تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الطاء المهملة مع اللام

صفحة 435 - الجزء 15

  وقالَ أَبُو ذُؤَيْب في الإِبِلِ:

  وإِنَّ حَديثاً مِنْكِ لو تَبْدَلِينَه

  جَنَى النَّحْل في أَلبانِ عُوذٍ مَطافِل

  مَطافِيلَ أَبكارٍ حديثاً نَتاجُها

  تُشاب بماءٍ مِثْل ماءِ المَفَاصِل⁣(⁣١)

  وقالَ أَبُو عَبَيْدٍ: ناقَةٌ مُطْفِلٌ ونُوقٌ مَطافِلُ، بالإشْباعِ، معها أَوْلادُها.

  وفي الحدِيثِ: سارَتْ قُرَيْشٌ بالعُوذِ المَطافِيل، أَي الإِبِل مَعَ أَوْلادِها، والعُوذُ: الإبِلُ التي وَضَعَتْ أَوْلادَها حَدِيثاً، ويقالُ: أَطْفَلَتْ فهي مُطْفِلٌ ومُطْفِلَةٌ، يُريدُ أَنَّهم جاؤوا بأَجْمَعِهم كِبَارَهُم وصِغَارَهم.

  وفي حدِيثِ عليٍّ رَضِيَ اللهُ تعالى عنه: فأَقْبَلْتم إليَّ إقْبَالَ العُوذ المَطافِل، فَجَمع بغَيْر إشْباعٍ.

  ولَيلَةٌ مُطْفِلٌ: تَقْتُلُ الأَطْفالَ بَرْداً أَي بِبَرْدِها.

  ومن المجازِ: طَفَّلَ الكَلَام تَطْفِيلاً إذا تَدَبَّرَهُ، وكذلِكَ رَشَّحه كما في الأَساسِ.

  وطَفَّلَ اللّيلُ: دَنا وأَقْبَل بظَلامِهِ، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ:

  وطَيِّبةٍ نَفْساً بتَأْبِين هالكٍ

  تَذَكَّرُ أَخْداناً إذا اللَّيْلُ طَفَّلا⁣(⁣٢)

  وطَفَّلَتِ النَّاقَةُ: رَشَّحَتْ طِفْلَها، قالَ الأَخْطَلُ:

  إذا زَعْزَعَتْه الرِّيحُ جَرَّ ذُيُولَه

  كما رَجَّعَتْ عُوذٌ ثِقالٌ تُطَفَّل⁣(⁣٣)

  وطَفَّلَتِ الشَّمسُ: هَمَّت بالوُجوبِ ودَنَتْ للغُروبِ.

  ومنه حدِيثُ ابنِ عُمَرَ: أَنَّه كَرِه الصَّلاة على الجَنازَةِ حِيْن طَفَلَتِ الشمسُ للغُروبِ أَي دَنَتْ منه، كطَفَلَتْ تَطْفلُ طُفُولاً فيهما، أَي في الشَّمسِ والنَّاقةِ.

  وطَفَّلَ الإِبِلَ تَطْفيلاً: رَفَقَ بها في السَّيرِ حتى تَلْحَقَها أَطفالُها، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وطَفَلُ العَشِيِّ، محرَّكاً، آخرُهُ عندَ الغُروبِ واصْفِرار الشَّمسِ.

  وفي الصِّحاحِ: الطَّفَلُ بعْدَ العَصْرِ إذا طَفَلَتِ الشمسُ للغُروبِ، يقالُ: أَتَيْتُه طَفَلاً.

  وقالَ ابنُ بُزُرْج: أَتَيْتُه طَفَلاً أَي مُمْسِياً، وذلِكَ بعْدَ ما تَدْنو الشمس للغُروبِ.

  والطَّفَلُ من الغَداةِ من لَدُنْ ذُرورِ الشَّمسِ إلى اسْتِكانِها في الأَرْضِ، ونَصّ المُحْكَمِ: إلى اسْتِكْمالِها في الأَرْضِ.

  وفي التَّهْذِيبِ: طَفَلُ الغَداةِ⁣(⁣٤) والعَشِيِّ من لَدُنْ أَن تَهُمَّ الشمسُ بالذُّرُورِ إلى أَنْ يَسْتَمْكِنَ الضَّحُّ⁣(⁣٥) من الأَرْضِ.

  ونَصّ الرَّاغِبِ: إذا هَمَّتْ بالذُّرُورِ ولمّا يَسْتَمْكِن الضَّحُّ في الأَرْضِ انتهى.

  ويقالُ: أَتَيْتُه طَفَلاً وذلِكَ بعْدَ طُلوعِ الشَّمسِ.

  والطَّفَلُ: إقبالُ اللَّيلِ على النّهارِ بظُلْمتِه.

  وقالَ أَبُو عَمْرٍو: الطَّفَلُ *: الظّلْمَةُ نفسُها وأَنْشَدَ لابنِ هَرْمَة:

  وقد عَرانيَ من لَوْنِ الدُّجَى طَفَلُ⁣(⁣٦)

  ونَسَبَه الصَّاغانيُّ إلى نابِغَةِ بنِي شَيْبَانَ، واسْمُه عَبدُ اللهِ ابن مُخَارِق وأَوَّلُه:

  سَمِعْتُ منها عَزِيفَ الجِنِّ سَاكِنَها

  وقد عَرانيَ الخ.

  وطَفَلَ الرَّجُلُ طُفولاً: دَخَلَ في الطَّفَلِ كأَطْفَلَ.

  وطَفَلَتِ الشَّمسُ إذا طَلَعَتْ، نَقَلَه الفرَّاءُ في نوادِرِه.

  وقالَ الزَّجَّاجُ: طَفَلَتْ: احْمَرَّتْ عندَ الغُروبِ ودَنَتْ له كأَطْفَلَتْ وهو ضِدٌّ أَي بَين طفلت طلعت وطَفَلَت احْمَرَّتْ، وكذا بَيْن أَتَيْته طَفَلاً مُمْسياً وأَتَيْته طَفَلاً بعْدَ طُلوعِ الشَّمسِ.


(١) البيتان في ديوان الهذليين ١/ ١٤١ واللسان والصحاح والثاني في التهذيب.

(٢) اللسان بدون نسبة.

(٣) اللسان والأساس.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: طفل الغدارة الخ كذا باللسان أيضاً وحرره» ونص عبارة التهذيب: وقال الليث: الطَّفَلُ: طَفَلُ الغداة وطَفَلُ العشيّ.

(٥) في التهذيب: «الصبحُ».

(*) بالأصل ليست من القاموس وهي منه.

(٦) البيت في التكملة، وعجزه في اللسان والتهذيب ونسباه لابن هرمة.