تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وغق]:

صفحة 486 - الجزء 13

  من بَطْنِ الدَّابَّةِ إِذا مَشَتْ بمَنْزِلَةِ الخَقِيقِ⁣(⁣١) من قُنْبِ الذَّكَرِ، قاله اللَّيْثُ. وقيلَ: هو من بَطْنِ الفَرَسِ المُقْرِب⁣(⁣٢)، وكذلك الوَغِيقُ، والوُغاقُ. وقال ابنُ الأَعرابيِّ: هو صَوْت جُرْدانِه إِذا تَقَلْقَل في قُنْبِه، وصَوَّبه الأَزْهَريُّ، قالَ: وجَمِيعُ ما قالَه اللَّيْثُ في الوَعِيق والخَقِيقِ فهو خَطَأٌ.

  فِعْلُه كوَعَد يُقال. وَعَقَ يَعِقُ وَعِيقاً ووُعاقاً، قالَه اللَّيْثُ.

  وقال اللِّحْيانِيُّ: لَيْس له فِعْلٌ.

  ورَجُلٌ وَعْق، كعَدْلٍ، وصَخْرَة، وكَتِفٍ: شَرِسٌ ضَيِّقٌ سَيِّئُ الخُلُقِ عن ابن الأَعرابيِّ. وأَنشدَ قولَ الأَخْطَلِ:

  مُوطَّأْ البَيْتِ مَحْمودٌ شَمائِلُه ... عندَ الحَمالَةِ لا كَزٌّ ولا وَعِقُ

  ويُرْوَى: ولا عَوِق، وقد تقدَّم.

  وقال الفَرّاءُ: رجلٌ وَعْقَةٌ: ضَجر مُتَبَرِّمٌ. ومنه حَدِيث عمر - وذُكِر له الزُّبَيْر ®، فقال -: «وَعْقَةٌ لَقِسٌ».

  وبه وَعْقَةٌ أَي: شَراسَةٌ وشِدَّةُ خُلُقٍ، نَقَله الجَوهَرِيّ.

  وأَصلُ الوَعْقِ: العَجَلَة والسُّرْعَةُ. يُقالُ: وَعِقْتَ عَلَيَّ يا رَجُلُ، كَوَرِثْتَ أَي: عَجِلْت عليَّ.

  وأَنتَ وعقٌ، أَي: نَزِقٌ.

  وما أَوعَقَك أَي: ما أَعْجَلَك عن ابنِ عَبّاد.

  وَوَاعِقَة: ع عن ابنِ دُرَيْد⁣(⁣٣).

  والتَّوْعِيقُ: التَّعْويقُ على القَلْب.

  وقالَ شَمِرٌ: التَّوعِيقُ: الخِلافُ والفَسادُ والعَيْثُ. وأَنشدَ لرُؤْبَةَ:

  حَتّى اشْفَتَرُّوا في البلادِ أُبَّقَا ... قَتْلاً وتَوْعِيقاً على مَنْ وَعَّقَا

  وقِيلَ: التَّوعِيقُ: النِّسْبةُ إِلى الشَّراسَةِ، ومنه قَوْلُ رُؤْبَة:

  مَخافَةَ الله وأَن يُوعَّقَا ... على امرئٍ ضَلَّ الهُدَى وأَوْبَقَا

  أَي: أَن يُنسَبَ إِلى ذلِك. وقال الجوهَرِيُّ أَي: يُقال له: إِنَّكَ لوَعِقٌ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  رَجُلٌ وَعْقة لَعْقَة: نَكِدٌ لَئيمُ الخُلُقِ. ويُقال: وَعِقَةٌ أَيضاً، بكَسْر العَيْن، وقد تَوعَّق، واستَوْعَق.

  ورجل وَعِق لَعِق، ككَتِف، أَي: حَرِيصٌ جاهِلٌ. وقيل: فيه حِرْصٌ ووُقوعٌ في الأَمْرِ بالجَهْلِ، وقد وَعَّقَه الطَّمَعُ والجَهْلُ.

  وقال أبو عُبَيْدةَ: رَجُلٌ وَعْقَة، أَي: صَخَّابة.

  والوَعِيقُ، والوُعاقُ: صَوْتُ كُلِّ شَيْءٍ.

  وتَوعَّق: خالَفَ. قال رُؤبةُ:

  بُعْداً من الغَدْرِ وإِنْ تَوعَّقَا⁣(⁣٤)

  [وغق]: الوَغِيقُ كأَمِير، أَهمَلَه الجوهَرِيُّ. وقال اللِّحْيانِيُّ: هو مِثْلَ الوَعِيقِ بالعَيْنِ المُهْمَلة أَو هُوَ صَوْتٌ يَخرُج من قُنْبِ الذَّكَر، وقد تَقَدَّم الاخْتِلافُ فيه، كما في العُبابِ. وأَورَده صاحِبُ اللِّسان اسْتِطراداً في «و ع ق».

  [وفق]: الوَفِيقُ من الرِّجال كأَمِير: الرَّفِيقُ. يُقالُ: رَفِيقٌ وَفِيقٌ، قاله أَبو زَيْد.

  ووَفِيقٌ بلَا لَام: عَلَمٌ.

  والوَفْقُ، من المُوافَقَة بين الشَّيْئَيْن، كالالْتِحام. يُقال: حَلُوبَتُهُ وَفْقُ عِيالِه أَي: لَبَنُها قَدْر كِفايَتِهم لا فَضْلَ فيه، كما فِي الصِّحاح. وقِيلَ: قَدْر ما يَقُوتُهم قال الرّاعي:

  أَمّا الفَقِيرُ الَّذي كانت حَلُوبَتُه ... وَفْقَ العِيالِ فلم يُتْرَكْ له سَبَدُ⁣(⁣٥)

  ويُقال: أَتيتُك لوَفْقِ الأَمرِ، وتَوْفاقِه، وتَيْفاقِه، وتِيفَاقِه بالكَسْرِ، وكذا: لِتَوْفِيقِه، كله بمعنىً.


(١) في التهذيب: الخقيق هو صوت الحياء إذا هزلت الأنثى لا صوت القنب، وقد أخطأ الليث.

(٢) كذا بالأصل واللسان وفي المحكم «المقرف» بالفاء.

(٣) الجمهرة ٣/ ١٣٤.

(٤) ديوانه ص ١١٤ وهو من أرجوزة قالها في مدح مروان بن محمد وفيها:

كأنما أعلق حين أعلقا ... أسبابه بالنجم حين حلقا

وروايته في التهذيب:

مخافة الله وأن يوعَّقا

(٥) ديوانه ط بيروت ص ٦٤ وانظر تخريجه فيه.