[فعل]:
  وقالَ قوْمٌ المَكْسورُ هو الاسْمُ الحاصِلُ بالمَصْدَرِ.
  قالَ ابنُ كمالٍ ولكن اشْتَهَرَ بين الناسِ كَسْر الفاءِ في المَصْدَرِ.
  قالَ شيْخُنا: وفيه نَظَرٌ.
  وقيلَ: لا نَظِيرَ لفَعَلَه يَفْعَلُه فِعْلاً إلَّا سَحَرَه يَسْحَرُه سِحْراً، وقد جاءَ خَدَعَ يَخْدَعُ خَدْعاً وخِدْعاً، وصَرَعَ يَصْرَعُ صَرْعاً وصِرْعاً؛ وقَرَأَ بعضُهم: وأَوْحَيْنا إليهم فَعْلَ الخَيْراتِ، بفتْحِ الفاءِ.
  والفَعْلُ: كِنايَةٌ عن حَياءِ النَّاقةِ.
  وعن فَرْجِ(١) كلِّ أُنْثَى.
  والفَعالُ، كسَحابٍ: اسْمُ الفِعْلِ الحَسَنِ مِن الجودِ والكَرَم ونحوهِ، قالهُ اللَيْثُ.
  والفَعالُ، الكَرَمُ، قالَ هدبةُ:
  ضَرُوب بلَحْيَيْه على عَظْمِ زَوْرِه
  إذا القوم هَشُّوا للفَعالِ تَقَنَّعا(٢)
  أَو يكونُ الفَعالُ فِعْل الواحِدِ خاصَّةً في الخَيْرِ والشَّرِّ.
  يقالُ: فلانٌ كَريمُ الفَعالِ، وفلانٌ لَئيمُ الفَعالِ؛ قالَهُ ابنُ الأَعْرابيِّ.
  قالَ الأَزْهَرِيُّ: وهذا هو الصَّوابُ ولا أَدْرِي لِمَ قَصَرَ اللَّيثُ الفَعالَ على الحَسَنِ دونَ القَبيحِ.
  وقالَ المبرِّدُ: الفَعالُ يكونُ في المدْحِ والذمِّ، وهو مُخَلَّصُ لفاعِلٍ، واحِدٍ، وإذا كانَ مِن فاعلَيْنِ فهو فِعالٌ، بالكسْرِ.
  قالَ الأَزْهرِيُّ: وهذا هو الجَيِّدُ.
  قلْتُ: وهو إذَنْ مَصْدرُ فاعِلٍ، وهو أَيْضاً جَمْعُ فِعْلٍ كقِدْحٍ وقِداحٍ وبِئْرٍ وبِئَارٍ، كما في الصِّحاحِ.
  والفِعالُ: نِصابُ الفأْسِ والقَدومِ ونحوِه كالمِطْرَقَةِ.
  قالَ ابنُ بَرِّي: الفَعالُ مَفْتوحٌ أَبَداً إلَّا الفِعال لخَشَبَةِ الفأْسِ فإِنَّها مَكْسورَةُ الفاءِ، يقالُ: يابابوسُ أَو لِجِ الفِعال في خُرْت الحَدَثان، والحَدثانُ: الفأَسُ التي لها رأْسٌ واحِدَةٌ.
  وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: الفِعالُ العُودُ الذي في خُرْتِ الفأْسِ يُعْمَلُ به؛ وقالَ ابنُ مُقْبِلٍ في نِصابِ القَدومِ وسَمَّاه فِعالاً:
  وتَهْوِي إذا العِيسُ العِتاقُ تَفاضَلَتْ
  هُوِيَّ قَدُومِ القَيْن حالَ فِعالها(٣)
  قالَ ابنُ فارِسَ(٤): لا أَدْرِي كيف صحَّتها؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرَابيِّ:
  أَتَتْه وهي جانِحَة يَداها
  جُنوحَ الهِبْرِقيِّ على الفِعال
  ج فُعُلٌ، ككُتُبٍ.
  والفَعَلَةُ، محرَّكةً: صِفَةٌ غالِبةٌ على عَمَلَةِ الطِّينِ والحَفْرِ ونحوِه لأَنَّهم يَفْعلونَ.
  قالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: والنَّجَّارُ يقالُ له فاعِلٌ.
  قلْتُ: وقد خصّ به الآن مَنْ يَعْمَلُ بالطِّينِ ويَحْفِرُ؛ الأَساس.
  والفَعِلَةُ، كفَرِحَةٍ: العادَةُ.
  ومِن المجازِ: افْتَعَلَ عليه كذِباً وزُوراً، أَي اخْتَلَقَهُ؛ قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
  غَرائِبُ قد عُرِفْن بكلِّ أُفْقٍ
  مِن الآفاق تُفْتَعَل افْتِعالاً(٥)
  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: افْتَعَل فلانٌ حدِيثاً إذا اخْتَرَقَه؛ وأَنْشَدَ:
  ذكْر شيءٍ يا سُلَيْمَى قد مَضى
  وَوُشاة ينطِقونَ المُفْتَعَلْ(٦)
  وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: سُئِلَ الدُّبَيْرِيُّ عن جُرْحِه فقالَ:
(١) في القاموس ضبط «حياء» و «فرج» بالضم، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى جرهما.
(٢) اللسان والصحاح.
(٣) ديوانه ص ٢٩٠ واللسان والتكملة والتهذيب.
(٤) انظر المقاييس ٤/ ٥١١.
(٥) الديوان ص ٤٤١ واللسان والتهذيب والأساس وذكر قبله بيتين.
(٦) اللسان والتهذيب بدون نسبة.