تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ركل]:

صفحة 293 - الجزء 14

  وفي قَصِيدةِ كَعْبِ بنِ زُهَيْرٍ:

  فيها على الأَيْن إِرْقالٌ وتَبْغِيل

  وأَرْقَلَ المَفَازَةَ: قَطَعَها، قالَهُ اللَّيْثُ، وأَنْشَدَ للعجَّاجِ:

  لا هُمَّ ربَّ البَيْت والمُشَرَّق ... والمُرْقِلاتِ كُلَّ سَهْبٍ سَمْلَق⁣(⁣١)

  قالَ الأَزْهَرِيُّ: وهذا خَطأٌ من اللَّيْثِ، ومعْنَى قَوْل العَجَّاجِ: أَي وربَّ المُرْقِلاتِ في كُلِّ سَهْبٍ، وهي الإِبِلُ المُسْرعَةُ، ونَصَبَ كُلَّ لأَنَّه جَعَلَه ظرفاً، ونبَّه عَلَيه ابنُ سِيْدَه أَيْضاً، فتَقْليدُ المصنِّفِ اللَّيْثَ في هذا الحَرْف غَيْر وَجِيهٍ فاعْلَم ذلِكَ.

  وناقَةٌ مِرْقالٌ، كمِحْرابٍ، ومُرْقِلٌ ومُرْقِلَةٌ كمُحْسِنٍ ومُحْسِنَةٍ: مُسْرِعَةٌ، الأَخيرَةُ عن ابنِ سِيْدَه، أَي كثيرَةُ الإِرْقالِ؛ قالَ طَرَفَةُ:

  وإِنّي لأُمْضِي الهَمَّ عِندَ احْتِضارِه ... بعَوْجاء مِرْقالٍ تَروحُ وتَغْتدِي⁣(⁣٢)

  والمِرْقالُ: لَقَبُ هاشِمِ⁣(⁣٣) بنِ عُتْبَةَ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ الزَّهْريّ ابن أَخي سَعْد من مُسْلِمَةِ الفَتْحِ، لأَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ الله تعالَى عنه أَعْطاهُ الرَّايَةَ بِصِفّينَ فكانَ يُرْقِلُ بها أَي يُسْرِعُ، وقد قُتِلَ بصِفِّينَ رَضِيَ الله تعالَى عنه.

  وأَبُو المِرْقالِ: كُنْيَةُ الزَّفَيانِ وهو لَقَبٌ واسْمُهُ عَطاءٌ بنُ أَسيدٍ أَحَدُ بَني عُوافَةَ وسَيَأْتِي في ز ف ي إنْ شَاءَ الله تعالَى.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  نُوقٌ مَرَاقِيل.

  وأَرْقَلُوا في الحَرْبِ: أَسْرَعُوا، وهو مجازٌ.

  وفلانٌ يرقل في الأُمورِ وهو مِرْقالٌ، واسْتَعَارَ أَبُو حَيَّة النُّمَيْريّ الإِرْقالَ للرِّمَاحِ فقالَ:

  أَما إِنَّه لو كانَ غَيْرك أَرْقَلَتْ ... إِليه القَنا بالرَّاعِفات اللهازِم⁣(⁣٤)

  يعنِي الأَسِنَّة.

  وقالَ الفرَّاءُ: فرات بارقلي ثلاثَةُ أَسْماءٍ جُعِلَت اسْماً واحِداً وليسَ له نَظِيرٌ.

  [ركل]: الرَّكْلُ: ضَرْبُكَ الفَرَسَ بِرِجْلِكَ ليَعْدُوَ.

  وأَيْضاً: الضَّرْبُ برِجْلٍ واحِدَةٍ، رَكَلَه يَرْكُلُه رَكْلاً. وقيلَ: هو الرَّكْضُ بالرِّجْل. وقيلَ: هو الرَّفْسُ. وقيلَ: الضَّرْبُ بالأَرْجُلِ.

  وتقولُ لأَرْكُلَنَّكَ رَكْلَةً لا تأْكُل بعْدَها أَكْلَةً.

  وقد تَراكَلَ القَوْمُ والصّبْيانُ: رَكَلُوا بَعْضُهم بعضاً بأَرْجُلِهم.

  والرَّكْلُ: الكُرَّاثُ وهو الطيطان عن ابنِ الأعْرَابيِّ؛ وخَصّه ابنُ دُرَيْدٍ. بلغَةِ عبدِ القَيْسِ⁣(⁣٥)، ومِثْلُه في الكَامِلِ للمُبَرِّدِ، قالَ الشاعِرُ:

  أَلَا حَبَّذا الأَحَساءُ طِيبُ تُرابِها ... ورَكْلٌ بها غادٍ عَلَينا ورَائحُ⁣(⁣٦)

  وبائِعُهُ: رَكَّالٌ، كشَدَّادٍ.

  والرَّكْلَةُ: الحُزْمَةُ من البَقْلِ.

  وو المِرْكَلُ: كمِنْبَرٍ، الرَّجُلُ، هكذا هو في النسخِ، والصَّوابُ بكسْرِ الراءِ وسكونِ الجيمِ، وخَصّه في اللِّسَانِ: برِجْلِ الرَّاكِبِ.

  والمَرْكَلُ: كمقْعَدٍ، الطَّريقُ لأَنَّه يُضْرَبُ بالرِّجْلِ.

  والمَرْكَلُ أَيْضاً: حَيْثُ تُصيبُهُ بِرِجْلِكَ من الدَّابَّةِ إذا حَرَّكْته للرَّكْضِ وهُما مَرْكَلان، والجَمْعُ مَرَاكِلٌ، قالَ عَنْتَرَةُ:

  وحَشِيَّتِي سَرْجٌ على عَبْل الشَّوَى ... نَهْدٍ مَراكِلُه نَبيلِ المحْزِم⁣(⁣٧)

  أَي أَنَّه واسِعُ الجوْفِ عَظِيمُ المَرَاكِلِ.

  وأَرْضٌ مُرَكَّلَةٌ: كمُعَظَّمَةٍ، كُدَّتْ بحوافِرِ الدَّابَّةِ، ومنه قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ يصِفُ فَرَساً:


(١) ديوانه ص ٤٠ واللسان والتكملة والتهذيب والثاني في المقاييس ٢/ ٤٢٥.

(٢) معلقته، ديوانه ص ٢٢ واللسان.

(٣) في القاموس: هاشمُ بنُ، بالضم فيهما، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى جرهما، للإضافة.

(٤) اللسان، وفي الأساس نسبه للهذلي، وفيه: «اللهاذم».

(٥) انظر الجمهرة ٢/ ٤١٢.

(٦) اللسان.

(٧) معلقته ديوانه ص ١٩ واللسان.