تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عدمل]:

صفحة 476 - الجزء 15

  أَرَادَ ذاتَ السَّعة يُعْدَل فيها يَميناً وشمالاً مِن سَعَتِها.

  والعَدْلُ: أَنْ تَعْدِل الشيءَ عن وَجْهه، تقولُ: عَدَلْتُ فلاناً عن طَرِيقِه، وعَدَلْتُ الدابَّةَ إلى موْضِع كذا.

  وفي الحديثِ «لا تُعْدَل سارِحتُكم» أَي لا تُصْرَف ماشِيَتكم وتُمالُ عن المَرْعى ولا تُمنَع.

  ويقالُ: قَطَعْتُ العِدالَ في أَمْرِي وَمَضَيْت على عَزَمي، وذلك إذا مَيَّلَ بيْن أَمْرَيْن أَيَّهُما يأتي ثم اسْتَقَامَ له الرأي فعَزَمَ على أَوْلاهما عنْدَه، ومنه قَوْلُ ذي الرُّمَّة:

  إلى ابنِ العامِرِيِّ إلى بِلالٍ

  قَطَعْتُ بنَعْفِ مَعْقُلَة العِدَالا⁣(⁣١)

  وعَدَّلَ أَمْرَه تَعْديلاً كعَادَله إذا تَوَقَّفَ بيْن أَمْرَيْن أَيَّهُما يأْتي، وبه فسِّر حدِيثُ المعْرَاجِ «أُتِيتُ بإناءَيْن فَعَدَّلْتُ بَيْنهما»، يُرِيدُ أَنَّهما كانا عنْدَه مُسْتويَيْنِ لا يقْدِر على اخْتِيارِ أَحَدهما ولا يترَجَّح عنْدَه.

  وفرسٌ مُعْتَدِلُ الغُرَّةِ إذا تَوَسَّطَتْ غُرَّتُه جبهتَهُ فلم تُصِب واحدةً من العَيْنَيْن ولم تَمِلْ على واحِدٍ من الخَدَّيْن، قالَهُ أَبو عُبَيْدَةَ.

  وانْعَدَلَ الفَحْل عن الضِّرَابِ: تَنَحَّى، قالَ أَبو النَّجْم:

  وانْعَدَلَ الفحلُ ولَمَّا يُعْدَل⁣(⁣٢)

  وعَدَلَ باللهِ يَعْدِلُ: أَشْرَكَ.

  والعَادِلُ المُشْرِكُ الذي يَعْدِلُ بربِّه، ومنه قَوْلُ المرْأَةِ للحجَّاجِ: «إنَّك لقاسطٌ عادِلٌ»، وقالَ الأَحْمرُ: عَدَلَ الكافرُ برَبِّه عَدْلاً وعُدُولاً سَوَّى به غيرَه فعَبَدَهُ.

  وشَجَرٌ عَدَوْلِيٌّ: قديمٌ، واحدَتُه عَدَوْلِيَّةٌ، وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: العَدَوْلِيُّ: القَديمُ من كلِّ شيءٍ، وأَنْشَدَ غيرُه:

  عليها عَدَوْلِيُّ الهَشِيم وصامِلُه⁣(⁣٣)

  ويُرْوَى: عَدامِيل الهَشِيم، كما سَيَأْتي.

  وفي خبرِ أَبي العارِم: فآخُذُ في أَرْطًى عَدَوْلِيِّ عُدْمُلِيٍّ.

  ورَوَى الأَزْهَرِيُّ عن اللَّيْثِ: المُعْتدِلةُ من النُّوقِ المُثَقَّفَة الأعْضاءِ بعضُها ببعض، قالَ: ورَوَى شَمِرٌ عن مُحارِب قالَ: المُعَنْدِلة مِن النُّوقِ، وجَعَلَه رُباعيًّا من بابِ عَنْدَل.

  قالَ الأَزْهَرِيُّ: والصَّوابُ ما قالَ اللَّيْثُ، ورَوَى شَمِرٌ عن أَبي عَدْنانَ الكنانيّ أَنْشَدَه:

  وعَدَلَ الفحلُ وإن لم يُعْدَلِ

  واعْتَدَلَتْ ذاتُ السَّنامِ الأَمْيَلِ⁣(⁣٤)

  قالَ: اعتدالُ ذات السَّنامِ اسْتِقامةُ سَنامِها من السِّمَن بعْدَ ما كان مائِلاً.

  قالَ الأَزْهَرِيُّ: وهذا يدلُّ على أَنَّ الحرفَ الذي رَوَاه شَمِرٌ عن مُحارِب في المُعَنْدِلَة غيرُ صَحِيحٍ، وأنَّ الصوابَ المُعْتَدِلة لأَنَّ الناقة إذا سَمِنَت اعْتَدَلَتْ أَعْضاؤُها كلُّها من السَّنامِ وغيرِه.

  وفي الأسَاسِ: جارِيَةٌ حَسَنةُ الاعْتِدَالِ أَي القوام.

  وأَيامٌ مُعْتدِلات غيرُ مُعْتَذِلات أَي طيِّبةٌ غيرُ حارَّةٍ.

  وإسْمعيلُ بنُ أَحْمَد بنِ مَنْصورِ بنِ الحَسَن بن محمدِ بنِ عَادِلٍ البُخَارِيّ العَادِليّ محدِّثٌ.

  [عدمل]: العُدْمُلُ والعُدْمُلِيُّ والعُدامِلُ والعُدامِليُّ، مضموماتٍ، اقْتَصَرَ الجوْهَرِيُّ منهنَّ على الأُوْلَى، وزَادَ العُدْمُول، كزُنْبُورٍ: كلُّ مُسِنٍّ قديم⁣(⁣٥)، والجَمْعُ عَدامِيلٌ، قالَتْ زَيْنبُ أُخت ابن الطَّثَريَّة:

  عليها عَدامِيلُ الهَشِيم وصامِلُه⁣(⁣٦)

  وقيلَ: هو الضَّخْمُ القَديمُ من الشجرِ، هكذا خَصَّه بعضُهم، ومنه قَوْلُ أَبي عارِمٍ الكِلابيّ: وآخُذُ في أَرْطًى عَدَوْلِيٍّ عُدْمُلِيٍّ.

  وأَيْضاً: القديمُ الضَّخْمُ من الضِّبابِ، والأُنْثى عُدْمُلِيَّة، وزَعَمَ أَبو الدُّقَيْش أَنَّه يُعْمَّر عُمْرَ الإنْسانِ حتى يَهْرَم فيُسَمَّى عُدْمُلِيّاً عنْدَ ذلِك، قالَ الرَّاجِزُ:

  في عُدْمُلِيِّ الحَسَب القَدِيم


(١) اللسان والأساس.

(٢) اللسان بدون نسبة.

(٣) اللسان بدون نسبة.

(٤) اللسان.

(٥) كذا بالأصل واللسان وبهامشه «عبارة المحكم: كل مسن قديم، وقيل هو القديم، وقيل: هو القديم الضخم.

(٦) اللسان والصحاح وصدره فيهما.

ترى جازريه يرعدن روناره