تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سيل]:

صفحة 366 - الجزء 14

  وأَيْضاً اسْتِرْخاء غيرِه كالسَّحابِ، يقالُ: سحابٌ أْسْوَلُ وسَحَابَةٌ سَوْلاءُ.

  وسَوْلَةُ: بِلا لامٍ، حِصْنٌ على رَابِيَةٍ مُرْتَفِعَةٍ بِنَخْلَةِ اليَمانيةِ لبَنِي مَسْعودٍ بَطْنٌ من هُذَيْل، وكانتْ تُدْعَى عَجيبَةَ وقَرْيَةَ الحَمامِ قَديماً.

  والسُّوْلُ والسُّوْلَةُ بالضمِ المَسْأَلَةُ، والفَرْقُ بَيْنها وبَيْن الأُمْنِية أنَّ السُّولَةَ فيما طلبَ، والأُمْنِيةَ فيمَا قَدَّرَ⁣(⁣١)، وكأَنَّ السُّولَةَ تكونُ بعْدَ الأُمْنِية.

  وقالَ الرَّاغِبُ: السُّولُ⁣(⁣٢) الحاجَةُ التي تَحْرصُ عليها النفْسُ، لُغَةٌ في المَهْموزِ، اسْتَثْقَلُوا ضَغْطة الهَمْزَة فيه فتَكَلَّموا به على التَّخْفيفِ، قالَ الرَّاعي فيه فلم يَهْمِزْه:

  إِخْتَرْتُكَ الناسَ إِذ رَثَّتْ خَلائِقُهُم ... واعْتَلَّ مَنْ كان يُرْجَى عِنْدَه السُّولُ⁣(⁣٣)

  والدَّليلُ على أَنَّ السُّولَ أَصْلُه الهَمْز قِرَاءَة القُرَّاءِ قَوْله ø: {قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى}⁣(⁣٤)، أَي أُعْطِيتَ أُمْنِيَّتك التي سَأَلَتها.

  وسَلْتُ أَسال بفتْحِهما، قالَ ثَعْلبُ: يقالُ: سُوالاً، بالضمِ والكسرِ، كجُوارٍ وجوارٍ، لُغَةٌ في سَأَلْتُ، حَكَاها سِيْبَوَيْه.

  وقَوْلُهُمْ: هما يَتَساوَلانِ حَكَاه أَبُو زَيْدٍ وابنُ جنيِّ، يَدُلُّ على أَنَّها واوٌ في الأَصْلِ على هذه اللُّغَةِ وليْسَ على بَدَلِ الهَمْزَةِ.

  ورجُلٌ سُوَلَةٌ: كهُمَزَةٍ، كثيرُ السُّوالِ⁣(⁣٥) على هذه اللُّغَةِ.

  والسَّوْلاءُ: الدَّلْوُ الضَّخْمَةُ، قالَ:

  سَوْلاء مَسْك فارضٍ نَهِيٍّ

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  التَّسَوُّلُ: اسْتِرْخاءُ البَطْنِ، والتَّسَوُّنُ مِثْلُه. وقَوْمٌ سُولٌ: بالضمِ، جَمْعُ أَسْوَلُ.

  وسَحائِبٌ سُولٌ لهُدْبِهنَّ إِسْبالُ.

  وحَكَى ابنُ جنيِّ في جَمْعِ سُوَالٍ، كغُرابٍ، أَسْوِلَة.

  وسُولانُ بَطْنُ من الهان بنِ مالِكٍ أَخي هَمَدان بنِ مالِكٍ وسُولانُ بالضمِ، مَوْضِعٌ.

  وقالَ بعضُ الأُدَباءِ.

  سَالَتْ هُذَيل رَسُولَ الله فاحِشَةً⁣(⁣٦)

  أَي طَلَبَتْ منه سُولاً، قالَ: وليْسَ من سَأَلَ كما قالَ الأُدَباءَ قالَهُ الرَّاغِبُ.

  [سيل]: سَالَ الماءُ والشيءُ يَسِيلُ سَيْلاً وسَيَلاناً: جَرَى، وأَسَالَه غيرُه.

  قالَ اللهُ تعالَى: {وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ}⁣(⁣٧) {الْقِطْرِ}، أَي أَجْرَيْناه، والإِسَالَةُ في الحَقِيقَةِ حالَةٌ في القِطْرِ تَحْصَلُ بعْدَ الإِذَابَةِ.

  وماءٌ سَيْلٌ؛ سائِلٌ، وضَعوا المَصْدَرَ مَوْضِعَ الاسمِ.

  أَو السَّيلُ: الماءُ الكثيرُ السائِلُ.

  قالَ ثَعْلَبُ: ومن كَلامِ بعضِ الرُّوَّادِ؛ وَجَدْتُ بَقْلاً وبُقَيْلاً وماءً غَلَلاً سَيْلاً، أَي ماءً كثيراً سائِلاً، وعَنَى بالبَقْل والبُقَيْل أَنَّ منه ما أَدْرَكَ فكَبُر وطَالَ، ومنه ما لم يُدْرِكْ فهو صغبرٌ؛ فالسَّيْلُ إِذاً مَصْدرٌ في الأَصْلِ لكنَّه جُعِلَ اسْماً للماءِ الذي يَأْتيكَ ولم يُصِبْك مَطَرُه، قالَ اللهُ تعالَى: {فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً}⁣(⁣٨) {فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ}⁣(⁣٩). ج سُيولٌ.

  والسِيلَةُ: بالكَسْرِ، جرْيَةُ الماءِ.

  والسَّائِلَةُ من الغُرَرِ: المُعْتَدِلَةُ في قَصَبَةِ الأَنْفِ أَو التي سَالَتْ على الأَرْنَبَةِ حتى رَثَمَتْها، أَو التي عَرُضَتْ في الجَبْهَةِ، وقَصَبَة الأَنْفِ وقد سَالَتِ الغُرَّةُ أَي اسْتَطَالَتْ وعَرُضَتْ، فإِنْ دَقَّت فهي الشِّمْراخُ.


(١) في المفردات: قَدَّرَه الإنسان.

(٢) في المفردات: السُّؤْلُ، بالهمز.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٩٤، والضبط عنه، وانظر تخريجه فيه، وفي اللسان: «اخترنك الناسُ» والتهذيب ١٣/ ٦٧.

(٤) طه الآية ٣٦.

(٥) في القاموس: السُّؤال.

(٦) المفردات للراغب.

(٧) سورة سبأ الآية ١٢.

(٨) الرعد الآية ١٧.

(٩) سبأ الآية ١٦.