تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أفل]:

صفحة 22 - الجزء 14

  له أَيْطَلا ظَبْيٍ وسَاقَا نَعامةٍ ... وإرخَاءُ سِرْحانٍ وتَقْرِيبُ تَتْفُلِ⁣(⁣١)

  ويُرْوَى له أَطلا ج أَيَاطِلُ يقالُ: خيلٌ لُحُقُ الآطالِ والأَياطِلِ. ومن سَجَعاتِ الأَسَاسِ: هم أَهْل العَوَاتِق العَيَاطِلِ والعِتَاقِ اللُّحُقِ الأَياطِلِ. وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: يقالُ: ما ذاقَ له أُطْلاً بالضمِ أي شيئاً نَقَلَه الصَّاغانِيّ.

  [أفل]: أَفَلَ القَمَرُ وكذلك سائِرُ الكَوَاكِب كضَرَبَ ونَصَرَ وعَلِمَ أُفولاً بالضمِ فهو مُثَلَّثُ المُضَارِعِ. والأُفُول مَصدر الثاني على القِياسِ غابَ قالَ الله تَعَالَى: {فَلَمّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ}⁣(⁣٢). فهو آفِلٌ وهي آفِلَةٌ والأَفِيْلُ: كأَمِيرٍ ابنُ المَخاضِ فما فَوْقَهُ وقالَ الأَصْمَعِيُّ ابنُ المخاضِ وابنُ اللَّبُونِ والأُنْثى أفِيْلة، فإذا ارْتَفَع عن ذلك فليس بأَفِيلٍ وفي المَثَلِ: إِنَّما القرم من الأَفِيل أي إِنَّ بدءَ الكَبيرِ صَغِيرٌ.

  والأَفِيلُ: الفَصيلُ وفي المُحْكَمِ: ابنُ المَخاضِ فما فَوْقَه ج إِفالٌ كجِمالٍ هذا هو القِياسُ قالَ الفَرَزْدَقُ:

  وجَاءَ قَرِيعُ الشَّوْلِ قَبْلَ إِفَالِهَا ... يَزِفّ وَجَاءَتْ خَلْفَهُ وهي زُفَّفُ⁣(⁣٣)

  ويُجْمَعُ الأَفيل أَيْضاً على أَفائِلُ كأَصِيلٍ وأَصَائِل. قال سِيْبَويْه: شَبَّهُوه بذَنُوب وذَنَائِب، يعْنِي أَنَّه ليس بَيْنها إِلَّا الياء والواو، واخْتِلاف ما قَبْلهما بهما، والياءُ والواو أُخْتَانِ، وكذلك الكسْرة والضمَّةُ. وقالَ اللَّيْثُ: إذا اسْتقرَّ اللَّقاح في قَرَارِ الرَّحِم قيلَ: قد أَفَلَ، ثم يقالُ للحاملِ آفِل، ويقُولُون: سَبُعَةٌ ونصّ اللَّيْثِ: لَبْوة آفِلٌ وآفِلَةٌ أَي حامِلٌ ونَصّ اللَّيْثِ إذا حَمَلَتْ قال أبو زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ:

  أَبُو شَتِيمَين مِنْ حَصَّاءَ قد أَفَلَت ... كأَنَّ أَطْباءَها في رُفْغها رُقَعُ⁣(⁣٤)

  ويُرْوَى أَفِلَت بكسرِ الفاءِ من قولِهم: أَفِلَ الرَّجلُ كفرِحَ إذا نَشِطَ فهو آفِلٌ كذا في النَّوادِرِ. وقالَ أَبُو الهَيْثمِ: أَفِلَتْ المُرْضِعُ ذَهَبَ لَبَنُها وبه فسَّرَ قَوْل أَبي زُبَيْدٍ، كأَفَلَ كَنَصَرَ هكذا ضبطَه بعضُهم في خطِّ أَبي الهَيْثم والمُؤَفَّلُ كمُعَظَّمٍ الضَّعِيفُ كالمُؤَفَّنِ وتأَفَّلَ إذا تَكَبَّرَ وأَفَّلَهُ تأفيلاً وَقَّرَهُ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  نُجُومٌ أُفُلٌ وأُفُولٌ غُيَّبٌ. ورجلٌ مَأْفُولُ الرَّأْي أَي ناقِصُ اللُّبِّ كمأْفُونٍ وهو بدلٌ.

