مِنْها ... لَنَسَقْتَ الدَّفَّ نَسْقَهْ

  والمُقَوَّق، كمُعَظَّمٍ: العَظِيمُها.

  والدَّنانِيرُ القُوقِيَّةُ: مِنْ ضَرْبِ قَيْصَر مَلِك الرُّوم لأَنَّه كان يُسَمَّى قُوقاً. ومنه حَدِيثُ عبدِ الرَّحمن بن أَبِي بكر: «أَجِئْتُمْ بها هِرَقْلِيَّةً قُوقِيَّةً؟» يُرِيدُ البَيْعةَ لأَوْلادِ المُلُوكِ سُنَّةَ الرُّومِ والعَجَمِ. قال ذلك لَمَّا أَرادَ مُعاوِيةُ أَن يُبايعَ أَهلُ المَدِينةِ لابنِه يَزِيدَ بوِلاية العَهْدِ. ويُرْوَى بالقَافِ والفاءِ من القَوْفِ: الإِتْباع، كأَنَّ بَعضَهم يَتْبَعُ بعضاً.

  والقَاقُ: الأَحْمَقُ الطَّائِشُ، وشاهِدُه قَولُ العَجَّاج الذي تَقدَّمَ قَرِيباً.

  وقاقَتِ الدَّجَاجَةُ قَوْقاً: صَوَّتَت، وخَصَّ بَعضُهم إِيَّاها بالسِّنْدِيّةِ، وهي الغِرْغِرة، وذلك إِذا أَرادَتِ السِّفادَ كَقَوْقَأَت تُقَوْقِئُ قَيْقاءً وقِوْقاءً، على وَزْنِ فَعْلَل فِعلالاً وفَعْلَلَة.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  القُواقُ، كغُرابٍ: الطَّوِيلُ. وقِيلَ: هو القَبيحُ الطُّولِ. والقَاقُ: طائرٌ مائِيٌّ، طوِيلُ العُنُق.

  والقُوقَة: بالضمِّ: طائرٌ يَأْلفُ الخَرِبةَ من الأَماكِن، ويُقال لها أَيضاً: قُوَيْق، كزُبَيْر.

  وقُوَيْق، كزُبَيْرٍ: اسمُ نَهرٍ على بابِ حَلَب، ذكره المِصْري⁣(⁣٣) في شِعْرِه.

  والقائِقُ: السّفينةُ الطوِيلَة، إِن كانت عربيَّةً فالمادةُ لا تَأْباها.

  وقال أَبو عُبَيْدة: فرس قُوقٌ، والأُنْثَى قُوقَة للطَّوِيلِ القوائمِ، وإِن شئتَ قلتَ: قَاقٌ، وقَاقَةٌ.

  والقُوقَة، بالضم: الأَصْلَعُ عن كُراعٍ، وأَنشدَ:

  من القُنْبُصات قُضاعِيَّةٌ ... لها وَلدٌ قُوقةٌ أَحْدَبُ

  قال ابنُ بَرِّيّ: هذا البيتُ أَنشدَه ابنُ السِّكِّيتِ في بابِ الدَّمامة والقِصَر، ونسبه لبعض الهُذَلِيّين. قال: وقال ابنُ السِّكّيت: القُوقَةُ: الأَصْلَعُ. وهذه رِوايةُ الأَلْفاظِ له. وأَما الَّذِي في شِعْرِه فهو:

  لِزَوْجَةِ سَوْءٍ فَشا سِرُّها ... عليَّ جِهاراً فَهِي تَضْرِبُ

  على غيرِ ذَنبٍ قُضاعِيَّةٍ ... لها ولدٌ قُوقَةٌ أَحدَبُ⁣(⁣٤)

  خَفَضَ قُضاعِيّة على البَدَلِ من زَوْجَة. والشاعِرُ غُلامٌ من هُذَيل شَكَا في الشّعر عُقوقَ أَبِيه، وأَنَّه نَفاه لأَجْلِ امْرأَةٍ كانت له. يُرِيدُ نَفانِي لزَوْجةِ سَوءٍ.

  وقَاقَ النَّعامُ: صَوَّتَ. قال النّابِغَة:

  كأَنَّ غدِيرَهم بجَنُوب سِلَّى ... نَعامٌ قاقَ في بَلَدٍ فِقارِ


(١) التهذيب واللسان والضبط عنهما، وضبط الرجز في المطبوعة الكويتية بجر حزنبل وبهامشها: الأرجوزة مكسورة الروي.

(٢) ديوان الهذليين ١/ ٢٢١ برواية: «رأوا فوقها» بالفاء وفسرها بالفرج.

(٣) ورد في معجم البلدان «قُوَيق»: وقد أحسن القيسراني محمد بن صغير في وصفه في قوله: ثلاثة أبيات منها:

ورأيت نهر قُوَيق ... فساءني ما رأيت

(٤) لم يرد البيتان في ديوان الهذليين، وهما من أبيات في شرح أشعار الهذليين ٢/ ٨٩٣ في حديث رجل عن هُذيل، برواية: «فشاشرَّها» بدل «فشاسرّها» «ولها والد فوقه» بدل «لها ولد فوقه».