تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شلك]:

صفحة 598 - الجزء 13

  لا تَنْقُشَنَّ برجلِ غَيْرِكَ شَوْكَةً ... فَتَقِي برجلِكَ رجلَ من قد شاكَها⁣(⁣١)

  وشَاكَ الشَّوْكَةَ يَشاكُها خالَطَها عن ابنِ الأَعْرَابيِّ وما أشاكَهُ ولا شاكَهُ بها أي ما أصابَهُ. وقالَ ابنُ فارِس: أي لم يُؤْذِ بها وشاكَتْني الشَّوْكَةُ تَشُوكُ أَصابَتْني والأَصْمَعِيُّ: شِكْتُ الشَّوْكَ أشاكُهُ وَقَعْتُ فيه نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ: قالَ ابنُ بَرِّيّ: شِكْتُ فأَنا أَشاكُ أَصْلُه شَوِكْتُ فعُمِلَ به ما عُمِلَ بقِيْلَ وصِيْغَ. وشَوَّكَ الحائِطَ تَشْويكاً جَعَلَهُ عليه ومِنَ المَجَازِ: شَوَّكَ الزَّرْعُ إذا حَدَّدَ وابْيَضَّ قبلَ أَنْ يَنْتَشِرَ وفي الأَساسِ: زَرْعٌ مُشَوَّكٌ خَرَجَ أَوَّلَه. وشَوَّكَ لَحْيا البَعيرِ طالَتْ أنْيَابُهُ وفي الأَسَاسِ: طَلَعَتْ وهو مَجاز وذلِكَ إِذا خَرَجَتْ مِثْل الشَّوْكِ. وشَوَّكَ الفَرْخُ خَرَجَتْ رُؤُوسُ رِيشِهِ⁣(⁣٢) عن ابنِ دُرَيْدٍ وهو مَجَازٌ وَقَعَ في الصِّحاحِ والأَسَاسِ شَوَّكَ الفَرْجُ أَنْبَتَ هكذا بالجيمِ⁣(⁣٣) وشَوَّكَ شارِبُ الغُلامِ: إذا خَشُنَ لَمْسُهُ. وهو مجازٌ. وشَوَّكَ ثَدْيُها إذا تَحَدَّدَ طَرَفُهُ وبدا حَجْمُه عن ابنِ دُرَيْدٍ. وفي التَّهْذِيبِ: إذا تَهَيأَ⁣(⁣٤) للخُرُوجِ وهو مَجَازٌ. وشَوَّكَ الرأسُ بعدَ الحَلْقِ أي نَبَتَ شَعَرُهُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وهو مجازٌ. وحُلَّةٌ شَوْكاءُ عليها خُشُونَةُ الجِدَّةِ عن أبي عُبَيْدَةَ. وقالَ الأَصْمَعِيُّ: لا أَدْرِي ما هي كما في اللِّسَانِ والعُبَاب. ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عن الأَصْمَعِيِّ بُرْدَةٌ شَوْكَاءَ خَشِنَةُ المَسِّ لأَنّها جدِيدَةٌ فهو مِثْل قَوْلِ أبي عُبَيْدَةَ وهو مجازٌ قالَ المتَنَخّلُ الهُذَليُّ:

  وأَكسو الحُلَّةَ الشَّوْكَاءَ خِدْني ... وبعضُ الخَيْرِ في حُزَنٍ وِراطِ⁣(⁣٥)

  هكذا قَرَأْتُه في ديوانِ هُذَيْل. قالَ السُّكَّرِيُّ: يُرِيدُ الخَشِنَةَ مِنَ الجِدَّةِ لم يذْهَبْ زئيرُها وهذا البيتُ أَوْرَدَه ابنُ بَرِّيّ:

  وأَكسو الحُلَّةَ الشَّوْكَاءَ خَدِّي ... إذا ضَنَّت يَدُ اللَّحِزِ اللَّطاطِ⁣(⁣٦)

