تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين المهملة مع اللام

صفحة 353 - الجزء 14

  هو يَتَمَلَّلُ، وهكذا رَوَاه ابنُ الأَعْرَابيِّ، فأَمَّا ثَعْلَب فرَوَاه لم تُسَلَّل. وفي الحدِيثِ: «اللهُمَّ اسْلُل سَخِيْمَة قَلْبي»، وهو مجازٌ؛ ومنه قَوْلُهم: الهَدَايا تَسُلّ السَخَائِمَ وتَحُلّ الشَّكائِمَ.

  وفي حدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: مَضْجَعُه كمَسَلِّ شَطْبَةٍ، هو مصدر بمعنى المفعول أَي ما سُلّ من قشرِهِ والشَّطْبَةُ السَّعْفَةُ الخضراءُ، وقيل السّيف؛ وانسلّ السيفُ من الغِمْدِ انسلت⁣(⁣١). والسليلةُ: الشَّعَرُ يُنْفَشُ ثم يُطْوَى ويُشَدُّ ثم تَسُلُّ منه المرأَةُ الشيءَ بعْدَ الشيءِ تَغْزِله؛ ويقالُ: سَلِيلةٌ من شَعَر لمَا اسْتُلَّ من ضَرِيْبتِه، وهي شيءٌ يُنْفَش منه ثم يُطْوى ويُدْمَجُ طِوالاً، طولُ كلّ واحِدَةٍ نَحْو من ذِرَاعٍ في غِلَظِ أَسَلَةِ الذِّرَاعِ ويُشَدُّ ثم تَسُّلُّ منه المرأَةُ.

  وسلَّ المُهْر: أُخْرِجَ سَليلاً، أَنْشَدَ ثَعْلَب:

  أَشَقَّ قَسامِيّاً رَباعِيَّ جانب ... وقارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقْرَحَ أَشْقَرا⁣(⁣٢)

  وسَلائِلُ السَّنامِ: طَرائِقُ طِوالٌ تُقْطَعُ منه.

  وسَلِيلُ اللّحْمِ: خَصِيلُه، وهي السَّلائِلُ.

  والسَّلائِلُ: نَغَفَاتٌ مُسْتطيلَةٌ في الأَنْفِ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: يقالُ سَلِيلٌ من سَمُرٍ كما يقالُ فَرْشٌ من عُرْفُطٍ، وغالٌّ من سَلَمٍ، وقَوْلُ زُهَيْر:

  كأَنَّ عَيْني وقد سالَ السَّليلُ بهم ... وجِيرَةٌ مَا هُمُ لو أَنَّهم أَمَمُ⁣(⁣٣)

  قالَ ابنُ بَرِّي قَوْلُه: سَالَ السَّلِيلُ بهم أَي سَارُوا سيْراً سَريعاً.

  واسْتَلّ بكذَا أَذهب⁣(⁣٤) به في خُفْية.

  والسَّالُّ والسَّلَّالُ والأَسَلَّ: السَّارِقُ.

  والإِسْلالُ: الغارَةُ الظاهِرَةُ، وبه فسِّرَ الحدِيثُ أَيْضاً.

  وأَسَلَّ إِذا صَارَ صاحِبَ سَلَّة، وأَيْضاً أَعَانَ غَيْرَه عليه. والمُسَلِّلُ: كمُحَدِّثٍ، اللَّطِيفُ الحِيْلَةِ فى السَّرِقَةِ.

  وسَلَّةُ الخُبْزِ مَعْرُوفَةٌ؛ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: لا أَعْرِفُ السَّلَّة عَرَبِيَّة، والجَمْعُ سَلُّ.

  قالَ أَبُو الحَسَنِ: سَلٌّ عنْدِي من الجَمْعِ العَزِيزِ لأَنَّه مَصْنوعٌ غيرُ مَخْلوقٍ، وأَنْ يكونَ من بابِ كَوْكَبٍ وكَوْكَبَةٍ أَوْلَى.

  والسَّلَّة: الناقَةُ التي سَقَطَتْ أَسْنانُها من الهَرَمِ؛ وقيلَ: هي الهَرِمَةُ التي لم يبْقَ لها سِنُّ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.

  وسَلَّةُ الفَرَسِ: دَفْعَتُه من بَيْن الخَيْلِ مُحْتضراً⁣(⁣٥)؛ وقيلَ: دَفْعَتُه في سِياقِه⁣(⁣٥). وفَرَسٌ شَدِيدُ السَّلَّةِ. ويقالُ: خَرَجَتْ سَلَّةُ هذا الفَرَسِ على سائِرِ الخَيْلِ، وهو مجازٌ.

  والسَّلَّةُ: شُقُوقٌ في الأَرْضِ تَسْرِقُ المَاءَ.

  وسلَّى كحنّى، وقيلَ: بكسرِ السِّيْن، بطنٌ في قضَاعة واسْمُه الحَارِثُ بنُ رِفاعَة بنِ عُذْرَةَ بنِ عَدِيِّ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ طَرُود بنِ قُدَامَة بنِ جَرْمِ بنِ زَبان بن حُلوان، قالَ الشاعِرُ:

  وما تَرَكَتْ سِلَّى بِهِزَّانَ ذلَّةً ... ولكِنْ أَحاظٍ قُسِّمَتْ وجُدُودُ⁣(⁣٦)

  منهم: أَسْماءُ بنُ رباب بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ مالِكِ بنِ سِلَّى الصّحابيُّ، وأَبُو تَمِيْمة طرَيْفُ بنُ مجالِدِ الهجيميُّ من الرُّوَاةِ.

  وسِلَّى بكسرِ السِّين وتَشْديدِ اللّامِ المَفْتوحَةِ، ماءٌ لبَنِي ضبَّة بنَوَاحِي اليَمَامَة، قالَهُ نَصْر؛ وبالفتحِ: جَبَلٌ بمَنَاذر من أَعْمالِ الأَهْوازِ كَثِير التمرِ؛ قالَ:

  كأَن غَدِيرَهُم بجَنُوبِ سِلَّى ... نَعامٌ فاقَ في بَلَدٍ قِفارِ⁣(⁣٧)

  قالَ ابنُ بَرِّي: قالَ أَبُو المِقْدام بَيْهَس بنُ صُهَيْب:


(١) كذا، سلا واللفظة مقحمة والأولى حذفها.

(٢) اللسان.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٩١ برواية: وعبرةٌ بدل وجيرة. واللسان والصحاح.

(٤) في الأساس: ذَهَبَ.

(٥) في اللسان: مُحْضِراً ... سباقه.

(٦) اللسان.

(٧) اللسان وفيه: «كأن عذيرهم» وفي معجم البلدان: كأن غديرها ... نعامٌ قاقَ وفي تفسيره: غديرهم: «حالهم» وفي موضع آخر من الترجمة فيه: «كأن غديرهم» والبيت من عدة أبيات نسبها لشقيق بن جزء.