تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مدق]:

صفحة 440 - الجزء 13

  كان يَوْمُ المِحاق من الشَّهْرِ بَدَر الرَّجُلُ إِلى مَاءِ الرَّجُل إِذا غَابَ عَنْه، فيَنْزِل عَليه ويَسْقِي به مالَه، فلا يَزالُ قَيِّمَ المَاءِ ذلكَ الشَّهْرَ حتّى يَنْسَلِخَ فإِذا انْسَلَخ كانَ رَبُّه الأَوَّلُ أَحَقَّ به، فذلِك يُدْعَى عندهم المَحِيقَ، كأَمِيرٍ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الأَمْحاق: جمعُ المَحْقِ. قال رُؤبةُ:

  بلالُ يا بْنَ الأَنْجُمِ الأَطْلاقِ ... لَسْنَ بِنَحْساتٍ ولا أَمْحاقِ

  وشَيْءٌ مَحِيقٌ: مَمْحوقٌ.

  وهذا الشَّيْءُ مَمْحقَةٌ للبركَة، مَفْعلةٌ من المَحْقِ، أَي: مِظَنَّةٌ له ومَحْراةٌ به.

  وامْتِحاقُ القمرِ: احْتِراقُه، وهو أَنْ يطْلُع قبل طُلُوعِ الشَّمسِ، فلا يُرَى، يَفْعَلُ ذلِك ليْلَتَيْن من آخرِ الشهرِ.

  وَمُحِق الرَّجُلُ، كعُنِيَ، وامَّحَق، كافْتَعَل: قارب المَوْت.

  وأَما قَوْلُ رُؤْبة:

  وَفْقُ هِلالٍ بَيْنَ لَيْل وأُفُقْ ... أَمْسَى شَفَى أَو خَطُّه يومَ المَحَقْ

  فإِنَّه يُرِيدُ المِحاقَ في آخرِ الشَّهْرِ حينَ دقَّ وصَغُرَ.

  وامْتحقَ النَّباتُ: يبِسَ واحْتَرَقَ بشِدَّةِ الحَرِّ.

  والانْمِحاقُ: الانْمِجاءُ والانْسِحاق.

  وأَمْحق القمرُ: دخل في المِحاق.

  والمَحَقَةُ، مُحَرَّكةً⁣(⁣١): الهَلَكة.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  [مخق]: مَخِقَتْ عينُه، كعلِم: بَخِقت، ذكره صاحبُ اللِّسان، وأَهمله الجماعةُ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  [مخرق]: المَخْرَقَةُ: إِظْهارُ الخُرْقِ تَوصُّلاً إِلى حِيلَةٍ، وقد مَخْرقَ.

  والمُمَخْرقُ: المُموَّهُ، وهو مُسْتعارٌ من مخارِيقِ الصِّبيانِ. هنا أَورَدَه صاحبُ اللِّسان وهو على شَرْط المُصنِّف فإِنّه ذَكَر فيما بَعْدُ «مَذْرَقَ به»، وهي لُغَة في «ذ ر ق» فبالأَحْرى أَن تُذْكَر المَخْرقَة هنا.

  وأَما الجَوهريُّ فإِنه أَورده في «خ ر ق» وحكم على أَنَّها مُولَّدة، والميمُ عنده زائدةٌ.

  [مدق]: مَدَقَ الصَّخْرةَ يمدُقُها مَدْقاً، أَهمله الجَوْهَرِيُّ.

  وقال الخارْزَنْجِيُّ - في تكملة العين - أَي: كسَرها، نَقلُه الصّاغانيُّ، وأَوردهُ صاحب اللِّسانِ أَيضاً.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  مَيْدق، كصَيْقل: اسم.

  [مذق]: المَذِيقُ، كأَمِير: اللَّبَنُ المَمْزوجُ بالماءِ، وقد مَذَقَه يَمذُقه مذْقاً: خَلَطه فامْتَذَقَ، وامَّذَقَ على افْتَعلَ.

  قال ابن بُزُرْج: قالت امرأَةٌ من العرب: امَّذقَ، فقالَتْ لها الأُخْرى: لم لا تَقُولين امْتذَقَ؟ فقالَ الآخر - يَعْنِي رَجُلاً -: واللهِ إِنِّي لأُحِبُّ أَن تكونَ ذَمَلَّقِيَّةَ اللِّسانِ، أَي: فصِيحةَ اللِّسانِ فهو مَمْذُوقٌ ومَذِيقٌ كما في الصِّحاح.

  ومن المجاز: مَذَقَ الوُدَّ يَمْذُقه مَذْقاً: إِذا لم يُخْلِصْه، فَهُو مَذَّاقٌ ككَتَّانٍ، ومَمْذُوقُ الوُدِّ.

  وماذَقَه في الوُدِّ مُماذَقَةً.

  وهو مُماذِقٌ أَي: غَيْر مُخْلِصٍ كما في الصِّحاح، وقيل: مَلُول.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  لَبَنٌ مَذِقٌ، ككَتِفٍ على النَّسَب: مَخْلوطٌ بالماءِ.

  ومَذَقَ الشَّرابَ: مَزَجَه فأَكْثَرَ ماءَه.

  ورجل مَذَّاقٌ: كَذَّابٌ.

  ومَذِقٌ، ككَتِف: مَلُولٌ.

  والمِذاقُ، بالكَسْر: المُماذَقة. قالَ رُؤْبة:

  ما وجْزُ مَعرُوفِك بالرِّماقِ ... ولا مُؤاخَاتُك بالمِذاقِ

  والمَذْقَةُ: الطائِفَةُ من اللَّبَنِ.

  ومَذَق له: سَقاه المَذْقَة:


(١) ضبطت بالقلم في الأساس بالفتح فسكون.