تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نشق]:

صفحة 459 - الجزء 13

  مُتَناسِقٌ. ويَقولونُ لِطَوارِ الحَبْلِ⁣(⁣١) إِذا امتَدَّ مُسْتَوِياً: خُذْ عَلَى هذا النَّسَقِ، أَي: على هذا الطَّوارِ.

  [نشق]: النَّشُوق، كَصَبُورٍ: كُلُّ دَوَاءٍ يُنْشَقُ مِمَّا له حَرارَةٌ، أَو يُدْنَى من الأَنْفِ لِيَجِدَ الإِنْسانُ ريحَهُ وحَرَّه قالَهُ اللَّيْثُ.

  وقالَ يَعْقُوبُ: النَّشُوقُ: سَعُوطٌ يُجْعَلُ في المَنْخَرَيْنِ، ومنه الحَدِيثُ: «إِنَّ للشَّيطانِ نَشُوقاً ولَعُوقاً ودِساماً» أَي: إِنَّ له وَساوِسَ مهما وَجَدَتْ مَنْفَذاً دَخَلَتْ فيه، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ للأَغْلَب.

  وافْتَرَّ صاباً ونَشُوقاً مالِحَا⁣(⁣٢)

  ونَشِقَه، كفَرِح وكذا نَشِقَ منه رِيحاً طَيِّبة، أَي: شَمَّه وكذا نَشِيَ منه نَشوَةً، عن أَبي زَيْد.

  ونَشِق الظَّبيُ في الحِبالَة نَشَقاً: نَشِب وعَلِق فيها، وكذلك فَراشَةُ القُفْلِ. وقالَ اللِّحيانيُّ: يُقَال: نَشِبَ في حَبْله، ونَشِق، وعَلِق، وارْتَبَق، كلُّ ذلك بمَعْنَىً واحِدٍ. ومنه حَدِيثُ الاسْتِسْقاءِ: «ونَشِقَ المُسافِرُ» أَي: نَشِبَ فلم يُطِق البَراحَ، وقد ذُكِر في «بشق».

  وقد أَنشَقْتُه فِيهِما أَي: في النَّشُوقِ، وفي الظَّبْي. يُقالُ: أَنشقْتُ الدَّواءَ في أَنفِه، أَي: صَبَبْتُه.

  وأَنشَقَه القُطْنَةَ المَحْروقَةَ إِذا أَدْناها إِلى أَنفه لِيَدْخُلَ رِيحُها خَياشِيمَه.

  وأَنْشَقَ الصيدَ في الحَبْلِ: إِذا أَنشَبَه⁣(⁣٣) قالَ أَبو محمد الفَقْعَسِيّ:

  رَكْضَ⁣(⁣٤) القَطَا أَنْشَقَهُنَّ المُحْتَبِلْ

  وقال آخر [يهجو قوماً]⁣(⁣٥):

  مَناتِينُ أَبْرامٌ كأَنَّ أَكُفَّهم ... أَكُفُّ ضِبابٍ أُنْشِقَتْ في الحَبائلِ

  والمَنْشَق كَمقْعَدٍ: الأَنفُ، عن اللَّيثِ.

  والنُّشْقَة، بالضَّمِّ: الرِّبْقَةُ التي تُجْعَل في أَعْناقِ البَهْمِ، والجمع نُشَقٌ.

  والنَّشَاقَى، كسَكارَى، من الصَّيْدِ: ما وَقَعَت الرِّبْقَةُ في حُلوقِها وهي الشُّربّةُ⁣(⁣٦). والعَلاقَى: ما تَعَلَّق بالرِّجْلِ عن ابنِ الأَعرابيّ.

  قال: ويَقُولُ الصَّائِد لشَرِيكه: لِيَ النَّشاقَى، ولَكَ العَلاقَى. وفي الحَدِيث: «أَنّه كان يَسْتَنْشِقُ في وُضُوئِه ثَلاثاً، وفي كُلِّ مرة يَسْتَنْثِرُ» أَي: يُبْلِغُ الماءَ خَياشِيمَه.

  يُقال: استَنْشَقَ الماءَ وغيرَه: أَدخَلَه في أَنْفِه وصَبَّه. وقال أَبو حَنِيفة: إِن كانَ المَشْموم مِمَّا تُدْخِلُه أَنفَكَ قلتَ: تنشَّقْتُه، واستَنْشَقْتُه.

  ونُشاق كغُراب: ع بدِيارِ خُزاعَة نقله يَاقُوت والصاغانِيُّ.

  والنَّشِقُ ككَتِف: مَنْ إِذا دَخَل في أَمْرٍ نَشِبَ فيه لا يكادُ يَتَخَلَّصُ منه، نَقَله الجوهَرِيُّ، وهو مَجازٌ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  اسْتَنْشَقَ الرّيحَ: شَمَّها مع قُوَّةٍ، واستَنْشَقَ النَّشُوقَ، وانْتَشَقه: شَمَّه.

  وانْتَشَقَ المَاءَ في أَنْفه: اسْتَنْشَقَه.

  والنَّشْق، بالفَتْحِ، والتَّحريك: الشَّمُّ يقال: رائِحةٌ مكروهُة النَّشْقِ، أَي: الشَّمّ. قال رُؤبةُ يَصِفُ حِماراً:

  كأَنّه مُسْتَنْشِقٌ من الشَّرَقْ ... حُرّاً من الخَرْدَلِ مَكْروهَ النَّشَقْ

  ونَشِقَ فُلانٌ، كفَرِح: عَطِب، نَقَلَهُ الزَّمخشَرِيُّ عن أَبي زَيْدٍ.

  وقال ابنُ الأَعرابِيِّ: أنشَقَ الصائِدُ: إِذا عَلِقَت النُّشْقَة بعُنُقِ الغزالِ في الكَصِيصَة.

  والمَنْشَقَةُ، بالفتح: ما يُجعَلُ فيه النَّشُوق.


(١) كذا بالأصل واللسان، وفي التهذيب: «لطوار الجبل» بالجيم.

(٢) شعراء أمويون، شعر الأغلب العجلي ص ١٥٤ وقبله فيه:

تخاله من كرفهن كالحا

(٣) كذا بالأصل واللسان، وفي التهذيب: وقد أنشقته في الجبل وأنشبته.

(٤) في التهذيب واللسان: نزو القطا.

(٥) ما بين معقوفتين زيادة عن التهذيب.

(٦) ضبطت بالضم وتشديد الباء عن التهذيب واللسان دار المعارف، وفيهما ضبط حركات.