تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مأق]:

صفحة 435 - الجزء 13

  واللِّيق، بالكَسْر: شَيْءٌ أَسوَد يُجْعَلُ في الكُحْلِ. قالَ الزَّمَخْشريُّ: وهو بعضُ أَخْلاطِه.

  واللِّيَقُ كعِنَبٍ: قَزَعُ السَّحابِ عن ابنِ عَبَّادٍ. وقال الزَّمَخْشَرِيُّ: الواحِدَةُ لِيقَة، يقالُ: رأَيتُ في السَّماءِ لِيقَةً.

  وأَلاقَه بنَفْسِه أَي: أَلْزَقَه. ونَصُّ الصِّحاح: أَلاقُوه بأَنْفُسِهم، أَي: أَلزَقُوه. قالَ زُمَيلُ بنُ أُبَيْر:

  وهَلْ كُنْتَ إِلَّا حَوْتَكِيّاً أَلاقَهُ ... بَنُو عَمِّه حَتى بَغَى وتَجَبَّرا؟

  وفُلانٌ ما يَلِيقُ دِرْهَماً مِنْ جُودِه كما في الصِّحاحِ.

  وفي الأَساسِ: لا تَلِيقُ كَفُّه دِرْهَماً ولا تَلِيقُ بكفِّه دِرْهم⁣(⁣١)، أَي: ما يُمْسكُه ولا يَلْصَق به، أَو ما يَحْتَبِسُ، قال الشاعرُ:

  تَقولُ - إِذا استَهْلَكْتُ مالاً للذَّة - ... فُكَيْهَةُ: هلْ شَيْءٌ بِكفَّيْكَ لائِقُ؟!

  وقال آخرُ:

  كَفَّاك كَفٌّ لا تُلِيقُ دِرْهَما ... جُوداً وأُخْرَى تُعْطِ بالسَّيفِ الدَّمَا

  والْتاقَ به: إِذا صَافَاه حتَّى كأَنَّه لَزِق به.

  والتاقَ لَه: لَزِمَه.

  وقالَ اللَّيْثُ: الالْتِيَاقُ: لُزومُ الشَّيءِ للشَّيْءِ.

  وقال ابنُ عَبّاد: الْتاقَ فُلانٌ أَي: اسْتَغْنى. تَقولُ: أَنا مُلْتاقٌ بِكَذا، قال ابنُ مَيّادةَ:

  ولا أَنْ تكونَ النَّفْسُ عنها نجِيحةً ... لشيْءٍ ولا مُلْتاقةً ببَدِيل

  واللِّياقُ بالكَسْرِ: شُعْلَة النَّار، عن ابنِ عبّاد.

  واللَّيَاقُ بالفَتْح: الثَّباتُ في الأَمْر. يُقالُ ليس لِفُلانٍ لَياقٌ.

  واللَّياقُ أَيضاً: المَرْتَع. يُقالُ: ما بالأَرْضِ عَلاقٌ ولا لَياقٌ، أَي: مَرْتَع يُؤْكلُ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه: يُقال: للمَرْأَة إِذا لم تَحْظَ عند زَوْجِها: ما عاقَت ولا لاقَت، أَي: ما لَصِقَتْ بقَلْبِه.

  واللَّياقُ، واللَّيَقَانُ: اللُّزُوق.

  وما لاقَ ذلك بصَفَرِي: لم يُوافِقْني. وقالَ ثَعْلبٌ: ما يليِقُ ذلك بصَفَرِي، أَي: ما يَثْبُتُ في جَوْفِي.

  وما يَلِيقُ هذا الأَمرُ بفُلان، أَي: لَيْسَ أَهْلاً أَن يُنْسَبَ إِليه، وهُوَ مِنْ ذلِك.

  والْتاق قَلْبِي بفُلانٍ، أَي: لَصِقَ به وأَحبَّه.

  ووجْه مُلْتاقٌ، أَي: حَسَنٌ نضِيرٌ يَلْتاقُ به كُلُّ مَنْ رآه، ويأْلَفُهُ، وأَصلُه مُلْتاقٌ به.

  وليَّقَ الطَّعامَ: لَيَّنه.

  ولَيَّق الثَّريد بالسَّمْنِ: إِذا أَكثرَ أُدمَه.

  وقَولُ أَبِي العِيال:

  خِضَمٌّ لَمْ يُلِقْ شَيْئاً ... كأَنَّ حُسامَه اللهبُ⁣(⁣٢)

  أَي: لم يُمْسِك شيئاً إِلَّا قَطَعه حُسامُه، يُقال: أَلاقَ، أَي: حَبَسَ.

  واسْتَلاقَه به: مثل أَلاقَه به.

  وما يَلِيقُ ببَلَدٍ، أَي: ما يَمْتَسِكُ، وما يُلِيقُه بَلَدٌ، أَي: ما يُمْسِكُه. وقال الأَصْمَعِيُّ للرَّشِيدِ: ما أَلاقَتْنِي أَرْضٌ حتى أَتيتُك يا أَميرَ المُؤْمِنينَ. قالَ الأَزْهَرِيُّ أَي: ما ثَبَتُّ فيها.

  وقالَ أَبو زَيْدٍ: هو ضَيْقٌ لَيْقٌ، وضَيِّقٌ لَيِّقٌ: إِتباعٌ.

فصل الميم مع القاف

  [مأق]: مَأْقُ العَيْنِ، ومُؤْقُها مَهْموزان، عن أَبي الهَيْثَمِ.

  ويُقالُ أَيضاً: مُؤْقِيها ناقِص الآخر ومَاقِيها بكَسْر القافِ وسُكونِ التَّحْتِيّة، قالَ مُعَقِّرٌ البارِقيُّ:

  ومَاقِي عَيْنِها حَذِلٌ نَطُوفُ


(١) نص الأساس: وفلان لا يليق بكفه درهم، ولا تليق كفه درهماً: لسخائه.

(٢) ديوان الهذليين ٢/ ٢٤٨ وبالأصل «لهب» والمثبت عن الديوان.