تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طحب]:

صفحة 180 - الجزء 2

  فَقَالَت لَهُ قَرُبَ كَكَرُمَ طِبٌّ فَاعِلُه ويُرْوَى طِبًّا بالنَّصْبِ على التَّمْيِيزِ، كقَوْلِكَ: نِعْمَ رَجُلاً فَذَهَبَتْ مَثَلاً. قال شَيْخُنَا ويُقَالُ في هَذَا المَعْنَى: أَنْتَ على المُجَرَّب.

  ومن المَجَازِ: المُطَابَّةُ مُفَاعَلَة بِمَعْنَى المُدَاورَة وأَنَا أُطَابُّ هَذَا الأَمْرَ مُنْذُ حِين كَيْ أُبَلِّغَه كما في الأَسَاسِ.

  والتَّطْبِيبُ أَن تُعَلِّقَ السِّقَاءَ من عُودٍ كَذَا في نُسْخَتِنَا، وصَوَابُه في عَمُود أَي مِنَ الْبَيْتِ تَمْخُضَه قال الأَزْهَرِيّ: ولم أَسْمَع التَّطْبِيبَ بهذا المعنى لغَيْرِ اللَّيْثِ، وأَحْسِبُه التَّطْنِيبَ كما يُطَنَّبُ البَيْتُ.

  والتَّطْبِيبُ: أَن تُدْخِلَ في الدِّيبَاج بَنِيقَةً تُوَسِّعُه بها وعبارة الأَسَاس: وطَبَّبَ الخَيَّاطُ الثَّوْبَ: زَادَ فِيه⁣(⁣١) بَنِيقَةً لِيَتَّسعَ.

  والطَّبْطَبيَّةُ: الدِّرَّةُ لأَنَّ صَوْتَ وَقْعِهَا طَبْ طَبْ، ومِنْهُ الحَدِيثَ قَالت مَيْمُونَةُ بِنْتُ كَرْدَم: «رأَيْتُ رسُول الله في حَجَّة الوَدَاع وهو عَلَى نَاقَة مَعَه دِرَّةُ كدِرَّة الكُتَّابِ، فسمعتُ الأَعْرابَ والنّاسَ يَقُولُون: الطَّبْطَبِيَّة الطَّبْطَبِيَّةَ» أَي الدِّرَّةَ الدِّرَّةَ نَصْباً على التَّحْذِيرِ⁣(⁣٢).

  وطَبْطَبَ اليَعْقُوبُ: صَوَّت نقله الصاغَانيّ.

  والطَّبَاطِبُ: العَجَمُ، كذا في لسان العرب. وطَبَاطَبَا لَقَبُ الشَّرِيف إِسْمَاعِيل الدِّيبَاج بن إِبراهيم الغمر بنِ الحَسَنِ المُثَنَّى بن الحَسَنِ السِّبْط بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِب كرَّم اللهُ وَجْهَه ورَضِي عَنْهُم. والذي صَرّحَ به النسابة أَنه لَقَبُ ابْنِه إِبْرَاهِيم بْنِ إِسْمَاعِيلَ، وهو الصَّوَابُ. وإِنما لُقِّب به لأَنّه كَانَ يُبْدِلُ القَافَ طَاءً للثْغَة في لِسَانِه أَو لأَنَّه أُعْطِيَ قَبَاءً فَقَالَ: طَبَاطَبَا وهو يُرِيدُ قَبَاقَبَا ولا مُنَافَاة بين الوَجْهَيْن كَمَا هُو ظَاهِر.

  وفي كِتَاب النَّسَب للإِمَامِ النَّاصِر للْحَقِّ، يقال: إِنَّ أَهْلَ السَّوَاد لَقَّبُوه بِذَلِكَ. وطَبَاطَبَا بِلِسَان النَّبَطِيَّة: سَيِّدُ السَّادَات، نقل ذلك أَبُو نَصْر البُخَارِيّ عنه، وقيل: لأَنَّ أَبَاه أَرَادَ أَنْ يَقْطَع له ثَوْباً وهو طِفْل فَخَيَّرَه بَيْن قَمِيص وقَبَاءٍ فَقَالَ: طَبَاطَبَا يعني قَبَاقَبَا. قُلتُ: وهم بَيْتٌ مَشْهُورٌ بالحَدِيثِ والفِقْهِ والنَّسَبِ. والنِّسْبَة إِليه طَبَاطَبِيّ.

