تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لصق]:

صفحة 429 - الجزء 13

  [لصق]: المُلْصَقَة، كمُكْرَمة: المَرْأَة الضَّيِّقة المُتَلاحِمَة.

  ومن المجاز: أَلْصَق فلانٌ بعُرْقُوب بَعِيره، أَو أَلْصَق بساقِه أَي: ساقِ بَعِيره: إِذا عَقَره يقال: نَزلتُ بفلان فما أَلْصَقَ بشيءٍ. وقِيلَ لبعضِ العَرب: كيفَ أَنتَ عند القِرَى؟ فقال: أُلْصِقُ والله بالنّابِ الفانِيَةِ والبَكْرِ والضَّرَعِ، قال الرّاعِي:

  فَقلتُ له أَلْصِقْ بأَيْبَسِ ساقِها ... فإِن يَجْبُرِ العُرقوبُ لا يَرْقَأُ النَّسا⁣(⁣١)

  أَرادَ أَلصِقِ السَّيفَ بساقِها وأَعقِرْها، وهكذا ذكره ابنُ الأَثِير في النّهايةِ عن قَيْسِ بنِ عاصم.

  قالَ له رَسُولُ الله : فكَيْفَ أَنتَ عند القِرَى؟ فقال: أُلصِق ... إِلخ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  لَصِقَ به يَلْصَق لُصُوقاً، وهي لُغَة تَمِيم. وقَيْسُ تقول: لَسِقَ بالسِّين. وربِيعةُ تقولُ: لَزِقَ بالزّاي، وهي أَقبَحُها إِلّا في أَشياءَ.

  والعَجَب من المُصنِّف قد أَوردَه اسْتِطْراداً في لَسِقَ، وأَغفله هنا، وهذا مَحلُّه، وكأَنه قَلَّدَ الصاغانيَّ في اقْتِصاره على اللُّغَتَين المَذكُورَتين، وهما: المُلْصَقَة، وأَلصَق بعُرْقُوب بَعِيره. غير أَنّه تَخلَّص بقَوْلِه في أَوّل التَّركيبِ ما ذَكَرناه في تَرْكِيب «ل ز ق» فهو لُغَة في هذا التَّركيب فتأَمل.

  واللَّصُوقُ: دواءٌ يَلصَقُ بالجُرحِ، هكذا ذكره الشافِعيُّ ¥.

  والمُلْصَقُ: الدَّعِيُّ. وفي قَوْل حاطِب: «إِنِّي كنتُ امرأً مُلْصَقاً في قُرَيْش».

  قِيلَ هو المُقِيمُ في الحَيِّ، وليسَ منهم بنَسبٍ.

  ويُقالُ: اشْتَرِ لي لَحْماً وأَلصِقْ بالماعِز أَي: اجعَل اعْتِمادَك عليها. قال ابنُ مُقبِلٍ:

  وتُلْصِقُ بالكُومِ الجِلادِ، وقد رَغَتْ ... أَجِنَّتُها ولم تُنَضِّحْ لها حَمْلَا

  وحَرْفُ الإِلْصاقِ: الباءُ، سَمَّاها النّحوِيُّون بذلك لأَنَّها تُلْصِقُ ما قبلَها بما بعدَها، كقولك: مَرَرْتُ بزيدٍ. قال ابنُ جِنِّي: إِذا قُلتَ أَمسكْتُ زيداً، فقد⁣(⁣٢) أَعلمت أَنَّك باشَرْتَه نَفْسه، وقد يُمْكِنُ أَن يكونَ مَنَعْتَه من التَّصرُّف من غيرِ مُباشرةٍ له، فإِذا قُلْتَ: أَمْسكتُ بِزَيدٍ، فقد أَعْلَمْتَ أَنَّكَ باشَرْتَه وأَلصقتَ محلَّ قَدْرِك، أَو ما اتَّصلَ بمَحلِّ قَدْرِكَ به، فقد صَحَّ إِذن مَعْنَى الإِلْصاقِ.

  واللُّصَيْقَى، مخففة الصّاد: عُشْبَةٌ، عن كُراع، لم يُحَلِّها. قُلْتُ: وقد سَبَق بَيانُها في «ل ز ق» ورُوِيَ عن أَبِي زَيْدٍ تَشْدِيدُ الصّاد.

  ورجلٌ لَصِيق، كأَمِير: دَعِيٌّ، وهو مجازٌ.

  [لعق]: لَعِقَه، كسَمِعَه لَعْقاً، ولَعْقَةً ويُضَمِ: لَحِسَه.

  وفي الحَدِيث: «كانَ يأْكُلُ بثَلاثِ أَصابِع، فإِذا فَرَغ لَعِقَها» وأَمَرَ بلَعْقِ الأَصابعِ والصَّحْفَة، أَي: لَطْع ما عليها من أَثَرِ الطَّعام.

  ومن المَجاز: لَعِقَ أَصْبَعَه أَي: مَاتَ كما في الصِّحاح. وفي الأَساسِ: أَصابِعَه⁣(⁣٣).

  واللَّعْقَةُ: المَرَّةُ الواحِدَة. تقولُ: لَعِقْتُ لَعْقَةً واحِدَةً، كالغَرْفة والغُرْفة.

  ومن المَجاز: في الأَرْض لَعْقَةٌ من رَبِيع أَي: قَلِيلٌ من الرُّطْب، ونَصُّ الجوهريّ: ليس إِلّا في الرُّطْب يلعَقها المالُ لَعْقاً.

  واللُّعْقَة بالضَّمِّ: ما لُعِقَ، يَطَّرِدُ على هذا باب. وفي الصِّحاحِ: ما تَأْخُذُهُ المِلْعَقَةُ. هكذا في سَائِر الأُصولِ.

  وفي بَعْضِ النُّسَخِ. «في المِلْعَقةِ»⁣(⁣٤). وفي العُبابِ: الشيءُ القَلِيلُ بقَدْرِ ما تَأْخُذُه المِلْعَقةُ.

  واللَّعُوق كصَبُورٍ: ما يُلْعَقُ من دَواءٍ أَو عسَل. وقِيل: هو اسمٌ لِما يُؤْكَلُ بالمِلْعَقةِ. وفي الحَدِيثِ: «إِنّ للشَّيْطانِ نَشُوقاً ولَعُوقاً ودِساماً» أَي: ما يدْسُم به أُذُنَيْه، أَي: يسُدُّهما، يعني أَن وساوِسَه مهما وَجَدت مَنْفَذاً دخَلتْ فيه.


(١) ديوانه ط بيروت ص ٤ وانظر تخريجه فيه.

(٢) في اللسان: فقد يمكن أن تكون باشْرتَه نَفْسَه.

(٣) كذا بالأصل وقد وردت العبارة في الأساس ولم يفسرها، وفي موضع آخر ورد فيها: ولعق إصبعه: مات، كالأصل والصحاح.

(٤) وهي عبارة القاموس المطبوع. وفي الأساس: ما تأخذه بالملعقة.