تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بغزل]:

صفحة 59 - الجزء 14

  اشْتِقاقُ البَغْل كما قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣١): وقيلَ: التَّبْغِيلُ: هو المَشْي الذي يرفق فيه يقالُ: أَعْيَا فَبَغَّلَ إذا هَمْلَجَ قالَ الرَّاعِي:

  وإِذَا تَرَقَّصَتِ المفازةُ غَادَرَتْ ... رَبِذاً يُبَغِّل خَلْفَها تَبْغِيلاً⁣(⁣٢)

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  تَبَغَّل البَعيرُ إذا تَشَبَّه به في سَعَة مَشْيِهِ وتصور منه عَرَامَته وخُبْثُه، فقيلَ: في صِفَةِ النَّذْلِ هو بَغْلٌ نَغْلٌ، قالَهُ الرَّاغِبُ: والتَّبْغِيلُ: غِلَظُ الجِسْم وصَلابَته. قيلَ: ومنه اشْتِقَاقُ البَغْل.

  والبُغلول بالضمِ الغوط من الأَرْضِ يَنْبتُ عن أَبي عَمْرٍو. والبَغَّالُ كشَدَّادٍ صاحِبُ البِغَالِ حَكَاها سِيْبَوَيْه وأَمَّا قَوْلُ جَرِيرٍ:

  من كل آلِفَةِ المواخر تَتَّقِي ... لمُجَرَّدٍ كمُجَرَّدِ البَغَّال⁣(⁣٣)

  فهو البَغْلُ نَفْسه، حَقّقه الصَّاغَانِيُّ.

  وبَغليلُ بالْفَتْحِ لَقَبُ عَبْد القَادِرِ بن محمَّد الغَرْنَاطِيّ الشَّرِيف نَزِيلُ مليانة وأَخُوه القَاسِم نَزِلَ في شر شالة.

  ويقالُ: طريقٌ فيه أَبْوَالُ البِغَالِ أي صَعْبٌ.

  ومن المجازِ: تَقُولُ أَهْلُ مِصْر اشْتَرَى فلانٌ بَغْلَةً حَسْنَاء أي جَارِيَةً وفي بيتِ بنِي فلانٍ بِغَالٌ. واشْتَرَيْت من بغال اليَمَنِ، ولكن بِغَالِي الثّمَنِ. وبَغُلَ الرجلُ ككرُمَ بُغُولةً تَبَلَّدَ. ويقالُ: هو من الثّورِ أَبْغَل، ومن الحمارِ أَبْغَل⁣(⁣٤)، وأَبْغَل الظَّبية.

  وبَغْلانٌ: قَرْيةٌ بِبَلْخ وإليها نُسِبَ قُتَيْبةُ بنُ سَعِيْد المحدِّثُ المَشْهورُ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  [بغزل]: التَّبَغْزُلُ في المَشْيِ كالتَّبَخْترِ أَهْمَلَه الجماعَةُ، ونَقَلَه ابنُ عَبَّادٍ كما في العُبَابِ والتكْمِلَةُ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  [بغسل]: بَغْسَلَ الرجُلُ إذا أَكْثَر الجِمَاعَ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ وقد أَهْمَلَه الجماعَةُ، ونَقَلَه الصَّاغَانيُّ في كتابَيْه⁣(⁣٥).

  [بقل]: بَقَلَ الشيْءُ ظَهَرَ وقد اشْتُقَّ لَفْظُ الفِعْل من لفظِ البَقْلِ. وبَقَلَتِ الأَرْضُ أَنْبَتَتْ وبَقَلَ الرَّمْثُ اخْضَرَّ كأَبْقَلَ فيهما قالَ ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٦): يقالُ: بَقَلَتْ وأَبْقَلَتْ إذا أَنْبَتَتْ البَقْلَ لُغَتان فَصِيحتان. وأَبْقَلَ الرَّمْث إذا أَدْبى وظَهَرَتْ خُضْرة وَرَقِه فهو باقِلٌ ولم يقولُوا: مُبْقل كما قالُوا أَوْرَسَ فهو وَارِسٌ، ولم يقُولُوا مُورِس، وهذا من النَّوادِرِ كما في الصِّحاحِ. قالَ عامِرُ بنُ جُوَين الطَّائيُّ:

  فلا مُزْنَةٌ ودَقَتْ وَدْقَها ... ولا رَوْض أَبْقَل إِبْقَالَها⁣(⁣٧)

  قال الصَّاغَانيُّ: والنَّحَوِيّون يَرْوُونه: ولا أَرْض.

  ويقُولُون: ولم يَقُل أَبْقَلت لأَنَّ تأْنِيثَ الأَرْضِ ليْسَ بحَقِيقيّ. قالَ ابنُ بَرِّيّ: وقَدْ جاءَ مُبْقِلٌ، قالَ أَبو النَّجْمِ:

  يَلْمَحْنَ من كل غَميسٍ مُبْقِل⁣(⁣٨)

  وقالَ دُوَاد بنُ أَبي دُوَاد حين سَأَله أَبُوه: ما الذي أَعَاشَك؟!

  أَعاشَني بَعْدَك وادٍ مُبْقِلُ ... آكُلُ من حَوْذانِه وأَنْسِلُ⁣(⁣٩)

  قالَ ابنُ جني: مكانٌ مُبْقِلٌ هو القِياسُ، وباقِلٌ أَكْثر في السماعِ، والأَوَّل مَسْموعٌ أَيْضاً. والأَرْضُ بَقيلَةٌ وبَقِلَةٌ كسَفِينَةٍ وفَرِحَةٍ ومُبْقِلَةٌ الأَخِيرةُ على النَّسَبِ، كما قالُوا رجُلٌ نَهِرٌ أي أَتَى الأُمورَ نهاراً. ومن المجازِ: بَقَلَ وَجْهُ الغُلامِ إذا خَرَجَ شَعْرُهُ يعني لحيته يَبْقُل بُقُولاً كأَبْقَلَ وبَقَّلَ والأَخِيرةُ أَنْكَرَها بعضٌ وأَبْقَلَهُ الله تعالى أَظْهَرُه وأَخْرَجُه. وقالَ


(١) قال ابن دريد: اختلفوا في اشتقاق البغل، فقال قوم: هو من التبغيل، وقال قوم: بل هو من الغلظ وصلابة الجسم انظر الجمهرة ١/ ٣١٨ والتكملة.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٢٢٠ وانظر تخريجه فيه. وعجزه في اللسان.

(٣) اللسان وعجزه في الصحاح.

(٤) في الأساس: أَنْغَل.

(٥) وردت المادة في اللسان، نقلاً عن الأزهري.

(٦) الجمهرة ١/ ٣٢٠.

(٧) اللسان.

(٨) اللسان.

(٩) اللسان.