تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الغين مع اللام

صفحة 553 - الجزء 15

  يجوزُ تَغَلَّلْت من الغالِيَةِ؟ فقالَ: إن أَرَدْت أَنَّك أَدْخَلْتها في لحْيَتِك أَو شَارِبِك فجائِزٌ.

  وقالَ اللّيْثُ: يقالُ من الغالِيَةِ غَلَّلْت غَلَّفْت وغَلَّيْت، وسَيَأَتي في المُعْتل إن شاءَ اللهُ تعالَى.

  والغلائِلُ: الدُّروعُ، أَو مساميرُها الجامِعَةُ بين رُؤوسِ الحَلَقِ لأَنَّها تُغَلُّ أَي تُدْخَل، أَو بطائِنُ تُلْبَسُ تَحْتَها أَي تحتَ الدُّروعِ الواحِدُ غَليلةٌ، قالَ النابِغَةُ:

  عُلِينَ بِكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنّ كُرَّةً

  فهنَّ وِضاءٌ صافياتُ الغَلائِل⁣(⁣١)

  خَصَّ الغَلائِل بالصَّفاء لأنَّها آخِر ما يَصْدَأُ مِن الدُّروعِ، ومَن جَعَلَها البطائِنَ جَعَلَ الدُّروعَ نقيَّة لم يُصْدِئْن الغَلائِل، وقالَ لَبِيدٌ في المَساميرِ:

  وأَحْكَم أَضْغان القَتِير الغَلائِل⁣(⁣٢)

  وغَلْغَلَةُ: ع، قالَ:

  هنالِك لا أَخْشَى تنالُ مَقادَتي

  إذا حَلَّ بيتي بين شُوطٍ وغَلْغَله⁣(⁣٣)

  وما لَهُ أُلَّ وغُلَّ بِضمِّهما، وهو دُعاءٌ عليه، فأُلّ: دُفِع في قَضَاء، وغُلّ: جُنَّ فوضعَ في عُنُقِه الغُلّ.

  واغْتَلَلْتُ الشَّرابَ: شَرِبْتُه واغْتَلَلْتُ الثَّوبَ: لبِسْتُه تحتَ الثِّيابِ واغْتَلَّت الغَنَمُ: أَخَذَته الغَلَلُ، بالتحريكِ، والغُلالَةُ، بالضمِ، وهُما داءٌ للغَنَمِ في الإِحْلِيلِ، وذلِكَ أَنْ لا يَنْفُض الحالِب الضَّرْع فيَتْرك فيه شَيئاً من اللَّبَن فيَعُود دَماً أَو خَرَطاً.

  والغِلالَةُ، ككِتابَةٍ: العُظَّامَةُ، وهو الثَّوبُ الذي تشدُّه المرأَةْ على عَجِيزتِها تحتَ إِزارِها تَضخّمُ بها عَجِيزتُها، قالَهُ ابنُ الأَعْرَابيِّ، وأَنْشَدَ:

  تَغْتال عَرْض النُّقْبة المُذَاله

  ولم تَنَطَّقْها على غِلالَه

  إلَّا لحسْن الخَلْق والنَّبالَه⁣(⁣٤)

  وأَيْضاً: المِسْمارُ الذي يَجْمَعُ بين رأَسَيِ الحَلْقةِ، والجَمْعُ الغَلائِلُ وقد تقدَّمَ شاهِدُه قَريباً.

  وغُلْغُلٌ، كهُدْهُدٍ: جَبَلٌ بنَواحِي البَحْرَيْنِ.

  وغُلائِلُ، بالضَّمِ: مِن بِلادِ خُزَاعَه، كمَا في العُبَابِ.

  وأَنا مُغْتَلٌّ إِليه أَي مُشْتاقٌ، وهو مجاز.

  واسْتَغَلَّ عبدَه أَي كَلَّفَه أَنْ يُغَلَّ عليه، كما في الصَّحاحِ.

  واسْتَغَلَّ المُسْتَغِلَّاتِ: أَخَذَ غَلَّتَها، كما في الصِّحاحِ أَيْضاً.

  ويقالُ: نِعْمَ غَلُولُ الشَّيخِ هذا، كصَبُورٍ، أَي الطَّعامُ الذي يُدْخِلُه جَوْفَه، كما في الصِّحاحِ. زَادَ غيرُه: يعْنِي التَّغْذِية التي تَغَذَّاها، ويقالُ أَيْضاً في شَرَابٍ شَرِبَه.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  رجُلٌ مُغِلٌّ: أَي مُضِبٌّ على حِقْدٍ وغَلٍّ.

  وأَغَلّ الرجُلُ: صارَ صاحِبَ خِيانَةٍ، ومنه حدِيثُ شُرَيْح: «ليسَ على المُسْتعيرِ غَيْر المُغِل، ولا على المُسْتودَع غَيْر المُغِلِّ ضَمَان، إذا لم يَخُن في العارِيَّةِ والوَدِيعة فلا ضَمَان عليه»، وقيلَ: المُغِلُّ هنا المُسْتَغِلُّ، وأَرادَ به القابِضَ لأنَّه بالقَبْض يكونُ مُسْتَغِلٍّا.

  قالَ ابنُ الأثيرِ: والأَوَّلُ الوَجْه.

  والإِغْلالُ: الغارَةُ الظاهِرَةُ أَيْضاً: إعانَةُ الغَيْر على الخِيانَةِ. وأَيْضاً لُبْس الدُّروعِ، وبكلِّ ذلِكَ فسِّرَ الحدِيثُ: لا إغْلالَ ولا إسْلالَ، وقد ذُكِرَ في س ل ل أَيْضاً.

  وأَغَلَّ الخَطِيبُ: لم يصبْ في كَلامِه، قالَ أَبو وجَزةَ:

  خُطباء لاخُرْق ولا غُلل إذا

  خُطباء غيرهمُ أَغَلَّ شِرارُها⁣(⁣٥)

  والغُلَّةِ بالضمِ: ما تَوارَيْت فيه، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

  والغَلْغَلَةُ، كالغَرْغَرةِ في معْنَى الكَسْر.


(١) ديوان ط بيروت ص ٩٥ برواية: «القلائل» والمثبت كاللسان.

(٢) صدره في الديوان:

إذا ما اجتلاها مأزق وتزايلت

وعجزه في اللسان والتهذيب.

(٣) اللسان بدون نسبة.

(٤) اللسان.

(٥) اللسان.