تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هبرق]:

صفحة 491 - الجزء 13

  ومن المَجازِ: تَواهَقُوا: إِذا استَوَوْا في الفِعال كما في العُبابِ.

  وفي الأَساسِ: تَواهَقُوا في الفِعال: تَبارَوْا وتَكالَبُوا⁣(⁣١).

  وتواهَقَت الرِّكابُ: تَسايَرَت⁣(⁣٢). قالَ ابنُ أَحْمَر:

  وتواهَقَتْ أَخْفَافُها طَبَقاً ... والظِّلُّ لم يُفْضِلْ ولم يُكْرِ

  كما في الصِّحاح.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  أَوْهَقْتُ الدّابَّةَ من الوَهَقِ، عن ابن دُرَيْدٍ⁣(⁣٣).

  وتواهَقَ السَّاقِيانِ: تَبارَيا. أَنْشَدَ يَعْقُوبُ:

  أَكلَّ يَوْمٍ لك ضَيْزَنَانِ ... عَلَى إِزاءِ الحَوْض مِلْهَزانِ

  بكَرْفَتَيْنِ يَتَواهَقانِ

فصل الهاء مع القاف

  [هبرق]: الهَبْرَقِيُّ: كَجَعْفَرِيٍّ وهِبْرِزِيٍّ أي بالفتح والكسْرِ، ولو قالَ: وزِبْرِجِيٍّ كانَ أَوْضَح، الفَتْحُ عَنِ الأَصْمَعِيِّ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الكَسْرِ وهو قَوْلُ ابنِ الأعْرَابِيِّ الحَدَّادُ والصائغُ وأَنْشَدَ كِلَاهما عَلَى ما قالَ قَوْلَ النَّابِغَةِ الذبْيَانِيّ يَصِفُ ثوراً:

  مُسْتَقْبِل الرِّيح رَوْقَيْهِ وجبهَتَهُ ... كالهَبْرَقِيِّ تَنَحَّى ينفخُ الفَحَما⁣(⁣٤)

  يقولُ: أَكَبَّ في كِنَاسِه يَحْفِر أَصْلَ الشَّجَر كالصَّائِغ أو الحدَّادِ إذا انْحَرَف ينفُخُ الفَحْم. وقالَ ابنُ أَحْمَرَ:

  فمَا أَلْوَاح دُرَّةِ هِبِرْقيّ ... جَلا عَنْها مُخَتِّمُها الكنونا⁣(⁣٥)

  وقِيلَ: هو كُلُّ مَنْ عالَجَ صنعةً بالنَّارِ.

  وقالَ أَبو سَعِيْد: الهَبْرَقيُّ الذي يصفِّي الحدِيدَ وأَصْله أَبْرَقيّ فأُبْدِلت الهاءُ مِنَ الهَمْزَة⁣(⁣٦).

  وقِيلَ الهَبْرَقِيُّ والأبْرَقِيُّ هو الثَّوْرُ الوَحْشِيُّ لبَرِيق لَوْنه.

  وقالَ ابنُ سِيْدَة: هو الضَّخْمُ المُسِنُّ مِنَ الثِّيْرَانِ وقَدْ يُسْتَعار للوَعلِ المُسِنِّ الضَّخْم أَيضاً.

  قُلْتُ: وعَلَى قَوْلِ أَبي سَعِيْدٍ الذي سَبَقَ يَنْبَغِي أَنْ يُذْكَرَ في بَرَقَ لأنَّ هاءَهُ مُبدَلةٌ مِنَ الهَمْزَة، غَيْرَ أَنَّ الجَوْهَرِيَّ وجَمَاعَةً مِنْ قُدَمَاءِ الأَئِمَّةِ هُنَا ذَكَرُوه كما ذَكَرُوا اهْرَاقَّ في هـ ر ق وسَيَأْتِي البَحْثُ في ذلِكَ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  [هبق]: الهِبِقُّ كفِلِرٍّ: كَثْرَة الجُمَاعِ عَنْ كرَاعٍ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الهَبَقُ: نَبْتٌ. قالَ ابنُ سِيْدَه: ولا أَدْرِي ما صحَّته، كذَا في اللِّسَانِ وأَهْمَلَه الجَمَاعَةُ.

  [هبلق]: الهَبَلَّقَ كَعَمَلَّسٍ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللّسَانِ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هو القصيرُ الزريّ الخُلُقِ زَعَمُوا كما في العُبَابِ.

  قُلْتُ وكأنَ لامُهُ بَدَلَ مِنْ نُونِ الهُبَنُقِ كما سَيَأْتِي بَعْده.

  [هبنق]: الهُبْنُقُ كقُنْفُذٍ وزُنْبورٍ وقِنْدِيلٍ بالكسْرِ ويُفْتَحُ والهَبَيْنَقُ كسَمَيْدَع وعُلابِطٍ الأُوْلَى مَقْصُورة مِنَ الثانِيَةِ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الثالِثَةِ الوَصيفُ من الْغِلْمَانِ جَمْعُه الهُبَانِق والهَبَانِيْق أَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للَبِيْد ¥:

  والهَبانِيْقُ قِيامٌ مَعَهُمْ ... كلُّ مَحْجُوبٍ إِذا صُبَّ هَمَلْ⁣(⁣٧)


(١) في الأساس: تباروا وتكايلوا.

(٢) كذا بالأصل والقاموس واللسان والصحاح، والعبارة في الأساس: وتواهقت الركاب: مدّت أعناقها في السير وتبارت فيه.

(٣) الجمهرة ٣/ ١٦٩ وفيها: وأوهقت الدابة إيهاقاً. إذا فعلت بها ذلك» أي أن تطرح الوَهَق - وهو الحبل - في عنقها حتى تؤخذ.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١٠٤ واللسان برواية: «مولّي الريح»، والتكملة وصدره فيها: مقابل الريح روقيه وكلكله وعجزه في الصحاح.

(٥) التهذيب ٦/ ٥٠٢ واللسان.

(٦) وشاهده كما في التهذيب واللسان قول الطرماح يصف ثوراً:

يبربر بربرة الهبرقيّ ... بأخرى خوالها الآنحة

شبه الثور وخواره بصوت الريح تخرج من الكير.

(٧) ديوانه ط بيروت ص ١٤٨ برواية: «كل محجومٍ» وفي التهذيب واللسان والصحاح: «كل ملئوم» وسيشير الشارح إلى هذه الرواية.