[طخرب]:
  سَأَلَتْنِي أَمَتِي عن جَارَتِي ... وإِذَا ما عَيَّ ذو اللُّبِّ سَأَلْ
  سَأَلَتْنِي عن أُنَاسٍ هَلَكُوا ... شَرِبَ الدهرُ عَلَيْهم وأَكَلْ
  وأَرَاني طَرباً في إِثْرِهِمُ ... طَرَبَ الوَالِهِ أَو كالمُخْتَبَلْ
  الوَالِهُ: الثَّاكِلُ. والمُخْتَبَلُ: مَنْ جُنَّ عَقْلُه.
  وفي المحكم، وقَالَ ثَعْلَب: الطَّرَبُ مُشْتَقٌّ مِنَ الحَرَكَة فكَأَنَّ الطَّرَبَ عِنْدَه هُوَ الحَرَكَة(١)، ولا أَعْرِف ذَلِكَ، انْتَهَى.
  والطَّرَبُ: الشَّوْقُ، والجَمْعُ مِنْ ذلِك أَطْرَاب. قَالَ ذو الرُّمَّة:
  إستحدثَ الركبُ عَنْ أَشْيَاعِهِم خَبَراً ... أَمْ رَاجَعَ القلْبَ مِنْ أَطْرَابِه طَرَبُ
  وقد طَرِبَ طَرَباً فهو طَرِبٌ من قَوْم طِرَابٍ، وقَوْلُ الهُذَلِيّ:
  حَتَّى شَآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ ... باتَتْ طِرَاباً وبَاتَ اللَيْلَ لَمْ يَنَم
  يقول: بَاتَتْ هَذِه البَقَر العِطَاشُ طَرَابً(٢) لِمَا رَأَتْه مِنَ الْبَرْق فَرَجَتْه مِنَ الْمَاءِ.
  ورَجُلٌ مِطرَابٌ ومِطرَابَة(٣) وهذه عن اللِّحْيَانيّ وطَرُوبٌ أَي كَثِيرُ الطَّرَب.
  واسْتَطْرَب القَوْمُ: اشْتَد طَرَبُهُم. واسْتَطْرَبْتُه: سَأَلْتُه أَنْ يُطَرِّبَ ويُغَنِّيَ. واسْتَطْرَبَ طَلَبَ الطَّرَب. واللهْوَ.
  واسْتَطْرَبَ الإِبلَ: حَرَّكَهَا بالحُدَاءِ. وإِبِلٌ طِرَابٌ(٤): تَنْزِعُ إِلى أَوْطَانها، وقيل: إِذَا طَرِبَت لحُدَاتِهَا. وطَرِبَت الإِبِلُ للحُدَاءِ. وإِبِلٌ مَطَارِيبُ. وحَمَامَةٌ مِطْرَاب(٥). واسْتَطْرَبَ الحُدَاةُ الإِبِلَ إِذَا خَفَّت في سَيْرِهَا من أَجْل حُدَاتِها. وقال الطِّرِمَّاحُ:
  واسْتَطْرَبَتْ ظُعْنُهم لَمَّا احْزَأَلَّ بِهِم ... آلُ الضُّحَى ناشِطاً من دَاعيَاتِ دَدِ
  يقول: حَمَلَهم على الطَّرَبِ شَوْقٌ نَازِع.
  والتَّطْرِيبُ: الإِطْرَابُ أَطْرَبَه هُو وتَطَرَّبَه. قال الكُمَيْتُ:
  ولم تُلْهِنِي دَارٌ ولا رَسْمُ مَنْزِل(٦) ... ولم يَتَطرَّبْنِي بَنَانٌ مَخَضَّبُ
  كالتَّطَرُّبِ. والتَّطْرِيبُ: التَّغَنِّي. طرَّبَه هو، وطَرِّبَ: تَغَنَّى. قال امْرُؤُ القَيْسِ:
  يُغَرّدُ بالأَسْحَارِ في كل سُدْفَة ... تَغَرُّدَ مَيَّاحِ النَّدامَى المُطَرِّبِ
  ويقال: طَرَّبَ فُلَانٌ في غِنَائه تَطْرِيباً إِذَا رَجَّعَ صَوْتَه وزَيَّنَه. قال امرؤُ القَيْس:
  إِذا طَرَّب الطَّائِرُ المُسْتَحِرْ
  أَي رَجَّعَ(٧).
  والتَّطْرِيب في الصَّوْت: مَدُّهُ وتَحْسِينُه. وطَرَّبَ في قِراءَته: مَدَّ ورجَّعَ، وطرَّبَ الطَّائِرُ في صَوْتِه كَذَلِكَ، وخَصَّ بَعْضُهُم بِهِ المُكَّاءَ. وفُلَانٌ: قَرأَ بِالتَّطْرِيب، وتَقُولُ: إِذَا خَفَقَت المَضَارِيبُ خَفَّت المَطَارِيب.
  وقال اللَّيْثُ: الأَطْرَابُ بالفَتْح نُقَاوَةُ الرَّيَاحِينِ. وقِيلَ: الأطْرَابُ: الرَّيَاحِينُ وإِذكاؤها.
  والمَطْرَبُ والمَطْرَبَةُ بفَتْحِهمَا: الطَّرِيقُ الضَّيِّقُ، ولا فِعْلَ له، والجَمْعُ المَطَارِبُ. قال أَبو ذُؤَيْبٍ:
  وَمَتْلَفٍ مِثْلِ فَرْقِ الرَأْسِ تَخْلِجُه ... مَطَارِبٌ زَقَبٌ أَمْيَالُهَا فيحُ(٨)
  وعن ابن الأَعْرَابِيّ: المَطْرَبُ والمَقْرَبُ: الطَّرِيقُ الوَاضِحُ. والمَتْلَفُ: القَفْزُ(٩). والزَّقَبُ: الضَّيِّقَةُ. ومثل فَرْق الرَّأْس أَي في ضِيقِه. وتَخْلِجُه أَي تَجْذِبه مَطَارِب، أَيْ هذِه الطُرقُ إِلَى هذِه، وهذِه إِلَى هذِه.
(١) عبارة اللسان: وقال ثعلب: الطرب عندي هو الحركة.
(٢) عن اللسان، وبالأصل «طرباً».
(٣) مطرابة: وهو نادر.
(٤) في الصحاح: طوارب.
(٥) الأساس: مطراب الضحى.
(٦) الأساس: دمنة بدل منزل.
(٧) يريد رجّع صوته وقت السحر.
(٨) قوله أمياله فيح: أي واسعة، والميل: المسافة من العَلَم إلى العَلَم.
(٩) سمي: القفر بالمتلف لأنه يتلف سالكه في الأكثر كما سموا الصحراء بيداء لأنها تبيد سالكها.