[صكك]:
  [صكك]: صَكَّهُ يَصُكُّه صَكَّاً ضَرَبَهُ شديداً بعَريضٍ أو عامٌّ بأيِّ شيْءٍ كانَ ومنه قولُه تعَالَى: {فَصَكَّتْ وَجْهَها}(١) وقال مُدْرِك بن حِصْن:
  يا كَرَواناً صُكَّ فاكْبَأَنَّا(٢)
  وصَكَّ البابَ أَغْلَقَهُ أو أطْبَقَه، ورجُلٌ أصَكُّ ومِصَكُّ بكسرِ المِيمِ مُضْطَرِبُ الرُّكْبَتَيْنِ والعُرْقُوبَيْنِ وكذا من غَيْرِ الإِنْسَانِ. وقد صكِكْتَ يا رجُلُ كمَلِلْتَ صَكَكاً محرَّكةً قال أبو عَمْروٍ: كلُّ ما جاءَ على فَعِلَتْ من ذَواتِ التَّضْعِيف فهو مُدْغمٌ نحو صَمَّتِ المَرْأَة وأَشْبَاهه إلَّا أَحرفاً جاءَتْ نَوادِر في إِظْهارِ التَّضْعِيف: وهو لَحِحَتْ عَيْنه، ومَشِشَت الدَّابَّة، وضَبِبَ البَلَدُ، وأَلِلَ السِّقاء، وقَطِطَ الشَّعَر. وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: في قدمَيْه قَبَلٌ ثم حَنَفٌ ثم فَحَجٌ، وفي رُكْبتيْه صَكَكٌ وفي فخذيْهِ فَجىً. والمِصَكُّ كمِجَنِّ القويُّ الشديدُ الخلق الجَسِيْم من الناسِ وغيرِهم كالإِبِلِ والحميرِ، يُقالُ: رَجُلٌ مِصَكٌّ، وحِمَارٌ مِصَكٌ، وفي الحدِيثِ: «على جملٍ مِصَكُّ» وأَنْشَدَ يعقوب:
  ترى المِصَكّ يَطْرُد العَواشِيا ... جِلَّتَها والأُخَرَ الحَواشِيَا(٣)
  كالأَصَكِّ قال الفَرَزْدَقُ:
  قَبَّحَ الإِلَهُ خُصاكُما إِذ أَنْتُمَا ... رِدْفانِ فوق أَصَكَّ كاليَعْفورِ(٤)
  قال سِيْبَوَيْه: والأُنْثَى: مِصَكَّةٌ، وهو عَزِيز عندَهُ لأَنَّ مِفْعَلاً ومِفْعالاً قلَّما تَدْخُلُ الهاء في مُؤَنَّثِه. والمِصَكُّ فرسُ الأَبْرَشِ الكَلْبِيِّ وكذلك الأَدِيم له أَيْضاً وفيهما قِيلَ:
  قد سَبَقَ الابرشُ غَير شَكّ ... على الأَدِيم وعلى المِصَكّ
  والمِصَكُّ المِغْلاقُ قالَ اللَّيْثُ: اجْتَمَعَ أَرْبعةٌ من الأَعْرَابِ بِبابٍ فوُضِعَتِ المائِدَةُ وأُغْلِقَ البابُ فقال الأَوَّلُ:
  قد صُكَّ دُوني البابُ بالمِصَكِّ
  وقال الثاني:
  ببابِ ساجٍ جيِّد حنَكّ
  وقال الثالثُ:
  يا لَيْتَه قَدْ فُكَّ بالمِفَكِّ
  وقال الرابعُ:
  فنَرِدُ الثَّرِيد غَيْر الشَّكِّ
  والصَّكِيْكُ كأميرٍ الضعيفُ عن ابن الأَنْبَارِيّ حَكَاه الهَرَوِيّ في الغَرِيْبين، وهو فَعِيلٌ بمعْنَى مَفْعول من الصَّكِّ الضَّرْبِ أي يُضْرَبُ كثيراً لاسْتِضْعَافِه، وقَدْ جاءَ ذِكْره في الحدِيثِ. والصَّكُّ الكِتابُ مُعَرَّب وهو بالفارِسيَّة جَكَّ، وهو الذي يُكْتبُ للعُهْدةِ ج أصُكٌّ وصُكُوكٌ وصِكاكٌ؛ وكانَتِ الأَرْزاقُ تُسَمَّى صِكاكاً لأَنَّها كانت تُخْرَجُ مَكْتُوبَةً، ومنه الحدِيثُ في النَّهي عن شِراءِ(٥) الصِّكاكِ والقُطُوطِ. وفي حدِيثِ أَبي هُرِيرةَ: قال لمَرْوانَ. أَحْلَلْتَ بَيْع الصِّكاك، وذلك لأَنَّ الأُمَرَاءَ كانوا يَكْتُبون للناسِ بأَرْزاقِهم وأَعْطياتِهم كُتُباً فيَبِيْعُون ما فيها قَبْل أنْ يَقْبَضُوها مُعَجَّلاً، ويُعْطُون المُشْتَرِي الصَّكَّ ليمْضِي ويَقْبَضُه، فنُهُوا عن ذلك لأَنَّه بَيْع ما لم يُقْبَضْ. والصَّكَّةُ شِدَّةُ الهاجِرَةِ وتُضافُ إلى عُمَيٍّ يُقالُ: لَقِيْته صَكَّةَ عُمَيٍّ وصَكَّةَ أعْمَى، وهو أَشدّ الهاجرةِ حرّاً. وعُمَيٌّ تَصْغِير أَعْمَى مرخَّماً قال اللَّحْيَانيُّ: هي أَشَدّ ما يكونُ من الحرِّ أي حِيْن كادَ الحَرّ يَعْمي من شدَّتِه. وقال الفرَّاءُ: حِيْن يقُومُ قائِمُ الظَّهيرةِ، وزَعَمَ بعضُهُم أَنَّ عُميّاً الحَرُّ بعَيْنِه وأَنْشَدَ:
  وَرَدْتُ عُمَيّاً والغَزَالَةُ برنسِ ... بفتيانِ صِدْقٍ فَوقَ خُوصٍ عَيَاهِمِ(٦)
  وقال غَيْرُ هؤلاء: عُمَيٌّ: رَجُلٌ من عَدَوانَ كان يفْتِي في الحجِ فأَقْبَلَ مُعْتَمراً ومعه رَكْبٌ حتى نَزِلُوا بعضَ المَنَازِلِ في يومٍ شَديد الحَرِّ فقالَ عُمَيٌّ: مَنْ جاءَتْ عَلَيه هذه السَّاعةُ مِن غدٍ وهو حَرَامٌ بقي حَرَاماً إلى قابِلٍ فوثَبَ الناسُ إلى الظَّهيرةِ يضْرِبُون أي يَسِيْرُون حتى وافُوا البيتَ وبَيْنهم وبَيْنه من ذلك المَوْضعِ لَيْلتان فضُرِبَ مَثَلاً، فقِيلَ: أَتَانا
(١) سورة الذاريات الآية ٢٩.
(٢) اللسان وقبله فيه:
فشنّ بالسلح فلما شَنّا
(٣) اللسان والصحاح.
(٤) اللسان.
(٥) عن التهذيب واللسان وبالأصل «شرا».
(٦) البيت في مجمع الأمثال مثل رقم ٣٢٦٧.