تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خمل]:

صفحة 213 - الجزء 14

  وخَمَلَ البُسْرَ وَضَعَه في الحَرِّ⁣(⁣١) أو نَحْوِهِ ليَلينَ، كذا في النسخِ وهو غَلَطٌ، والصوابُ: في الجَرِّ ونَحوِهِ ليَلينَ، كما هو نصُّ العُبَابِ، وهو قَوْلُ ابنِ دُرَيْدٍ، ونَصُّ المُحْكَمِ: في الجِرَارِ ونحوِها.

  والخَمْلُ: بالفتحِ هُدْبُ القَطيفَةِ ونحوِها ممَّا يُنْسَخُ ويُفْضَلُ له فُضولٌ.

  وقد أَخْمَلَها جَعَلَها ذاتُ خَمْلٍ أَي هُدْبٍ.

  والخَمْلُ أَيْضاً: الطِنْفِسَةُ قال عمْرُو بنُ شاسٍ:

  ومن طُعُنٍ كالدَّوْم أَشْرف فَوْقها ... ظِباءُ السُّلَيِّ واكناتٍ على الخَمْلِ⁣(⁣٢)

  أي جَالِسَات على الطَّنَافسِ.

  والخَمْلُ أَيْضاً: سَمكٌ.

  وقالَ اللَّيْثُ ضَرْبٌ من السَّمَكِ مِثْل اللُّخْم، أَو الصَّوابُ بالجيمِ محرَّكةً.

  وقالَ الأَزْهَريُّ: لا أَعْرفُه بالخاءِ في بابِ السَّمكِ، وأَعْرفُ الجَمَلَ، فإنْ صحَّ الخَمَل لِثَقَةٍ⁣(⁣٣) وإلَّا فلا يَعْبَأْ به.

  والخِمْلُ: بالكسرِ والضمِ وكغُرَابٍ⁣(⁣٤) وغُرَابيِّ الحَبيبُ المُصافِي، كما في العُبَابِ، وكأَنَّه مَقْلوبُ الخلم الذي هو الصَّديقُ الخالِصُ.

  والخَمْلَةُ: الثَّوبُ المُخْمَلُ من صوفٍ كالكِساءِ ونحوِه له خَمْلٌ، قالَهُ اللَّيْثُ.

  وقالَ الأَزْهَرِيُّ: الخَمْلَةُ: العَبَاءُ القَطَوانِيَّةُ وهي البِيض القصيرةُ الخَمْلِ، ويُكْسَرُ وقد تقدَّمَ قَرِيباً فهو تِكْرارٌ. والخِمْلَةُ بالكسرِ بِطانَةُ الرَّجُلِ وسَريرَتُه. ويقالُ: اسْأَلْ عن خِمْلاتِه أي عن أسْرارِه ومَخازيهِ.

  وقالَ الفرَّاءُ: يقالُ هو لئيمُ الخِمْلَةِ وكَريْمُها هكذا رَوَاهُ سَلَمَةُ عنه. أو خاصٌّ باللّوْمِ يقالُ: هو خبيثُ الخِمْلَةِ ولَئِيْمُها، قالَهُ أَبو زَيْدٍ، قالَ: ولم يُسْمعْ حَسَن الخِمْلَةِ.

  والخُمَالُ: كغُرابٍ داءٌ في مَفاصِلِ الانسانِ وهو شبْهُ العَرَجِ، قالَ الكُمَيْتُ:

  ونسيانهم ما أُشْرِبُوا من عداوةٍ ... إذا انَسِيَتْ عُرْجُ الضِّباع خُمَالَها⁣(⁣٥)

  ويَأْخذُ في قَوائِمِ الحَيَوانِ الخَيْل والشّاءِ والإِبِلِ تَظْلَعُ منه⁣(⁣٦)، قالَ الأَعْشَى يصِفُ نَجِيْبَةً:

  لم تُعَطَّفْ على حُوارٍ ولم يَقْ ... طَعْ عُبَيْدٌ عُرُوقها من خُمَالِ⁣(⁣٧)

  قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هو ظَلعٌ يكونُ في قوائِمِ الإِبِلِ فيُدَاوَى بقَطْعِ العِرْقِ.

  وفي التَّهْذِيبِ: داءٌ يأْخذُ الفَرَسَ فلا يَبْرَح حتى يُقْطَع منه عِرْقٌ أَو يَهْلِك؛ وأَيْضاً: داءٌ يأْخذُ في قائِمَةِ الشاءِ ثم يَتَحَوَّلُ في القوائِمِ يَدُورُ بَيْنهنَّ.

  وقَدْ خُمِلَ كعُنِيَ فهو مَخْمُولٌ.

  وبنو خُمَالَةَ كثُمامَةٍ بَطْنٌ، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَحْسَبُهم من عبدِ القَيْسِ⁣(⁣٨).

  والخَمِيلُ: كأَميرٍ مالانَ من الطَّعامِ، يعْنِي الثَّريدَ، نَقَلَه ابنُ سِيْدَه وهو مجازُ.

  وأَيْضاً: السَّحابُ الكَثيفُ عن ابنِ دُرَيْدٍ وهو مجازٌ أَيْضاً.

  وأَيْضاً: الثِّيابُ المُخْمَلَةُ وبه فُسِّرَ قَوْلُ الأَعْشَى:


(١) في القاموس «في الجرّ» وعلى هامشه عن نسخة أخرى: «الجِرارِ» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: في الحرّ أو نحوه، هكذا في خط الشارح وهي النسخة التي خطأها، والذي في النسخ المطبوعة مثل ما في العباب ا ه» وعلى هامش القاموس: «قوله: في الجر الخ هو نص العباب جمع جرة، ونص المحكم: في الجرار ونحوها ا هـ مصححه» وانظر الجمهرة ٢/ ٢٤٢.

(٢) اللسان وعجزه في الصحاح.

(٣) في التهذيب: «لثقةٍ» فاقبله، وإلّا ... ففيه نظر».

(٤) عبارة «كغراب وغرابي» مضروب عليه بنسخة المؤلف، أفاده على هامش القاموس عن نسخة أخرى.

(٥) عجزه في الصحاح واللسان.

(٦) في القاموس: يظلع منه.

(٧) ديوانه ط بيروت ص ١٦٤ واللسان والصحاح والتهذيب والمقاييس ٢/ ٢٢١.

(٨) الذي في الجمهرة ٢/ ٢٤٢ وبنو خُملة بطن من العرب زعموا، أحسبهم من قيس.