تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دحقل]:

صفحة 232 - الجزء 14

  قُمْتُ الوَادِي، وما جاءَ من ذلِكَ فإِنَّما هو بحذْفِ حَرْفِ الجرِ نحوَ دَخَلْت البَيْتَ ونَزلْت الوَادِي وصَعَدْت الجَبَل. انْتَهَى.

  وفي المُحْكَمِ: دَاخِلُ كلّ شيءٍ: باطِنُه الدَّاخِل؛ قالَ سِيْبَوَيْه: وهو من الظرُوفِ التي لا تُسْتَعْمَل إِلَّا بالحرْفِ يعْنِي لا يكون إِلَّا اسْماً كأَنَّه مُخْتصٌ كاليَدِ والرجْلِ.

  وداخِلَةُ الإِزارِ: طَرَفُهُ الدَّاخِلُ الذي يَلي الجَسَدَ، ويَلي الجانِبَ الأَيْمَنَ من الرَّجُلِ إِذا ائْتَزَرَ، ومنه الحدِيثُ: «فليَنْزع داخِلَة إِزاره وليَنْفُض بها فِرَاشَه». وفي حدِيثِ العائِنِ: «يغْسلُ دَاخِلَة إزارِهِ»، أَي مَوْضِعه من جَسَدِه لا الإِزارَ.

  وقالَ ابنُ الأَنْبارِي: قالَ بعضُهم: دَاخِلَة الإِزارِ مَذَاكِيرُه، كَنَّى عنها كما يُكَنَّى عن الفَرْج بالسَّراويلِ. فيقالُ: فلانٌ نَظِيفُ السَّرَاوِيل؛ وقالَ بعضُهم: دَاخِلَة إِزارِه الوَرِكُ.

  وداخِلَةُ الأَرضِ: خَمَرُها وغامِضُها؛ يقالُ: ما في أَرضِهم دَاخِلَةٌ من خَمَرٍ، ج دَواخِلُ، كما في التَّهْذِيبِ.

  ودَخْلَةُ الرَّجُلِ مُثَلَّثَةً، عن ابنِ سِيْدَه، ودَخيلَتُه ودَخِيلُه ودُخْلُلُهُ، بضمِ اللَّامِ وفَتْحِها، ودُخَيْلاؤُهُ، بالضمِ والمدِ، وداخِلَتُه ودُخَّلُهُ كسُكَّرٍ ودِخالُهُ ككِتابٍ، وقال اللّيْثُ: هو بالضمِ، ودُخَّيْلاهُ كسُمَّيْهَى ودِخْلُهُ بالكسرِ والفتحِ، فهي أَرْبَعَة⁣(⁣١) عَشَرَ لُغَة والمعْنَى: نِيَّتُه ومَذْهَبُه وجَميعُ أَمرِهِ وخَلَدُهُ وبِطانَتُه، لأَنَّ ذلِكَ كُلَّه يُدَاخِلُه، وقد يُضَافُ كلُّ ذلك إِلى الأَمْرِ فَيقالُ: دُخْلَة أَمْرِه، ومعْنَى الكُلِّ: عَرَفْت جَمِيعَ أَمْرِه.

  والدَّخِيلُ⁣(⁣٢) والدُّخْلُلُ: كقُنْفُذٍ ودِرْهَمٍ المُداخِلُ المُباطِنُ، وبَيْنهما دُخْلُلٌ ودِخْلَلٌ أَي خاصٌّ يُدَاخِلُهم قالَهُ اللّحْيانيُّ؛ قالَ ابنُ سِيْدَه: ولا أَعْرفُ ما هو.

  وفي التَّهْذِيبِ: قالَ أَبو عُبَيْدَةَ: بَيْنهم دُخْلُلٌ ودُخْلَلٌ أَي إِخاءٌ ومودَّةٌ.

  وداخِلُ الحُبِّ ودُخْلَلُهُ: كجُنْدَبٍ وقُنْفُذٍ صَفاءُ داخِلِهِ، عن ابنِ سِيْدَه.

  والدَّخَلُ: محرَّكةً ما داخَلَكَ من فَسادٍ في عَقْلٍ أَوْ جِسْمٍ، وقد دَخِلَ كفَرِحَ وعُنِيَ دَخْلاً بالفتحِ ودَخَلاً بالتحريكِ فهو مَدْخُولٌ.

  والدَّخَلُ: الغَدْرُ والمَكْرُ والدَّاءُ والخَديعَةُ، يقالُ: هذا أَمْرٌ فيه دَخَلٌ ودَغَلٌ وقَوْلُه تعالَى: {وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ}⁣(⁣٣) أَي مكْراً وخَديعَةً ودَغَلاً وغِشّاً وخيانةً.

  والدَّخْلُ: العَيْبُ الدَّاخِلُ في الحَسَبِ، ويُفْتَحُ عن الأَزْهَرِيّ.

  والدخلُ الشَّجَرُ المُلْتَفُّ كالدغلِ بالغَيْنِ كما سَيَأْتي.

  والدخل: القومُ الذين يَنْتَسِبونَ إِلى من لَيْسوا منهم.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: وأَرَى الدخل هنا اسْماً للجَمْعِ كالروحِ والخولِ.

  وداءٌ دَخيلٌ، وحُبٌّ دَخيلٌ أَي داخِلٌ.

  ودَخِلَ أَمْرُهُ كفَرِحَ دَخَلاً فَسَدَ دَاخِلُهُ وقَوْلُ الشاعِرِ:

  غَيْبي له وشَهَادتي أَبداً ... كالشمسِ لا دَخِنٌ ولا دَخْل⁣(⁣٤)

  يجوزُ أَنْ يُريدَ: ولا دَخِل أَي ولا فَاسِد فخفَّفَ، ويجوزُ أَنْ يُريدَ: ولا ذُو دَخْل، فأَقامَ المُضافَ إِليه مُقام المُضافِ.

  وهو دَخيلٌ فيهم أَي من غيرِهم، ويَدْخُلُ فيهم، هكذا في النسخِ، وفي المُحْكَمِ: فتَدْخُلُ فيهم، والأُنْثَى دَخِيلٌ أَيْضاً.

  والدَّخيلُ كلُّ كَلِمَةٍ أُدْخِلَتْ في كَلامِ العَرَبِ ولَيْسَتْ منه، أَكْثَر منها ابنُ دُرَيْدٍ في الجَمْهَرَةِ.

  والدَّخِيلُ: الحَرْفُ الذي بَيْن حَرْف الرَّوِيِّ وأَلِفِ التَّأْسيسِ كالصَّادِ من قَوْلِه:

  كِلِيني لِهَمٍّ يا أُمَيْمة ناصب⁣(⁣٥)

  سُمِّي به لأَنَّه دَخِيلٌ في القَافيةِ، أَلا تَراهُ يَجِيءُ مُخْتلفاً بعدَ الحَرْفِ الذي لا يجوزُ اخْتِلافه أَعْني أَلِفَ التَّأْسيسِ؟

  والدَّخِيلُ: الفَرَسُ الذي يُخَصُّ بالعَلَفِ، وهذا غَلَطٌ،


(١) الصواب: أربع عشرة لغة.

(٢) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «والدُّخْلُلُ».

(٣) النحل الآية ٩٤.

(٤) اللسان.

(٥) مطلع قصيدة للنابغة الذبياني. ديوانه ط بيروت ص ٩ وعجزه:

وليلٍ أقاسيه بطيء الكواكبِ