تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عهل]:

صفحة 532 - الجزء 15

  ووَافَقَه عليه أَبو حَيَّان وغيرُه مِن شَرَّاحِ التّسْهيل، وهو الذي اقْتَصَرَ عليه الجلالُ في هَمْعِ الهَوَامع، انتَهَى.

  قُلْتُ: وهو نَصُّ سِيْبَوَيْه في الكتابِ قالَ: وقالُوا وَيْلَه وعَوْلَه، لا يُتَكَلَّمُ به إِلَّا مع وَيْلَه.

  وقالَ الأَزْهَرِيُّ: وأَمَّا قَوْلُهم: وَيْلَه وعَوْلَه، فإِنَّ العَوْلَ والعَوِيلَ البُكَاءُ.

  وقالَ أَبو طالِبٍ: النَّصْب في قولِهِم وَيْلَه وعَوْلَه على الدُّعاءِ والذم، كما يقالُ وَيْلاً له وتُرَاباً له.

  واعْتَوَلَ أَي بَكَى، مِثْل عَوَّلَ وأَعْوَلَ، قالَ ذو الرُّمَّة:

  له أَرْمَلٌ عنْدَ القِذَافِ كأَنَّه

  نَجِيبُ الشَّكَالَى تارَةً واعْتِوَالُهَا⁣(⁣١)

  وأَعَالَ الرَّجُلُ: افْتَقَرَ. وأَيْضاً: صارَ ذا عِيالٍ.

  وعُوالٌ، كغُرابٍ: حَيٌّ من بني عبدِ اللهِ بنِ غَطَفانَ، قالَ الحُصَيْنُ بنُ الحمامِ المريُّ:

  وَجَاءَتْ جِحاشٌ قَضَّها بِقَضِيضِها

  وجمعُ عُوَالٍ ما أَدَقّ وأَلأَمَا⁣(⁣٢)

  وعُوالٌ: مَوْضِعانِ.

  * وممّا يُسْتَدْركُ عَلَيْه:

  العَوَاوِيلُ: جَمْعُ عِوَّالٌ، مَصْدر عَوَّلَ إِذا بَكَى، وحَذَفَ الشاعِرُ يَاءَه ضَرُورَةً، فقالَ:

  تسْمَعُ من شُذَّانِها عَوَاوِلا

  وفي الحدِيث: «المُعْوَلُ عليه يُعَذَّبُ» أَي الذي يُبْكى عليه من المَوْتَى، ويُرْوَى كمُحَمَّدٍ، والمعْنَى واحِد.

  والمُعْوِلُ، كمُحْسِنٍ: الذي يُعْوِل بدَلالَةٍ أَو مَنْزلَةٍ. وقيلَ هو الذي يَحْمِل عليك بدالَّةٍ، وبه فسِّرَ قَوْلُ أَبي كبيرٍ الهُذليّ أَيْضاً.

  وقالَ يونُس: لا يَعُولُ على القَصْدِ أَحدٌ أَي لا يَحْتاج.

  والمُعَوَّلُ، كمُحَمَّدٍ المُسْتَغاثُ والمُعْتَمدُ، وقد يُسْتعارُ العِيَال للطَّيرِ والسِّباعِ وغيرِهما من البَهَائِمِ، قالَ الأَعْشَى:

  وكأَنَّما تَبِع الصُّوارَ بشَخْصِها

  فَتْخاءُ تَرْزُق بالسُّلَيِّ عِيالَها⁣(⁣٣)

  وأَنْشَدَ ثَعْلَب في صِفَةِ ذئْبٍ وناقَةٍ عَقَرَها له:

  فَتَرَكْتُها لعِيالِه جَزَراً

  عَمْداً وعَلَّق رَحْلَها صَحْبي⁣(⁣٤)

  ورجُلٌ مُعَيَّلٌ، كمُحَمَّدٍ ومُكرمٍ، ذو عِيَالٍ، قُلِبَت الواوُ ياءً للخفَّةِ، وقَوْلُ أُمَيَّة بنِ أَبي الصَّلْت:

  سَلَعٌ مَّا ومِثْلُه عُشَرٌ مَّا

  عائلٌ مَّا وعالَتِ البَيْقورا⁣(⁣٥)

  أي أَنَّ السَّنةَ الجَدْبة أَثْقَلَت البقرَ بمَا حُمِّل مِن السَّلَعِ والعُشَرِ وقد ذُكِرَ في ب ق ر.

  والعويلُ: الضَّعِيفُ، وقد سَمَّوا حَبْلاً من حِبالِ السَّفينَةِ بذلِكَ.

  والعُوالَةُ الاحْتِياجُ والتَّطَفُّل.

  [عهل]: العَيْهَلُ والعَيْهَلَةُ والعَيْهُولُ والعَيْهالُ، وهاتان عن ابنِ دُرَيْدٍ: النَّاقةُ السَّريعَةُ. وقيلَ: هي النَّجيبَةُ الشَّديدةُ. وقيلَ: هي الضَّخمةُ العظيمةُ. وقيلَ: هي الطَّويلَةُ، قالَ:

  وبَلْدَةٍ تَجَهَّمُ الجَهُوما

  زَجَرْتُ فيها عَيْهَلاً رَسُوما⁣(⁣٦)

  وقالَ ابنُ الزُّبَير الأَسدِيُّ:

  جُمَالِيَّة أَو عَيْهَل شَدْقَمِيَّة

  بها من نُدوبِ النِّسْعِ والكُورِ عاذرُ⁣(⁣٧)

  وقالَ غيرُه:


(١) ديوانه ص ٢٣٣ والتكملة.

(٢) مفضلية رقم ١٢ بيت رقم ٢٢ والضبط عنها.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٥٢ برواية: «فتخاء ترزق» واللسان.

(٤) اللسان.

(٥) اللسان والصحاح والتكملة من أبيات فيها، وروايته في التكملة:

سلعاً ما ومثله عشراً ما

عائلاً ما قد عالت البيقورا

(٦) اللسان والثاني في الصحاح، وفي المقاييس ٤/ ١٧٣ لم يذكر الأول وورد فيه بدله:

مخلصة الأنقاء والزعوما

(٧) اللسان والتهذيب ونسبه لعبد الله بن الزبير الأسدي.