تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جمل]:

صفحة 119 - الجزء 14

  وجُمْلٌ بالضمِ وجِمَالٌ بالكسرِ وجِمَالَةٌ وجِمالات مُثَلَّثَيْنِ وقَرَأَ حفص ويَعْقوب في رِواية: كأَنَّه جِمَالةُ صُفْرِ⁣(⁣١).

  قالَ ابنُ السِّكَيت: يقالُ للإِبِلِ إذا كانَتْ ذَكُورةً ولم تكنْ فيها أُنْثَى هذه جِمَالةُ بني فلانٍ وقَرَأَ ابنُ عَبَّاسٍ ® والحَسَنُ البَصْرِيُّ وقَتَادَة جُمالات بالضمِ أَيْضاً. وقَرَأَ عُمَرُ بنُ الخَطَّاب جِمالات. قالَ الفرَّاءُ: وهو أَحَبُّ إليَّ لأَنَّ الجِمَالَ أَكْثَرُ من الجِمَالَةِ في كلامِهِم، وهو يجوزُ كما يقالُ حَجَر وحِجارَةٌ وذَكَر وذِكَارة، إلَّا أنَّ الأَولَ أَكْثَر. وواحِدُ جِمالات جِمَالٌ كرِجالٍ ورِجَالات. وقد يَجوزُ جَعْل واحِدُ جِمَالات جِمَالة. ومَنْ قَرَأَ جُمَالات بالضمِ فَقَدْ يكونُ من الشيءِ المُجْمَل. ورُوِي عن ابنِ عبَّاسٍ أَنَّه قالَ: الجِمَالاتُ: حِبَالُ السُّفُنِ يُجْمَعُ بعضُها إلى بعضٍ حتى تكونَ كأَوْساطِ الرِّجالِ.

  وجَمائِلُ وأَجامِلُ والجامِلُ القَطيعُ منها أَي من الإِبِلِ برُعاتِه وأَرْبابه كالبَاقِرِ والكَالِبِ قالَ طَرَفَةُ:

  وجاملٍ خَوَّعَ من نِيبِه ... زَجْرُ المُعْلَّى أُصُلاً والسَّفيح⁣(⁣٢)

  وهذا يدلُ على أنَّ الجامِلَ يَجْمَعُ الجِمالَ والنُّوقَ لأَنَّ النِّيبَ الإِناثُ واحِدَتُها نابٌ. وقالَ النابِغَةُ الذُّبْيانيُّ:

  ولا أَعْرَفَنّي بَعْدَ مَا قد نَهَيْتُكُم ... أُجَادِلُ يوماً في شَوِيّ وجامِلِ⁣(⁣٣)

  وقالَ أبُو الهَيْثم، قالَ أَعْرَابيُّ الجامِلُ الحَيُّ العظيمُ وأَنْكَرَ أَنْ يكونَ الجامِلُ الجَمالُ وأَنْشَدَ:

  وجامل حَوْم يَرُوح عَكَرُه ... إِذا دنا من جُنْحِ ليلٍ مَقْصِرُه

  يُقَرْقِر الهَدْرَ ولا يُحَرْجِرُه⁣(⁣٤)

  قالَ: ولم يَصْنَع الأَعْرَابيُّ شيئاً في إنْكَارِه أَنَّ الجامِلَ الجِمَال.

  والجُمَالَةُ: كثُمَامَةٍ الطَّائفةُ منها وقد تقدَّمَ أنَّه جَمْعُ جَمَل وبه قَرَأَ حَفص ويَعْقوب أَو القَطيعُ⁣(⁣٥) من النُّوقِ لا جَمَلَ فيها. وتقدَّم عن ابنِ السِّكِّيت خِلافُ ذلك، ويُثَلَّثُ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. وقالَ أَبُو عَمْرٍو: الجُمَالَةُ: الخَيْلُ ج جُمال كرُخَالٍ نادِرٌ ومنه قَوْلُ الشاعِرِ:

  والأُدْمُ فيه يَعْتَرِكـ ... ـنَ بِجَوِّهِ عَرْكَ الجُمَالَه⁣(⁣٦)

  كما في العُبَابِ.

  والجَميلُ كأَميرٍ الشَّحْمُ الذَّائبُ وقيلَ: هو الشَّحْمُ يُذَابُ فكُلَّمَا قَطَر وُكِّفَ على الخُبْزِ ثم أُعِيدَ، وقيلَ: هو الشَّحْمُ يُذَابُ ثم يُجْمَلُ أَي يُجْمَعُ قالَ:

  فإِنّا وَجَدْنا النِّيبَ إِذ يقصدونها ... يَعيشُ بَيننا شحمُها وجميلُها⁣(⁣٧)

  واسْتَجْمَلَ البعيرُ صار جَمَلاً وذلِكَ إِذا صارَ بازِلاً قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ولا يُسَمَّى⁣(⁣٨) إِلَّا إِذا نَزَا.

  والجَمَّالَةُ مُشدَّدةً أَصحابُها أَي الجِمالُ كالخَيَّالةِ والحمَّارةِ قالَ عبدُ مَنَافٍ بنُ رِبْعِ الهُذَليُّ:

  حتى إِذا أَسْلكُوهم في قُتَائِدة ... شَلَّا كما تَطْرُد الجَمَّالةُ الشُّرُدا⁣(⁣٩)

  وناقةٌ جُماليَّةٌ بالضم وثيقَةٌ⁣(⁣١٠) الخَلْقِ كالجَمَلِ تُشَبَّه به في عظمِ الخَلْقِ والشدَّةِ قالَ الأَعْشَى يَصِفُ ناقَتَه:

  جُمَاليَّة تَغْتَلي بالرِّدَاف ... إِذا كَذَّبَ الآثِماتُ الهَجِيِرا⁣(⁣١١)

  ورجُلٌ جُماليُّ أَيْضاً ضَخْمُ الأَعْضَاءِ تامُّ الخَلْقِ كالجَمَلِ ومنه حدِيثُ الملاعنة: «وإِنْ جاءَتْ به أَوْرَق جَعْداً جُمَالِيّاً خذْلج السَّاقَيْن سَابِغ الأَلْيَتَيْن فهو للذي رُمِيَتْ به».

  والجَمَلُ محرَّكَةً النَّخْلُ على التَّشْبيهِ بالجَمَلِ في طولِها


(١) المرسلات الآية ٣٣.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٦ واللسان والتهذيب.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٩٤ والضبط عنه.

(٤) اللسان والتهذيب بدون نسبة والتكملة.

(٥) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: القِطْعَةُ.

(٦) القاموس واللسان.

(٧) التهذيب.

(٨) في الأساس: ولا يسمى جملاً إلا إذا بزل، ونبه على ذلك بهامش المطبوعة المصرية.

(٩) ديوان الهذليين ٢/ ٤٢ واللسان والصحاح.

(١٠) ضبطت بالتنوين في القاموس، وقد تصرف الشارح بالعبارة.

(١١) ديوانه ط بيروت ص ٨٧ واللسان والصحاح والتهذيب.