تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جرثل]:

صفحة 105 - الجزء 14

  وقال الكُمَيْتُ:

  وما ضَرَّها أَنَّ كَعباً ثَوَى ... وفَوَّزَ من بَعْدِه جَرْوَلُ⁣(⁣١)

  والجِرْيالُ بالكِسرِ صبْغٌ أَحْمَرُ وقيلَ: حُمْرَةُ الذَّهَبِ.

  وقيلَ: سُلافَةُ العُصْفُرِ. وقيلَ: ما خَلَصَ من لَوْنٍ أَحْمَرَ وغيرِه وقيلَ: هو الخَمْرُ وهو دُونَ السّلافِ في الجُودَةِ أو لَوْنُها قالَ الأَعْشَى:

  وسَبِيئَةٍ مِمَّا تُعَتَّقُ بابلٌ ... كَدَمِ الذَّبيحِ سَلَبْتُها جِرْيالَها⁣(⁣٢)

  يقولُ: شَرِبْتُها حَمْرَاءَ وبلْتُها بَيْضاءَ⁣(⁣٣) كالجِرْيالَةِ فيهما قالَ ذو الرُّمَّةِ:

  كَأَنِّي أَخُو جِرْيَالةٍ بَابِلِيَّةٍ ... مِنَ الرَّاحِ دَبَّتْ في العِظَامِ شَمُولُها⁣(⁣٤)

  والجِرْيَالُ: فرسُ العَبَّاسِ بنِ مِرْداسٍ السلميّ رَضِيَ الله تعالَى عنه. وأَيْضاً فرسُ قَيْسِ بنِ زُهَيْرٍ النَّمْرِيّ والجَرْوَلَةُ ماءٌ لغَنِيِّ بأَعْلَى نَجْدٍ.

  وجُرْوَلٌ كجُنْدَبٍ ة باليمنِ أو ماءٌ هُنَاك.

  وأَجْرَلَ إذا حَفَرَ فَبَلَغَ الجِراوِلَ أَي الأَرَاضِي الصُّلْبَة.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  جَرْوَلُ بنُ الأَحْنفِ الكِنْدِيُّ، وجَرْوَلُ الأَنْصارِيّ، وجَرْوَلُ الأَوْسِيّ صَحَابِيُّون.

  وجَرْوَلٌ موضعٌ بمكَّةَ قُرْبَ ذي طَوَى حَكَاه لي من أَثِقُ به.

  [جرثل]: جَرْثَلَ التُّرابَ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٥): أَي سَفاهُ بيدِه كما في العُبَابِ والمُحْكَمِ والتّهذِيبِ.

  [جردبل]: الجَرْدَبِيلُ كزَنْجَبيلٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ. وقالَ شَمِرٌ: هو الجَرْدَبانُ وهو الذي يأْخُذُ الكِسْرَةَ بيدِه اليُسْرَى ويأْكُلُ باليُمْنَى فإذا فَنِيَ ما بَيْن أَيْدِي القَوْمِ أَكَلَ ما في يدِهِ اليُسْرَى وأَنْشَدَ على هذه اللغَةِ:

  إذا ما كُنْتَ في قومٍ شَهَاوَى ... فلا تَجْعَلْ شِمَالَكَ جَرْدَبِيلَا⁣(⁣٦)

  قلْتُ: وهو للغنويّ.

  ورجُلٌ جَرْدَبِيل إذا فَعَل ذلِكَ.

  [جردحل]: الجِرْدَحْلُ بكسرِ الجيمِ وسكونِ الرَّاءِ والحاءِ وفَتْحِ الدالِ الوادي والضَّخمُ من الإِبِلِ للذَّكَرِ والأُنْثَى.

  [جردل]: جَرْدَلَ الرَّجُلُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانيُّ.

  وقالَ القاضِي عِيَاض في شرحِ مُسْلم: أَي أَشْرَفَ على السُّقوطِ ووقَعَ في صحيحِ الإِمام محمّد بن إسْمعيل البُخاريِّ ¦ فمنهم المُوبَقُ بعَمَلِه أي المُهْلكُ ومنهم مَن يُجَرْدلُ أي يشْرِفُ على السُّقوطِ وفي رِوايةٍ صحيحةٍ نَقَلَها عِيَاض وغيرُه فمنهم المُجَرْدَلُ أي المَصْرُوعُ كما في التَّوْشِيحِ كِلاهُما بالجيمِ على⁣(⁣٧) ما ضَبَطَه أبُو محمَّدٍ الأَصيليُّ رِوايةُ البُخاريِّ تقدَّمَتْ تَرْجَمَته في أ ص ل وفَسَّرَهُ بالإِشْرافِ على السُّقوطِ. وحَكَى ابنُ الصابونِيِّ: المجَزْدَلُ بالزايِ والجيمِ وهو وَهَمٌ عنْدَ الأَكْثَرِين وصَحَّحَها آخَرُون وفَسَّرُوه بما فَسَّرَ به المصنِّفُ المُجَرْدَل، وقالَ آخَرُون: معْنَاه السُّقوط. ورِوايةُ الجُمْهُور المُخَرْدَلُ بالخاءِ والراءِ ومعْنَاه المُقَطَّعُ بالكَلالِيبِ أو المَصْرُوعُ كما سَيَأْتي، وهذا الحدِيثُ أيْضاً في صحيحِ مُسْلم⁣(⁣٨) في بابِ إثْبات رُؤْية المُؤْمِنين رَبَّهم في الآخِرَةِ. ونَقَلَ النَّوَويُّ في شَرْحِه عن القاضِي عِيَاض ما ذَكَرناه هُنا وقالَ: رَوَاه العُذرِيُّ وغَيرُه، فمنهم المجازي بعَمَلِه ورَوَاه بعضُهم المُخَرْدَلُ، قالَ: ورَوَاه بعضُهم في البُخَاريّ: المُجَرْدَلُ، قالَ: والجَرْدَلَةُ الإِشْرَافُ على الهَلاكِ والسُّقوطِ.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:


(١) اللسان والصحاح.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٥٠ واللسان والأساس والصحاح والمقاييس ١/ ٤٤٥ وعجزه في التهذيب.

(٣) الأساس: صفراء.

(٤) ديوانه ص ٥٤٨ واللسان والتكملة والتهذيب.

(٥) الجمهرة ٣/ ٣١٦.

(٦) الجمهرة ٣/ ٢٩٨ وفيها «جردبيلا» والتكملة.

(٧) في القاموس: «فيما ضَبَطَه».

(٨) صحيح مسلم بشرح النووي ٣/ ٢١ - ٢٢.