تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين المهملة مع اللام

صفحة 510 - الجزء 15

  عن بَنِي أَب حتى يَعْجَزوا. قالَ: ومَنْ في الدِّيوانِ ومَنْ لا دِيوان له في العَقْلِ سواءٌ. وقالَ أَهْلُ العِرَاق: هم أَصْحابُ الدَّواوِين.

  قالَ إِسحاقُ بنُ مَنْصور: قلْتُ لأَحْمَدَ بن حَنْبل مَنِ العاقِلَةُ، فقالَ: القَبيلَة إِلَّا أَنَّهم يُحَمَّلون بقدْرِ ما يطِيْقُون، قالَ: فإِن لم تَكُن عَاقِلَة لم تُجْعَل في مالِ الجانِي ولكن تُهْدَر عنه، وقالَ إِسحاقُ: إِذا لم تَكُن العَاقِلَةُ أَصْلاً فإِنَّه يكونُ في بَيْتِ المالِ ولا تُهْدَرُ الديَّةُ.

  وعاقَلَهُ مُعاقَلَةً: غالَبَهُ في العَقْلِ فعَقَلَهُ، كنَصَرَه، عَقْلاً، أَي غَلَبَه وكانَ أَعْقَلَ منه، كما في العُبَابِ.

  والعُقَّيْلَى، كسُمَّيْهَى: الحِصرِمُ.

  وعَقَّلَه تَعْقيلاً: جَعَلَه عاقِلاً وعَقَلَ الكَرْمُ تَعْقيلاً: أَخْرَجَ عُقَيْلَاه أَي الحِصْرِمَ، ومنه حدِيثُ الدَّجالِ: ثم ياتي الخِصْب فيُعَقِّل الكرْمُ، ثم يُمَجِّج أَي يُخْرِجُ العُقَّيْلي ثم يَطِيبُ طَعْمُه.

  وأَعْقَلَه: وجَدَه عاقِلاً، كأَحْمَدَه وأَبْخَلَه.

  واعْتَقَلَ⁣(⁣١) لِسانُهُ، مَجْهولاً: أَي حُبِسَ ومُنِعَ، وقيلَ: امْتسكَ.

  قالَ الأَصْمَعِيُّ: مَرِضَ فلانٌ فاعْتُقِلَ لِسانُه أَي لم يَقْدِرْ على الكَلامِ، وقالَ ذو الرُّمَّةِ:

  ومُعْتَقَل اللِّسانِ بغَيْر خَبْلٍ

  يَميد كأَنَّه رَجُلٌ أَمِيمُ⁣(⁣٢)

  ومنه أُخِذَ العاقِلُ الذي يَحْبِس نَفْسَه ويَرُدُّها عن هَواها.

  وعاقِلٌ: جَبَلٌ بعَيْنِه نجدي. في شِعْرِ زُهَيْر:

  لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنازِلُه

  عَفَا الرَّسُّ منه فالرُّسَيْسُ فَعَاقِلُه؟⁣(⁣٣)

  وثنَّاه الشاعِرُ ضَرُورة، فقالَ:

  يَجْعَلْنَ مَدْفَعَ عاقِلَيْنِ أَيامِناً

  وجَعَلْنَ أَمْعَزَ رَامَتَيْنِ شِمَالاً⁣(⁣٤)

  وعاقِلٌ: سبعةُ مواضِعَ، منها: رَمْلٌ بَيْن مكَّةَ والمدِينَةِ، وماءٌ لبَنِي أَبان بنِ دَارِم، ووادِ إِمَّرَة في أَعالِيه والرمة في أَسَافِلِه، وبَطْنُ عاقِلٍ على طرِيقِ حاجِّ البَصْرَةِ بَيْن رامَتَيْن وإِمَّرةَ.

  وعاقِلُ بنُ البُكَيْرِ بنِ عبدِ ياليلَ بنِ ناشِبٍ الكنانيُّ اللَّيْثي حَلِيفُ بَنِي عَديِّ بنِ كَعْبٍ الصَّحابيّ بَدْرِيّ، ¥، وكان اسْمُه غافلاً، كما في العُبابِ، وقيلَ: نسبه كما في مُعْجم ابنِ فَهْد، فَغَيَّره النَّبيُّ ÷، وسَمَّاه عاقِلاً تَفاؤُلاً.

  والمرأَةُ تُعاقِلُ الرجُلَ إلى ثُلْثِ دِيَتِها أي تُوازِيه، معْناه أَنَّ موضِحَتُه وموضِحَتُها سواءٌ، فإذا بَلَغَ العَقْلُ ثُلُثَ الدِّيةِ صارَتْ دِيَةُ المرأَةِ على النِصفِ من دِيَةِ الرجُل. وفي حدِيثِ ابنِ المَسِّيب: فإن جاوَزَت الثُّلْث رُدَّت إلى نِصفِ دِيَةِ الرجُلِ، ومعْناه أَنَّ دِيَةَ المرأَةِ في الأَصْلِ على النِصفِ من دِيَةِ الرجُلِ كما أنَّها تَرِثُ نِصَفَ ما يَرِث الابنُ، فجَعَلَها سعيدٌ تُساوِي الرجُلَ فيما يكونُ دوْنَ ثُلُث الدِّيَةِ، تأْخُذُ كما يأْخُذُ الرجُلُ إذا جُنِي عليها، فلها في إصْبَع من أَصابِعِها عَشْرٌ مِن الإِبِلِ كإِصْبَع الرجذلِ، وفي إِصْبَعَيْن مِن أَصَابِعِها عشرُونَ مِن الإِبِلِ، وفي ثلاثٍ من أَصابِعَها ثلاثُونَ كالرجُلِ، فإن أُصِيْبَ أَربعٌ من أَصابِعها رُدَّت إلى عشرين لأنَّها جاوَزَت الثُّلث فَرُدَّتْ إلى النِصفِ ممَّا للرجُلِ، وأمَّا الشافِعِيُّ وأَهْلُ الكُوفَةِ فإنَّهم جَعَلوا في إصْبَع المْرأَةِ خَمْساً من الإبلِ، وفي إصبْعَيْن لها عشْراً، ولم يَعْتبروا الثُّلُث كا فَعَلَه ابنُ المَسيِّب.

  وقَوْل الجوهرِيِّ نَقْلاً عنهم: ما أَعْقِلُه عنك شيئاً أَي دَعْ عنك الشَّكّ، هذا حَرْفٌ رَوَاه سِيْبَوَيْه في بابِ الابْتداءِ يُضْمَر فيها ما بُني على الابْتداءِ كأَنَّه قالَ: ما أَعْلَمُ شيئاً مما تقولُ دَعْ عنك الشَّكّ، ويَسْتدِلُ بهذا على صِحَّة الإِضْمار في كَلامِهِم للاخْتِصار، وكذلِكَ قَوْلهم: خُذْ عَنْك وسِرْ عَنْك.

  وقالَ بكرُ المَازِنيُّ:(⁣٥) سأَلْت أَبا زَيْدٍ والأَصْمَعِيَ


(١) ضبطت في اللسان بالبناء للفاعل وكتب مصححه: عبارة المصباح: واعتقل لسانه بالبناء للفاعل والمفعول، إذا حبس عن الكلام أي منع فلم يقدر عليه.

(٢) ديوانه ص ٥٩٣ واللسان والتهذيب والأساس.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٦٤ واللسان.

(٤) اللسان.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وقال بكر المازني، هكذا في خطه، ومثله في اللسان اه» والصحاح أيضاً.