  ومَشْهَد الطَّبَاطِبَة بقَرَافَةِ مصر، منهم أَبُو الحَسَن عَلِيُّ بنُ الحَسَن بن إِبراهيم طَبَاطَبَا، وحَفِيدُه شَيْخُ الأَهْل مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْنِ عَلِيٍّ، لوَلَدِه رِيَاسَة. وأَبُو عَلِيّ محمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْن عَلِيِّ بن مُحَمَّد بْنِ أَحْمَد بْنِ مُحَمَّد بْنِ أَحْمَد بْنِ إِبرَاهِيم طَبَاطَبَا وَلَدُه سَادَةٌ مُحَدِّثُون. وأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ القَاسِم بْنِ إِبْرَاهِيمَ طَبَاطَبَا، وَلَدُهُ نُقَبَاءُ بِمصْر.

  والمُسْتَنْجِد حَسَنُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّد بْنِ القَاسِمِ بْنِ طَبَاطَبَا، وله ذُرِّيَّةٌ يُعْرَفُونَ بِهِ، وهذا البَيْتُ عَظِيمٌ في الطَّالِبِيِّين.

  والطَّبْطَابُ أَي بالفَتْح كما هو قَاعِدَةُ إِطْلَاقِه: طَائِرُ له أُذُنَانِ كَبَيرَتَان نَقَلَه الصَّاغَانِيّ، وهكذا في حَيَاةِ الحيوان.

  * ومِمَّا بَقيَ عَلَى المُؤلِّفِ: في الأَسَاسِ: وذَا طِبَابُ هَذِه العِلَّة، أَي ما يُطَبّ بِهِ.

  ومن المَجَازِ: وله طِبَابَةٌ حَسَنَةٌ.

  والطِّبَّةُ: النَّاحِيَة.

  وإِنَّكَ لتَلْقَى فُلَاناً على طِبَبٍ مُخْتَلِفَة أَي عَلَى أَلْوَانٍ، انتهى.

  وفي المَثَل: «أَرْسِلْه طَبّاً». ويُرْوَى طَابّاً. ويا طَبِيبُ طبَّ لنَفْسِك. لمَنْ يَدَّعى مَا لَا يُحْسِنه، القَوْمُ طِبُّونَ. وغير ذلك انظر في المُسْتَقصَى ومَجْمَع الأَمْثَالِ وغَيْرِهِما.

  وطَبَبٌ مُحَرَّكَة: جَبَلٌ نَجْديّ.

  [طحب]: طِحَابٌ كَكِتَاب أَهْمَلَه الجَوْهَرِي. وقَالَ الصَّاغَانِيّ هُوَ: ع، ولَهُ يَوْمٌ م أَي مَعْرُوفٌ.

  [طحرب]: الطَّحْرَبَةُ بفَتْح الطَّاءِ والرَّاءِ وبكَسْرِهَما ضَبَطَه أَبُو الجَرَّاح⁣(⁣٣). و في حدِيث سَلْمَان⁣(⁣٤) وذكر القِيَامَة فقال: «تَدْنُو الشَّمْسُ مِنْ رُءُوسِ النَّاسِ لَيْسَ عَلَى أَحَد


(١) بهامش المطبوعة المصرية «قوله زاد فيه عبارة الأساس زاد فيه طبابة أي بنيقة».

(٢) قال الأزهري: هي حكاية وقع السياط. قال ابن الأثير: وقيل حكاية وقع الأقدام عند السعي. يريد أقبل الناس إليه يسعون ولاقدامهم طبطبة: أي صوت. ويحتمل أن يكون أراد بها الدّرة نفسها، فسماها طبطبية لأنها إذا ضرب بها حكت صوت طبْ طبْ وهي منصوبة على التحذير كقولك الأسدَ الأسدَ أي احذروا الطبطبية». ونحوه في التكملة.

(٣) في اللسان: قال أبو الجراح: طحربة بفتح الطاء وكسر الراء.

(٤) عن النهاية، وبالأصل «سلمى».