[فرتك]:
  قال الأَصْمَعِيُّ: إنَّما هو الفَكُّ فأَظْهَر التَّضْعِيف ضَرُورَةً.
  والفَكَكُ انْكِسارُ الفَكِّ أو زَوَاله. والفَكَكُ وفي المُحْكَمِ: الفَكُّ: انْفِراجُ المَنْكِبِ عن مَفْصَلِهِ اسْتِرْخاءً وضَعْفاً وهو أَفَكُّ المَنْكِبِ ويأتي قَريباً إعادَته ومن المجازِ الفَكَّةُ الحُمْقُ في اسْتِرخاءٍ وضَعْفٍ في رَأْيهِ قال أَبُو قَيْسٍ بنُ الأَسْلَتِ:
  الحَزْمُ والقُوَّةُ خيرٌ من ال ... لإِشْفاقِ والفَكَّةِ والهاعِ(١)
  وما كنْتُ فاكّاً أو ما كنْت أَفَكَّ، ولَقَدْ فَكِكْتَ كعَلِمْتَ وكَرُمْتَ أي بكسْرِ العَيْن في الماضِي وفتحِها في المضَارعِ وبضمِّهما تَفَكُّ وتُفُكُّ فَكّاً وفَكَّةً، وَوَقَعَ في نسخةِ شَيْخنَا كعلمت ولببت فقالَ: وفيه ما مرَّ في ل ب ب عن يُونُس أَنَّ لَبَّ لا نَظِير له فيُسْتَدرك هذا عليه ويَأْتي في دم مهمل الدال. قُلْتُ: ونَقَل أبو جَعْفَر النبليّ في بغية الآمال ما نصّه: ولم يَأْتِ من المضَاعَفِ على فعُل بضمِ العَيْن لأَنَّهم استَثْقَلوا الضمَّة مع التَّضْعِيف والتَّضْعِيف يَقْتَضِي التَّخْفِيف إلَّا كلمةً واحدةً رَوَاها يونس وهي لببت تلب، وزَادَ ابنُ القَطَّاع: عززت الشَّاةُ تعزُّ إذا قَلَّ لبنُها وقد مَرَّ البحثُ فيه في ل ب ب فرَاجِعْه فإنه نَفِيسٌ.
  والفَكَّةُ: كَواكِبُ مُسْتَدِيرَةٌ بِحِيالِ بنات نَعْش خَلْفَ السِّماكِ الرَّامِحِ. قالَ الجَوْهَرِيُّ: قالَ الأَصْمَعِيُّ: وهي التي تُسَمِّيه كذا في النسخِ والصَّوابُ يسمِّيها الصِّبْيانُ قَصعَةَ المَسَاكينِ كما هو نَصّ العُبَابِ والصَّحَاحِ وإِنَّما سمِّيَتْ بها لأَنَّ في جانبِها ثُلْمة وكذلك تلك الكَواكبُ المُجْتَمعة في جانبٍ منها فَضَاء. ومن سَجَعاتِ الأَسَاسِ: فلانٌ لا يفارِقُ الفَكَّة ما صَحِبَ السّماك الفَكّة. والأَفَكُّ اللَّحْيُ نَفْسُه كالفَكِّ أو الأَفَكُّ مَجْمَعُ الخَطْمِ كالفَكِّ أَيْضاً أو هو مَجْمَعُ الفَكَّيْنِ على تقْديرِ أَفْعَلَ قالَهُ اللَّيْثُ. وقيلَ: الفَكَّان: مجتمعُ اللَّحْيَيْن عند الصُّدْغِ من أَعْلى وأَسْفَل يكونُ من الإِنْسانِ والدَّابةِ. وقالَ أَكْثَمُ بنُ صَيْفِيّ: مَقْتَلُ الرَّجلِ بَيْن فَكَّيْهِ يَعْنِي لسانَه. وفي التَّهْذِيبِ: الفَكَّان مُلْتَقَى الشِّدْقين من الجانِبَيْن. ويُقالُ: انْكَسَر أَحَدُ فَكَّيْهِ أي لَحْيَيَه قالَ:
  كأنَّ بَيْنَ فَكِّها والفَكِّ ... فَأْرَةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ في سُكِّ(٢)
