تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سعبل]:

صفحة 346 - الجزء 14

  سَوّافِ أَبْوالِ الحَمِير مُحَشْرِجٍ ... ماء الجَمِيم إلى سَوافي السَّاعِل⁣(⁣١)

  سَوافِيهِ: حُلْقومُه ومَرِيئُه كالمَسْعَلِ وهو مَوْضِعٌ السُّعالِ من الحَلْقِ.

  والسَّاعِلُ النَّاقةُ بها سُعالٌ نَقَلَه الصَّاغانيُّ.

  والسِّعْلاةُ والسِّعْلاءُ⁣(⁣٢) بكسرِهما، الغُولُ أَو ساحِرَةُ الجنِّ.

  وقيلَ: السِّعلاةُ: أَخْبَثُ الغِيْلانِ ج السَّعالَى وفي الحدِيثِ: «لا صَفَرَ ولا هامَةَ ولا غُولَ ولكن السَّعالَى». قيلَ: هم سَحَرَةُ الجِنِّ يعنِي أَنَّ الغُولَ لا تَقْدرُ أَنْ تَغُولَ أَحَداً أَو تُضِلَّه، ولكن في الجِنِّ سَحَرَة كسَحَرَةِ الإِنْس لهم تَلْبِيس وتَخْيِيل، وقد ذَكَرَها العَرَب في شعرِها، قالَ الأَغْشَى:

  ونِساءٍ كأَنَّهُنَّ السِّعالي⁣(⁣٣)

  قالَ أَبو حاتِمٍ: يُريدُ في سوءِ حالهنَّ حِيْن أُسِرْنَ؛ وقالَ أُميّةُ الهُذَليُّ:

  ويأْوِي إلى نِسْوَةٍ عُطلٍ ... شعتٍ مَرَاضِيعَ مثل السَّعالي⁣(⁣٤)

  وقالَ بعضُ العَرَبِ لم تَصِف العربُ بالسِّعْلاةِ إلَّا العَجَائزَ والخَيْلَ.

  ويقالُ: أَعُوذُ بالله من هذه السَّعَالي، أَي النِّسَاء الصَّخابَات، وهو مجازٌ.

  ومن المجازِ: اسْتَسْعَلَتِ المرأةُ أَي صارَتْ كهِيَ في الخبثِ والسَّلاطَةِ، وفي العُبَابِ: أَي صَخَّابَةً⁣(⁣٥) بَذِيَّةً.

  وقالَ أَبُو عَدْنان: إذا كانَتْ المرأةُ قَبِيْحةَ الوَجْه سَيِّئَة الخُلُقِ شُبِّهت بالسِّعْلاةِ.

  قالَ أَبُو زَيْدٍ: ومِثْلُه اسْتَكْلَبَتْ واسْتَأْسَدَ الرجُلُ، واسْتَنْوَقَ الجَمَلُ، واسْتَنْسَرَ البغاثُ. وقَوْلُهم: عَنْزٌ نَزَتْ في جَبَلٍ⁣(⁣٦) فاسْتَتْيَسَتْ ثم من بعدِ اسْتِتْياسِها اسْتَعْنَزَتْ.

  والسَّعَلُ: محرَّكةً، الشِّيصُ اليابِسُ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.

  والسَّعالِي: بكسرِ اللَّامِ⁣(⁣٧)؛ نَباتٌ يَفْجُرُ ورَقُه الدُّبَيْلاتِ ويُحَلِّلُها وطَرِيُّهُ يَقْلَعُ الجَربَ وهو أَفْضَلُ دَواءٍ للسُّعالِ ويَفُشُّ الانْتصابَ حتى التَّبَخُّرَ به

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  السَّاعِلُ: الفَمُ، قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:

  عَلى إِثْرِ عَجَّاجٍ لَطِيفٍ مَصِيرُه ... يَمُجُّ لُعاعَ العَضْرَسِ الجَوْنِ ساعِلُه⁣(⁣٨)

  أَي فَمُه، لأنَّ الساعِلَ به يَسْعُلُ، قالَهُ الأَزْهَرِيُّ.

  والسِّعْلَى كذِكْرَى لُغَةٌ في السِّعلاءِ والجَمْعُ سِعْلَيات، قيلَ: هي أُنْثَى الغِيْلان.

  والسَّعالي: الخَيْلُ على التَّشْبِيهِ، قالَ ذُو الإِصْبَعِ:

  ثُمَّ انْبَعَثْنا أُسودَ عاديةٍ ... مثل السَّعالي نَقائياً نُزُعا⁣(⁣٩)

  نَقَائِياً: مُخْتارَات، والنُّزُعُ: يَنْزعُ كلُّ واحِدٍ منهم إلى أَبٍ شَرِيفٍ.


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) على هامش القاموس: قوله والسعلاة والسعلاء الغول. قال أبو عبيدة: لقيت السعلاء حسان في بعض طرق المدينة وهو غلام قبل أن يقول الشعر، فبركت عليه، وقالت: أنت الذي يرجو قومك أن تكون شاعرهم؟ قال: نعم، فقالت: أنشدني ثلاثة أبيات وإلا قتلتك فقال:

إذا ما ترعرع فينا الغلام ... فما أن يقال له من هوه

إذا لم يسد قبل شد الإزار ... فذلك منا الذي لاهوه

ولي صاحب من بني الشيصبان ... فحيناً أقول وحينا هوه

الأبيات، فخلت سبيله. وقال دريد: إن عمرو بن يربوع أخذ سعلاة فأولدها عسلاً وضمضمات، ثم فرت من عنده، فمن ولد عسل صيفي، وسموا بني السعلاة (قرافي).

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٦٩ وصدره:

وشيوخٍ جرى بشطَيْ أريكٍ

(٤) ديوان الهذليين ٢/ ١٨٤ وروايته فيه:

له نسوةٌ عاطلاتُ الصدو ... ر عوجٌ مراضيع مثلُ السعالي

(٥) قوله: «اي صخابة» مضروب عليه بنسخة المؤلف.

(٦) في اللسان: في حبل.

(٧) ضبطت بالقلم في القاموس بفتح اللام.

(٨) اللسان والتهذيب.

(٩) اللسان والتهذيب.