تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دحل]:

صفحة 230 - الجزء 14

  والدَّحُولُ: كصَبْورٍ الرَّكِيَّةُ التي تُحْفَرُ فَيوجَدُ ماؤُها تحتَ أَجْوالِها فَتُحْفَرُ حتى يُسْتَنْبَطَ ماؤُها من تحت جَالِها.

  والبِئْرُ الدَّحُولُ: هي الواسِعَةُ الجَوانِبِ وقيلَ: بئرٌ دَحُولٌ ذات تَلَجُّفٍ في نَواحِيها.

  والدَّحُولُ مِنَ الإِبِلِ مِثْلُ العَنُودِ وهي ناقةٌ تُعارِضُ الإِبِلَ وتُدَاحِلُها مُتَنَحِّيَةً عنها.

  ودَحَلَ كَمَنَعَ دَحلاً: حَفَرَ في جَوانِبِ البِئْرِ كما في الصِّحاحِ.

  أَو دَحَلَ صارَ في جانِبِ الخِباءِ ومنه حديثُ أَبي هُرَيْرةَ ¥: وسَألَه رجُلّ مِصْرَادٌ أَفأُدْخِل المِبْوَلَة معي في البيتِ؟ قالَ: نعم، وادْحُلْ في الكسْرِ؟ شَبَّه جَوانِبَ الخِباءِ ومَدَاخِلِه بالهُوَّةِ التي تكونُ في أَسافِلِ الأَوْديةِ، يقُولُ: صِرْ فيها كالذي يصيرُ في الدَّحْلِ.

  والدَّاحولُ: ما يَنْصِبُهُ الصَّائِدُ من خَشَبَات على رُؤوسِها خِرَقٌ للحُمُرِ، زَادَ الأَزْهَرِيُّ: والظّبَاءِ.

  واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ والصَّاغانيّ كما اقْتَصَرَ ابنُ سِيْدَه على الحُمُرِ، كأَنَّها طَرَّاداتٌ قِصَارٌ تُرْكَز في الأَرض ج دَواحِيلُ، ورُبَّما نَصَبَها الصائِدُ ليلاً للظِّباءِ ورَكَزَ دَواحِيلَه وأَوْقَدَ لها السِّرَاجَ.

  ودَحْلانُ كسَحْبانٍ ة بالمَوْصِل، أَهْلُها أَكْرادٌ لصوصٌ.

  ويقالُ: دَحَلَ عَنِّي وزَحَلَ كمَنَعَ. وفي نسخةٍ كفَرِحَ وهو غَلَطٌ، إِذا تَباعَدَ، كما في العُبَابِ والتَّهْذِيبِ، أَو دَحَلَ إِذا فَرَّ واسْتَتَرَ وخافَ، قالَ:

  ورَجُل يَدْحَلُ عني دَحْلاً ... كدَحَلان البَكْر لاقَى فَحْلاً⁣(⁣١)

  وفي حديثِ أَبي وائِلٍ: «وَرَدَ علينا كتابُ عُمَرَ ونحن بخانِقِين إِذا قالَ الرجلُ للرَّجلِ لا تَدْحَل فقد آمَّنه»⁣(⁣٢) أَي لا تَفِرّ ولا تَسْتَتِر.

  وقالَ شَمِرٌ: سَمِعْت عَليّ بنَ مُصْعَبٍ يقولُ: لا تَدْحَلْ. بالنَّبَطِيَّة، لا تَخَفْ.

  وقالَ الأَزْهَرِيُّ: سَمِعْتهم يقُولُون: دَحَلَ فلانٌ إِذا دَخَلَ في الدَّحْلِ بالحاءِ.

  وقالَ غيرُه: كأَدْحَلَ.

  ودَاحَلَهُ مُدَاحَلَةً: رَاوَغَهُ.

  وفي التَّهْذِيبِ خادَعَه وماكَسَه.

  وقيلَ: دَاحَلَه: كتَمَ ما عَلِمَهُ وأَخْبَرَ بغيرِهِ نَقَلَه شَمِرٌ عن الأَسَدِيَّةِ.

  والدِّحَالُ ككِتابٍ الإِمْتِناعُ، وبه فَسَّرَ الأَصْمَعِيُّ قَوْلَ أُمَيَّة الهُذَليّ الذي سَبَقَ حَيَدَى بالدِّحَالِ، قالَ: كأَنَّه يُوارِبُ⁣(⁣٣) ويَعْصِي، وليسَ مِنَ الدَّحْلِ الذي هو السَّرَبُ، وأَمَّا قَوْلُ ذي الرُّمَّةِ:

  من العَضِّ بالأَفْخادِ أَو حَجبَاتِها ... إِذا رَابَه اسْتِعصاؤُها ودِحَالُها⁣(⁣٤)

  فإِنَّه يُريدُ: أَنْ تميلَ في أَحدِ شِقَّيها، ويُرْوَى: حِدَالُها أَي مُرَاوَغتها، ويُرْوَى: عدَالُها، وهو أَنْ تَعْدِلَ عن الفَحْلِ.

  ودَحْلٌ: بالفتحِ ع قُرْبَ حَزْنِ بَني يَرْبوعٍ قالَ لَبِيدُ ¥:

  فَبَيَّتَ رزقاً من سَرارٍ بسُحْرَةٍ ... ومِنْ دَحْلَ لا يخشَى بهنّ الحبائلا⁣(⁣٥)

  وقالَ أَيْضاً:

  فَتَصيَّفا ماءً بِدَحْلٍ سَاكناً ... يَسْتنُّ فوق سَرَاتِه العلجومُ⁣(⁣٦)

  كما في العُبَابِ.

  وفي المُحْكَمِ: وأَمَّا ما تَعْتادُه الشَّعراءُ من ذِكْرِها الدَّحْلَ من أَسْماءِ المَوَاضِعِ كقَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ:


(١) اللسان والتكملة والتهذيب.

(٢) في اللسان والتهذيب: أمَّنه.

(٣) عن التكملة وبالأصل «يدارب».

(٤) ديوانه ص ٥٣٣ واللسان والتكملة وعجزه في التهذيب، ونقدم في مادة «حدل».

(٥) ديوانه ط بيروت ص ١١٥ ومعجم البلدان «دحل».

(٦) ديوانه ص ١٥٥ ومعجم البلدان «دحل».