  والأفَكُّ مَن انْفَرَجَ مَنْكِبُهُ عن مَفْصِلِه اسْتِرْخاءً وضَعْفاً نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ؛ وقَدْ أشَارَ له أَوَّلاً فهو تكْرارٌ وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:
  أَبَدُّ يَمْشِي مِشْيَةَ الأَفَكِّ(٣)
  وقال أَبو عُبَيْدة: المُتَفَكِّكَةُ من الخَيْلِ الوَديقُ التي لا تَمْتَنِعُ على الفَحْلِ وأفَكَّتِ النَّاقَةُ وأَفْكَهَتْ فهي مُفِكَّةُ ومُفْكِهَةٌ ومُفْكِةٌ وتَفَكَّكَتْ إذا أَقْرَبَتْ فاسْتَرْخَى صَلَوَاها وعَظُمَ ضَرْعُها ودَنا نِتاجُها شُبِّهَتْ بالشيْءِ يُفَكّ فَيَتَفَكَّك أي يَتَزَايَلُ ويَنْفَرِجُ أو تَفَكَّكَتْ إذا اشْتَدَّتْ ضَبَعَتُها ورَوَى الأَصْمَعِيُّ:
  أَرْغَثَنْهُمْ ثَدْيَها الدنْ ... يَا وقامَتْ تَتَفَكَّكْ
  انْفِرَاجَ النَّابِ للسَّق ... بِ متى ما يَدْنُ تَحْشِكْ(٤)
  والفاكُّ الهَرِمُ مِنَّا ومن الإِبِلِ. وقالَ النَّضْر: الفاكُّ المُعْيي هُزالاً. ناقَةٌ فاكّةٌ وجملٌ فاكٌّ ومن المجازِ: الفاكُّ الأَحْمَقُ جِدّاً قالَ الحُصَيْنِي(٥): أَحْمق فاكٌّ، وهاكٌ وهو الذي يتكلَّمُ بما يَدْرِي وما لا يَدْرِي، وخطَؤُه أَكْثر من صَوَابهِ. وحَكَى يَعْقوب: شيخٌ فاكٌّ وتاكّ، جَعَلَه بدلاً ولم يَجْعَلْه إِتباعاً.
  وقال ابنُ الأَعْرَابيِّ: رجلٌ فاكٌّ: أَحْمق بالِغُ الحُمْقِ ويُتْبَع فيُقالُ: فاكٌّ تاكٌّ ج فَكَكَةٌ محرَّكةً وفِكاكٌ كرِجالٍ عن ابنِ الأَعْرَابيِّ. ومن المجازِ: هو يَتَفَكَّكُ في كلامِهِ وفي مِشْيَتَهِ إِذا لم يكنْ فيه(٦) تَمَاسُكٌ من حُمْقٍ.
  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:
  فَكَّ الخَتْم: فَضَّه. والتَّفْكِيكُ: الفَصْلُ بَيْن المُشْتَبِكَين نَقَلَه اللّيْثُ. وانْفَكَّتْ رَقَبَتُه من الرِّقِّ: خلصت. وفَكَكْتُ الصَّبِيَّ جَعَلْتُ الدَّوَاءَ في فِيهِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
  ورجلٌ فَكَّاكٌ هَكَّاكٌ لا يلائم بَيْن كلِمَاتِه ومَعَانِيهِ لحُمْقِه، وهو مجازٌ نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ والحُصَيْبي(٧).
(١) اللسان والصحاح والمفضليات رقم ٧٥ بيت رقم ١٠ والتهذيب.
(٢) اللسان والتهذيب، وتقد تقدم.
(٣) التهذيب واللسان.
(٤) التهذيب واللسان والتكملة.
(٥) التهذيب واللسان: الحصيني.
(٦) القاموس: «به» ومثله في اللسان.
(٧) اللسان: الحصيني.