[بغزل]:
  اشْتِقاقُ البَغْل كما قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ(١): وقيلَ: التَّبْغِيلُ: هو المَشْي الذي يرفق فيه يقالُ: أَعْيَا فَبَغَّلَ إذا هَمْلَجَ قالَ الرَّاعِي:
  وإِذَا تَرَقَّصَتِ المفازةُ غَادَرَتْ ... رَبِذاً يُبَغِّل خَلْفَها تَبْغِيلاً(٢)
  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:
  تَبَغَّل البَعيرُ إذا تَشَبَّه به في سَعَة مَشْيِهِ وتصور منه عَرَامَته وخُبْثُه، فقيلَ: في صِفَةِ النَّذْلِ هو بَغْلٌ نَغْلٌ، قالَهُ الرَّاغِبُ: والتَّبْغِيلُ: غِلَظُ الجِسْم وصَلابَته. قيلَ: ومنه اشْتِقَاقُ البَغْل.
  والبُغلول بالضمِ الغوط من الأَرْضِ يَنْبتُ عن أَبي عَمْرٍو. والبَغَّالُ كشَدَّادٍ صاحِبُ البِغَالِ حَكَاها سِيْبَوَيْه وأَمَّا قَوْلُ جَرِيرٍ:
  من كل آلِفَةِ المواخر تَتَّقِي ... لمُجَرَّدٍ كمُجَرَّدِ البَغَّال(٣)
  فهو البَغْلُ نَفْسه، حَقّقه الصَّاغَانِيُّ.
  وبَغليلُ بالْفَتْحِ لَقَبُ عَبْد القَادِرِ بن محمَّد الغَرْنَاطِيّ الشَّرِيف نَزِيلُ مليانة وأَخُوه القَاسِم نَزِلَ في شر شالة.
  ويقالُ: طريقٌ فيه أَبْوَالُ البِغَالِ أي صَعْبٌ.
  ومن المجازِ: تَقُولُ أَهْلُ مِصْر اشْتَرَى فلانٌ بَغْلَةً حَسْنَاء أي جَارِيَةً وفي بيتِ بنِي فلانٍ بِغَالٌ. واشْتَرَيْت من بغال اليَمَنِ، ولكن بِغَالِي الثّمَنِ. وبَغُلَ الرجلُ ككرُمَ بُغُولةً تَبَلَّدَ. ويقالُ: هو من الثّورِ أَبْغَل، ومن الحمارِ أَبْغَل(٤)، وأَبْغَل الظَّبية.
  وبَغْلانٌ: قَرْيةٌ بِبَلْخ وإليها نُسِبَ قُتَيْبةُ بنُ سَعِيْد المحدِّثُ المَشْهورُ.
  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:
  [بغزل]: التَّبَغْزُلُ في المَشْيِ كالتَّبَخْترِ أَهْمَلَه الجماعَةُ، ونَقَلَه ابنُ عَبَّادٍ كما في العُبَابِ والتكْمِلَةُ.
  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:
  [بغسل]: بَغْسَلَ الرجُلُ إذا أَكْثَر الجِمَاعَ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ وقد أَهْمَلَه الجماعَةُ، ونَقَلَه الصَّاغَانيُّ في كتابَيْه(٥).
  [بقل]: بَقَلَ الشيْءُ ظَهَرَ وقد اشْتُقَّ لَفْظُ الفِعْل من لفظِ البَقْلِ. وبَقَلَتِ الأَرْضُ أَنْبَتَتْ وبَقَلَ الرَّمْثُ اخْضَرَّ كأَبْقَلَ فيهما قالَ ابنُ دُرَيْدٍ(٦): يقالُ: بَقَلَتْ وأَبْقَلَتْ إذا أَنْبَتَتْ البَقْلَ لُغَتان فَصِيحتان. وأَبْقَلَ الرَّمْث إذا أَدْبى وظَهَرَتْ خُضْرة وَرَقِه فهو باقِلٌ ولم يقولُوا: مُبْقل كما قالُوا أَوْرَسَ فهو وَارِسٌ، ولم يقُولُوا مُورِس، وهذا من النَّوادِرِ كما في الصِّحاحِ. قالَ عامِرُ بنُ جُوَين الطَّائيُّ:
  فلا مُزْنَةٌ ودَقَتْ وَدْقَها ... ولا رَوْض أَبْقَل إِبْقَالَها(٧)
  قال الصَّاغَانيُّ: والنَّحَوِيّون يَرْوُونه: ولا أَرْض.
  ويقُولُون: ولم يَقُل أَبْقَلت لأَنَّ تأْنِيثَ الأَرْضِ ليْسَ بحَقِيقيّ. قالَ ابنُ بَرِّيّ: وقَدْ جاءَ مُبْقِلٌ، قالَ أَبو النَّجْمِ:
  يَلْمَحْنَ من كل غَميسٍ مُبْقِل(٨)
  وقالَ دُوَاد بنُ أَبي دُوَاد حين سَأَله أَبُوه: ما الذي أَعَاشَك؟!
  أَعاشَني بَعْدَك وادٍ مُبْقِلُ ... آكُلُ من حَوْذانِه وأَنْسِلُ(٩)
  قالَ ابنُ جني: مكانٌ مُبْقِلٌ هو القِياسُ، وباقِلٌ أَكْثر في السماعِ، والأَوَّل مَسْموعٌ أَيْضاً. والأَرْضُ بَقيلَةٌ وبَقِلَةٌ كسَفِينَةٍ وفَرِحَةٍ ومُبْقِلَةٌ الأَخِيرةُ على النَّسَبِ، كما قالُوا رجُلٌ نَهِرٌ أي أَتَى الأُمورَ نهاراً. ومن المجازِ: بَقَلَ وَجْهُ الغُلامِ إذا خَرَجَ شَعْرُهُ يعني لحيته يَبْقُل بُقُولاً كأَبْقَلَ وبَقَّلَ والأَخِيرةُ أَنْكَرَها بعضٌ وأَبْقَلَهُ الله تعالى أَظْهَرُه وأَخْرَجُه. وقالَ
(١) قال ابن دريد: اختلفوا في اشتقاق البغل، فقال قوم: هو من التبغيل، وقال قوم: بل هو من الغلظ وصلابة الجسم انظر الجمهرة ١/ ٣١٨ والتكملة.
(٢) ديوانه ط بيروت ص ٢٢٠ وانظر تخريجه فيه. وعجزه في اللسان.
(٣) اللسان وعجزه في الصحاح.
(٤) في الأساس: أَنْغَل.
(٥) وردت المادة في اللسان، نقلاً عن الأزهري.
(٦) الجمهرة ١/ ٣٢٠.
(٧) اللسان.
(٨) اللسان.
(٩) اللسان.