  ومِنَ المجازِ: الشَّوْكَةُ السِّلاحُ يُقالُ: فلانٌ ذو شَوْكَةٍ أو شَوْكَةُ السِّلاحِ حِدَّتُهُ والشَّوْكَةُ من القِتالِ شِدَّةُ بأْسِهِ والشَّوْكَةُ النِّكايَةُ في العَدُوِّ يُقالُ: لهم شَوْكَةٌ في الحربِ، وهو ذُو شَوْكةٍ في العَدوِّ. وقَوْلُه تعَالَى: {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ}⁣(⁣٧)؛ قِيلَ: مَعْناه حدَّةُ السِّلاحِ، وقِيلَ: شِدَّةُ الكِفَاحِ وفي الحدِيثِ: «هلُمَّ إلى جهادٍ لا شَوْكَةَ فيه»، يَعْنِي الحجَّ. ومن المجازِ: الشَّوْكَةُ: داءٌ كالطاعونِ، عن ابنِ دُرَيْدٍ⁣(⁣٨) م مَعْروفٌ وأَيْضاً حُمْرَةٌ تَعْلُو الجَسَدَ وتظْهرُ في الوَجْهِ فتسْكُنُ بالرُّقَى. ومنه الحدِيثُ أَنَّه كَوَى سَعْد بن زُرَارَة مِنَ الشَّوْكَةِ.

  وهو مَشُوكٌ وقد شِيكَ أَصابَتْهُ هذه العِلَّةِ. وفي الأَسَاسِ: يُقالُ لمَنْ ضَرَبَتْه الحُمْرَةُ: ضَرَبتْه الشَّوْكَةُ، لأَنَّ الشَّوْكَةَ وهي إِبْرَةُ العقْرَبِ إذا ضَرَبَتْ إنساناً فما أَكْثر ما تَعْتَرِي منه الحمْرَة. ومن المجازِ: الشَّوْكَةُ: الصِّيصيَةُ وهي أداةٌ للحائِكِ يُسَوِّي بها السَّداةَ واللُّحمةَ، وكذلِكَ صِيصِيَّةُ الدِّيكِ: شَوْكَتُه.

  والشَّوْكَةُ إِبْرَةُ العَقْرَبِ وشَوُكَةٌ بِلا لامٍ امرأَةٌ وهي بنتُ عَمْرو بن شاس ولها يقولُ:

  أَلم تَعْلَمِي يا شَوْكُ أَنَّ رُبَّ هالِكٍ ... ولو كَبُرَتْ رُزأً عليَّ وجَلّتِ⁣(⁣٩)

  وشَوْكَةُ الكَتَّانِ طِينَةٌ تُدارُ رَطْبَةٌ ويُغْمَزُ أَعْلاها حتى تنبسِطَ ثم يُغْرَزُ فيها سُلَّاءُ النَّخْلِ فَتَجِفُّ فَيُخَلَّصُ بها الكَتَّان⁣(⁣١٠) نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ. ورجُلٌ شاكُ السِّلاحِ بِرفْعِ الكافِ عن الفرَّاءِ، وشائِكُهُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وشَوِكَه بكسر الواو يمانية، وشاكِيهِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ أي حديدُه. قالَ الجَوْهَرِيُّ: شائِكُ السَّلاحِ وشاكِيهِ مقْلُوبٌ منه. وقالَ أبو عُبَيْد: الشَّاكِي والشَّائِكُ جَميعاً ذو الشَّوْكةِ والحدِّ في سلاحِهِ. وقال أبو زَيْدٍ، هو شاكٍ في السِّلاح وشائِكٌ، قالَ وإِنَّما يُقالُ شاكٍ إذا أَرَدْتَ مَعْنَى فاعل، فإِذا أَرَدْتَ مَعْنَى فَعِلٍ قُلْتُ: هو شاكٍ للرَّجُلِ، وقِيلَ: رَجُلٌ شاكِي السِّلاحِ حديدُ السِّنَانِ والنَّصْل ونَحْوهما. وقالَ الفرَّاءُ: رَجُلٌ شاكِي السِّلاحِ وشاكُ السلاحِ


(١) التهذيب واللسان.

(٢) في التهذيب: شوّك الفرح تشويكاً وهو أول نبات ريشه.

(٣) في الصحاح والأساس المطبوعين «الفرخ» كالقاموس بالخاء المعجمة، وفيهما: أنبت.

(٤) في التهذيب «تهيّآ».

(٥) ديوان الهذليين ٢/ ٢٢ واللسان.

(٦) اللسان.

(٧) سورة الأنفال الآية ٧.

(٨) الجمهرة ٣/ ٦٩.

(٩) اللسان.

(١٠) كذا وردت عبارة «فيخلّص بها الكتان» بالأصل خارج الأقواس على أنها ليست في القاموس، وهي في متن القاموس وفيه زيادة سقطت من الأصل ونصها: «من المُشَاقَةِ».