تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دلل]:

صفحة 240 - الجزء 14

  وأَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍو:

  تَدَكَّلَتْ بعدِي وأَلْهَتها الطُّبَن ... ونحن نعْدُو في الخَبار والجَرَن⁣(⁣١)

  وقيلَ: تَدَكَّلَ عليه: انْبَسَطَ كما في المُحْكَمِ.

  وقيلَ: تَرَفَّعَ في نَفْسِه.

  وقيلَ: اعْتَزَّ، كلُّ ذلِكَ مُتقارِبٌ كما في المُحْكَمِ.

  وقيلَ: تَدَكّلَ إِذا تَخامَلَ، هكذا في النسخِ ونَصّ ابنِ عَبَّادٍ في المُحِيطِ: تَخايَلَ.

  وقيلَ: تَدَكَّلَ إِذا تَبَاطَأَ كما في العُبَابِ.

  ودُكَّالَةُ كَرُمَّانَةٍ وضَبَطَه الصَّاغَانيُّ بفتحِ الدَّالِ، د بالمَغْرِبِ للبَرْبَرِ.

  وقالَ أَبُو العَبَّاسِ: الأَدْكَلُ: الأَدْكَنُ، جَمْعُه دُكْل ودُكْن، وهي الرماحُ التي فيها دُكْنة، وعَزَاهُ الأَزْهَرِيُّ إِلى أَبي عَمْرٍو، وأَنْشَدَ:

  عَليٌّ له فَضْلانِ فَضْلُ قَرَابة ... وفَضْلٌ بنَصْلِ السيفِ والسُّمُر الدُّكْل⁣(⁣٢)

  وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: يقالُ بها دَكَلَةٌ من صِلِّيانٍ محرَّكةً وظاهِرُ سِياقِ المصنِّفِ أَنَّه بالفتحِ وليسَ كذلِكَ، أَي بَقِيَّةٌ منه تشبعُ غَنَمها من حَسَافتِها أَي يَبِيسها، أَو قِطْعَةٌ منه.

  ودَكَّلَ الدَّابَّةُ تَدْكيلاً مَرَّغَها.

  وتقُولُ النَّصارَى للمُتَنَبِّئ مَعَه رُوْحٌ دَكالَى كسَكَارَى، وهو اسمُ شَيْطانٍ، كما في العُبَابِ.

  * وممّا يُسْتَدْركُ عَلَيْه:

  الدَّكِيلُ المَدْكُولُ وهو المَوطُوءُ.

  والدَّكَلُ: بَقَايا الماءِ الواحِدَةُ دَكَلَةٌ عن ابنِ عَبَّادٍ.

  [دلل]: دَلُّ المَرْأَةِ ودَلالُها ودالُولاؤُها، وهذه من العُبَابِ، تَدَلُّلُها على زَوْجِها وذلِكَ أَنْ تُريهِ جَراءَةً عليه في تَغَنُّجٍ وتَشَكُّلٍ؛ وفي التَّهْذِيبِ: وشَكْلٍ، كأَنَّها، وفي بعضِ نسخِ المُحْكَمِ: كأَنَّما، تُخالِفُهُ⁣(⁣٣) وما بها خِلافٌ. وامْرَأَةٌ ذاتُ دَلٍّ أَي شِكْل تَدِلُّ به.

  وقد دَلَّتْ تَدِلُّ وهو صَرِيحٌ في أَنَّه من حَدِّ ضَرَبَ، ومِثْلُه في العُبَابِ والمُحْكَمِ، واقْتَصَرَ عليه جماعَةٌ، وقالَ بعضٌ: إِنّه من بابَيْ تَعِبَ وضَرَبَ كما نَقَلَه شيْخُنا.

  وفي التَّهْذِيبِ: قالَ شَمِرٌ: دَلالُ المرْأَةِ ودَلُّها: حُسْنُ الحدِيثِ وحُسْنُ المُزَاح⁣(⁣٤) والهَيْئةِ وأَنْشَدَ:

  فإن كانَ الدَّلالُ فلا تلحي ... وإن كان الوَدَاع فبالسِّلام⁣(⁣٥)

  ويقالُ: هي تَدِلُّ عليه أي تَجْتَرِئُ عليه.

  وقَوْلُ سَعْدٍ رَضِيَ الله تعالَى عنه: «بَيْنا أَنَا أَطُوف بالبَيتِ إذا رَأَيْت امْرَأَةً أَعْجبَنِي دَلُّها».

  قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الدَّلُّ كالهَدْيِ وهُما من السَّكِينَةِ والوَقارِ وحُسْنِ الهَيْئةِ والمَنْظَرِ والشَّمائِلِ وغَيْر ذلِكَ ومِثْله قَوْل الهَرَويّ في الغَرِيْبَيْن، ومنه قَوْلُ حذيفَةَ رَضِيَ الله تعالَى عنه: «ما أَعْلَم أَحَداً أَقْرب سَمْتاً ولا هَدْياً ولا دَلًّا من رَسُولِ الله، حتى يُوارِيَه جِدارُ الأَرْضِ من ابنِ أُمِّ عَبْدٍ».

  وأَدَلَّ عليه انْبَسَطَ عليه كتَدَلَّلَ، كما في المُحْكَمِ، قالَ امْرُؤ القَيْسِ:

  أَفَاطِمَ مَهْلاً بعضَ هذا التَّدَلُّلِ ... فإِنْ كُنْتِ قد أَزْمَعْتِ صَرْمي فأَجْمِلي⁣(⁣٦)

  وأَدَلَّ أَوْثَقَ، هكذا هو في النسخِ، ونَصّ الجَمْهَرةِ: أَدَلَّ عليه وَثُقَ بِمَحَبَّتِهِ فأَفْرَطَ عليه، ومنه المَثَلُ: أَدَلَّ فأَمَلَّ.

  وأَدَلَّ على أَقْرانِهِ إذا أَخَذَهُم من فَوْقُ وكذا البازيُّ على صَيْدِهِ، قالَ مالِكُ بنُ خالِدٍ الخناعيُّ:

  لَيْثٌ هِزَبْرٌ مُدِلّ عند خِيسَتِهِ ... بالرَّقْمَتَينِ له أَجْرٍ وأَعْرَاسِ⁣(⁣٧)

  وأَدَلَّ الذِّئبُ: جَرِبَ وضَوِيّ نَقَلَه الصَّاغانيُّ:


(١) اللسان ونسبه لأبي حُيَيَّة الشيباني.

(٢) اللسان وعجزه في التكملة.

(٣) عن القاموس وبالأصل «تحالفه» بالحاء المهملة.

(٤) اللسان والتهذيب: «المزح».

(٥) اللسان والتهذيب.

(٦) من معلقته، ديوانه ص ٣٧ برواية: «وإن كنت».

(٧) ديوان الهذليين ٣/ ٤.