تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بتل]:

صفحة 41 - الجزء 14

  مَظْعُون ¥، ولو أَذِنَ⁣(⁣١) لاخْتَصَيْنَا» يعْنِي الانْقِطَاعَ عن النِّسَاءِ وتَرْكِ النكَاح ثم اسْتُعِيْرَ للانْقِطَاعِ إلى الله ø، ومنه الحدِيثُ: «لا رَهْبانيَّة ولا تَبَتُّل في الإِسْلامِ». والمُبَتَّلَةُ: كمُعَظَّمَةٍ⁣(⁣٢) الجَميلَةُ من النِّسَاءِ كأَنَّها بُتِّلَ حُسْنُها على أَعْضَائِها أي قُطِّعَ وقيلَ: هي التي ثمَّ خلْقها لم يَرْكَبْ بَعْضُ لَحْمِها بَعْضاً فهو لذِلكَ مُنْماز، أو هي التي في أَعْضائِها اسْتِرْسَالٌ كأَنَّ اللَّحمَ بتَل عنها، عن اللَّحْيَانيّ. وقيلَ: مُبَتَّلَةُ الخَلقِ: مُنْقَطِعَةُ الخَلْقِ عن النِّساءِ لها عَلَيْهِنَّ فَضْلٌ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: هي الحَسَنَةُ الخَلْقِ لا يَقْصُر شيْءٌ، لا تكونُ حَسَنة العَيْن سَمِجَة الأَنْفِ، ولا حَسَنة الأَنْفِ سَمِجَةِ العَيْن، ولكن تكونُ تامَّةً. وجَمَلٌ مُبَتَّلٌ كذلِكَ ولا يوصَفُ به الرَّجُلُ كما في الصِّحاحِ. والبَتِيْلَ: كأَميرٍ المَسيلُ عن ابنِ عَبَّادٍ، زَادَ غيرُه: في أَسْفَلِ الوادِي ج بُتُلٌ ككُتُبٍ. والبَتِيْلُ من الشَّجَرِ المُتَدَلِّي كبائِسُهُ. وبَتِيْلٌ: جَبَلٌ باليَمَامَةِ فاردٌ في فضاءٍ سُمِّي بذلِكَ لانْقِطَاعِهِ عن غيرِه قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٣). وقالَ غيرُه: بَتِيلٌ جَبَلٌ بنَجْد مُنْقَطِعٌ عن الجبَالِ، وقيلَ: جَبَلٌ أَحْمر يُنَاوحُ دَمْخَاً من وَرَائِه في دِيارِ كلاب. وقالَ الحَارِثيُّ: بَتِيلٌ: وادٍ لبَنِي ذُبْيَان، وأَيْضاً: حَجَرُ بناءٍ هُنَاك عادِيّ مُرْتَفِعُ مُرَبَّعُ الأَسْفلِ محدَّدُ الأَعْلَى يرْتَفِعُ نحو ثَمَانِين ذِرَاعاً قالَ مَوْهوبُ بنُ رُشَيْدٍ:

  مقيمُ مأقامَ ذُرَا سُواجٍ ... وما بقيّ الاخارجُ والبَتِيلُ⁣(⁣٤)

  وقال سَلَمَة بن الخَرْشُبِ الأَنْمَارِيُّ:

  فإِنَّ بنِي ذُبْيان حيْثُ عَهِدْتُهُم ... بجِزْعِ البَتِيلِ بَيْنَ بادٍ وحاضِرٍ⁣(⁣٥)

  وقالَ أَبُو زيادٍ الكِلَابيُّ: وفي دماخ وهي بلادٌ بَنِي عَمْرٍو بن كِلَاب بَتِيلٌ وأَنْشَدَ:

  لعمري لقد هابَ الفؤادُ لجَاجةً ... بقطَاعةِ الأَعْنَاقِ أُمّ خَليلِ

  فمن أجلها أحببتُ عوناً وجابراً ... وأحببتُ وردَ الماءِ دون بتيلِ⁣(⁣٦)

  وفي عبارَةِ المصنِّفِ قُصُورٌ لا يَخْفَى وبَتِيلَةُ: كسَفِينَةٍ ماءٌ قُرْبَ بَتيلٍ المَذْكُور وهو لبَنِي عَمْرٍو بن رَبِيْعة بن عَبْدِ الله رَوَاهُ ببطْنِ المرة⁣(⁣٧) عن ابن دُرَيْدٍ: وفي كتابِ نَصْرٍ: بَتِيلَة قليب⁣(⁣٨) عَنْدَ بَتِيلٍ في دِيارِ بنِي كِلَابٍ، وقالَ: ذَروةُ بنُ جُحْفة الكِلَابيّ:

  شهد البتيل على البتيلة أنها ... زَوراءُ قانيةٌ على الاورادِ

  منع البتيلةَ لا يجوز بمائها ... قُمْرٌ يَثُورُ جِحاشها بسرادِ⁣(⁣٩)

  والبَتِيلةُ: العَجُزُ في بعضِ اللغاتِ لانْقِطاعِه عن الظهرِ. وكلُّ عُضْوٍ مُكْتَنِزٍ بلحْمهِ مُنْمازٍ بَتِيْلةٌ، والجَمْعُ بَتَائِلُ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:

  إذا الميؤن مَدَّتِ البَتَائِلا⁣(⁣١٠)

  وعُمْرَةٌ بَتْلاءُ ليسَ مَعَها غَيْرُها وقد بَتَلَها أَوْجَبَها وحَدَّها كما في الأَساسِ. ويقالُ مَرَّ على بَتيلَةٍ وبَتْلاءَ من رَأْيهِ أَي عَزيمَةٍ لا تُرَدُّ عن ابن عَبَّادٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  قولُهم: طَلَّقَها بَتَّةً بَتْلَةً وهو تأْكِيدٌ لها.

  ورجُلٌ أَبْتَلُ بَعِيدٌ ما بَيْن المَنْكِبَيْن، وقَوْلُ المُتَنخّل الهُذَليّ:

  ذَلِكَ ما دِينُكَ إذ جُنِّبَتْ ... أَجْمالُها كالبُكُرِ المُبْتل⁣(⁣١١)


(١) في التهذيب واللسان: «ولو أحلّه».

(٢) في القاموس: «كمعظّمٍ» وعلى هامشه عن نسخة أخرى: «كمعظْمةٍ» كالأصل.

(٣) الجمهرة ١/ ١٩٧.

(٤) معجم البلدان «بتيل».

(٥) اللسان والتكملة ومعجم البلدان «بتيل».

(٦) معجم البلدان «بتيل».

(٧) في معجم البلدان: «ببطن السرّ».

(٨) عن معجم البلدان وبالأصل «قليت».

(٩) البيتان في معجم البلدان «بتيلة» وفيه:

قمر تثور جحاشها بشراد

(١٠) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: إذا الميؤن كذا بخطه، والذي في اللسان: إذا الظهور».

(١١) ديوان الهذليين ٢/ ٣ واللسان ومقاييس اللغة ١/ ١٩٦ والتهذيب وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ذلك ما دينك أي ذلك البكاء دينك وعادتك، والبكر بضمتين جمع بكور بفتح أوله التي تدرك أول النخل أفاده في اللسان، وفي ديوان الهذليين: أحمالها بدل أجمالها.