  [أفكل]: وأَمَّا أَفْكَل فإِنَّ هَمْزته زائِدَةٌ وَزْنُه أَفْعَل، ولهذا إذا سَمَّيْتَ به لم تَصْرفْه للتعريفِ، ووَزْنِ الفِعْل، وسَيَأْتي في ف ك ل.

  [أكل]: أكَلَهُ أَكلاً ومَأْكَلاً قالَ ابنُ الكَمَال: الأَكْلُ: إِيْصالُ ما يُمْضَغُ إلى الجَوْفِ مَمْضُوغاً أَو لا فليْسَ اللَّبن والسَّويق مَأْكولاً.

  قلْتُ: وقَوْلُ الشاعِرِ:

  من الآكِلِين الماءَ ظُلْماً فما أَرَى ... يَنالون خَيْراً بعد أَكْلِهِم المَاءَ⁣(⁣٥)

  فإنَّما يُرِيدُ قوماً كانوا يبيعُون الماءَ فَيَشْترونَ بثمنِه ما يأَكَلُونه فاكْتفَى بذكرِ الماءِ الذي هو بسببُ المأْكُول عن ذكرِ المَأْكولِ: قالَ: المَنَاوِي: وفي كلامِ الرّمَاني ما يخَالِفُه حيْثُ قالَ: الأَكْلُ حَقِيْقَةُ بَلْعِ الطعامِ بَعْد مَضْغِه، قالَ: فبَلْع الحَصَاةِ ليس بأَكْلٍ حَقِيقةً، فهو آكِلٌ وأَكيلٌ قالَ:

  لَعَمْرُك إنَّ قُرْصَ أَبي خُبَيْبٍ ... بَطِيءُ النَّضْج مَحْشُومُ الأَكِيل⁣(⁣٦)

  من قومٍ أَكَلَةٍ محرَّكةً ككَاتبٍ وكَتَبَةٍ. والأَكْلَةُ. بالفتحِ المَرَّةُ الواحِدَةُ. والأُكْلةُ: بالضمِ اللُّقْمَةُ، تقُولُ: أَكَلْتُ أَكْلَةً واحدَةً أَي لُقْمَة، ومنه الحدِيثُ: «إِذا أَتى أَحدكم خادِمَه بطعامِه فإن لم يجلسه معه فليُنَاوِله لُقْمةً أَو لُقْمَتَين أَو أَكلَةً أو أُكْلَتَيْن فإنَّه ولي حرِه وعلاجه». وفي حدِيثٍ آخَرَ: «ما زَالَتْ أُكْلة خَيْبَرَ تُعَادُّني⁣(⁣٧) فهذا أوان قَطَعت أَبْهَرِي». قالَ ثَعْلَبُ: لم يَأْكلْ منها إِلَّا لُقْمة واحِدَة. والأُكْلةُ: أَيْضاً القُرْصَة، وأَيْضاً الطُّعْمَةُ، يقالُ: هذا الشيْءُ أُكْلَة لَكَ أَي طُعْمَةَ لَكَ، وفي الحدِيثِ «مَنْ أَكَلَ بأَخِيه أَكْلةً فلا يُبَارِكُ الله له فيها» أَي الرَّجلُ يكونُ مُؤَاخياً لرجلٍ ثم يَذْهبُ إلى عَدُوِّه


(١) ديوانه ط بيروت ص ٥٥ من معلقته. وصدره في اللسان.

(٢) سورة الانعام الآية ٧٦.

(٣) ديوانه ط بيروت ٢/ ٢٧ والمقاييس ١/ ١١٩.

(٤) اللسان والتكملة.

(٥) اللسان.

(٦) اللسان.

(٧) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: تعادّني فهذا أوان، كذا في خطه».