تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الشين المعجمة مع اللام

صفحة 392 - الجزء 14

  وشَمِلَتِ النَّاقةُ لِقَاحاً من الفَحْلِ، كفَرِحَ، قَبِلَتْه فهي تَشْمَلُ شَمَلاً.

  وشَمِلَتْ إِبِلُكُم بَعيراً لنا: أَخْفَتْهُ ودَخَلَ في شَمْلِهَا، بالفتحِ ويُحَرَّكُ، أَي في غِمَارِها، كما في المُحْكَمِ والمُحِيطِ.

  وانْشَمَلَ الرَّجُلُ في حاجَتِه أَي شَمَّرَ فيها.

  وقالَ ثَعْلَبُ: انْشَمَلَ الشَّيءُ كانْشَمَرَ.

  وقالَ غَيرُه: انْشَمَلَ في حاجَتِه وانْشَمَرَ فيها بمعْنَىَ، وأَنْشَدَ أَبُو تُرابٍ:

  وَجْناءُ مُقْوَرَّةُ الأَلياطِ يَحْسَبُها ... مَنْ لم يَكُنْ قبْلُ رَاها رَأْيَةً جَمَلاً

  حتى يَدُلَّ عليها خَلْقُ أَرْبعةٍ ... في لازِقٍ لَحِقَ الأَقْراب فانْشَمَلا⁣(⁣١)

  أَرَادَ أَرْبَعةَ أَخْلافٍ في ضَرْع لازِقٍ لَحِقَ أَقْرَابها فانْشَمَلَ انْضَمَّ وانْشَمَرَ.

  وانْشَمَلَ الرجُلُ: أَسْرَعَ، عن ابنِ دُرَيْدٍ، كشَمَّلَ تَشْمِيلاً.

  وشَمْلَلَ: أَظْهَرَوا التَّضْعيفَ إِشْعاراً بإِلْحاقِهِ.

  وناقَةٌ شِمِلَّةٌ بكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةَ اللَّامِ وشِمالٌ وشِمْلالٌ وشِمْلِيلٌ بكسْرِهِنَّ: خَفِيفَةٌ سَريعَةٌ مُشَمِّرَةٌ؛ ومنه قَوْلُ كَعْبِ بنِ زُهَيْرٍ.

  وعَمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْلِيل⁣(⁣٢)

  وكذا قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ: طَأْطَأْتُ شِمْلال. وقد مَرَّ الاخْتِلافُ فيه.

  وجَمَلٌ شِمِلٌ وشِمْلِيلٌ وشِمْلالٌ: سَرِيعٌ، أَنْشَدَ ثَعْلَب:

  بأَوْبِ ضبْعَيْ مَرِحٍ شِمِلِّ⁣(⁣٣)

  وأُمُّ شَمْلَةَ: كُنْيَةُ الدُّنْيا، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ، وأنْشَدَ:

  مِنْ أُمِّ شَمْلَةَ تَرْمِينا بِذائفِها ... غرّارة زُيِّنَتْ منها التَّهاوِيل⁣(⁣٤)

  وهو مجازٌ.

  وأَيْضاً: كُنْيَةُ الخَمْرِ، عن أَبي عَمْرٍو لأَنّهما يَشْتَمِلان على عَقْلِ الإِنْسانِ فيُغَيِّبَانه.

  وأَبُو الشِّمالِ، ككِتابٍ، تابِعيٌّ وهو ابنُ ضبَابِ رَوَى عن أَبي أَيُّوب الأَنْصَارِيّ، وعنه مَكْحُول الشَّاميّ.

  ومحمدُ بنُ أَبي الشِّمالِ عُطارِدِيُّ حَدَّثَ عن محمدِ بنِ المُثَنَّى وأُخْتاه لبابَةُ والتامةُ حَدَّثَتا.

  وذو الشِّمَالَيْنِ⁣(⁣٥) عُمَيْرُ بنُ عبدِ عَمْرِو بنِ نضلَةَ بنِ عَمْرِو بن عبشان الخزَاعِيُّ أَبُو محمدٍ صَحَابيُّ كان أَعْسَر واسْتَشْهَد يَوْمَ بَدْرٍ، ووقيلَ لأَنَّه كانَ يَعْمَلُ بِيَدَيْهِ جَمِيعاً فلُقِّبَ به، ووجهوا ترجيحه على ذي اليَمِيْنَيْن لأَنّ عَمَلَ الشِّمال نادِرٌ فغلب الوَصْف به قالَهُ شيْخُنا.

  وكشَدَّادٍ: شَمَّالُ بنُ موسى المُحَدِّثُ الضَّبِّيُّ اخْتُلِفَ فيه، فقالَ عبدُ الغنيِّ: إِنَّه هكذا كشَدَّادٍ وهو على هذا فَرْدٌ رَوَى عن موسى بنِ أَنَس وعنه جَرِيرُ.

  وقالَ ابنُ بُزُرْجِ: الشَّمالِيلُ حِبالُ رَمْلٍ مُتَفَرِّقَةٌ بِناحِيَةِ مُعْقُلَةَ⁣(⁣٦) هذا هو الصَّوابُ، وفي بعضِ النسخِ: مُقَلْقَلَةَ وهو غَلَطٌ، قالَ ذو الرُّمَّة:

  فَوَدَّعْنَ أَقْواعَ الشَّمَالِيل بَعْدَ ما ... ذَوَى بَقْلُها أَحْرَارَها وذُكُورَها⁣(⁣٧)

  وكزُبَيْرٍ وكِتابٍ وحَمْزَةَ وصاحِبٍ: أَسْماءٌ، ومنهم: أَبُو الحَسَنِ النَّضْرُ بنُ شُمَيْلِ بنِ خرشَةَ المَازِنيُّ النَّحَويُّ المُحَدِّثُ، قد مَرَّ ذِكْرُه في الدِّيبَاجَة.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:


(١) اللسان والتكملة والتهذيب بدون نسبة.

(٢) صدره كما في المقاييس ٣/ ٢١٦.

حرف أخوها أبوها من مهجَّنةٍ

(٣) اللسان.

(٤) اللسان وصدره في التهذيب والتكملة.

(٥) على هامش القاموس: وهو غير ذي اليدين الخرباق بن سارية، وإنما لم يقل ذي اليمينين لأن عمل الشمال نادر فغلب الوصف به ا هـ قرافي.

(٦) في القاموس: «مُقَلْقَلَة» وعلى هامشه: «هكذا في بعض النسخ وفي بعضها «معقلة» «وهي الصواب». ومثلها في معجم البلدان.

(٧) ديوانه ص ٣٠٥ والتكملة.