تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فعل]:

صفحة 584 - الجزء 15

  وقالَ قوْمٌ المَكْسورُ هو الاسْمُ الحاصِلُ بالمَصْدَرِ.

  قالَ ابنُ كمالٍ ولكن اشْتَهَرَ بين الناسِ كَسْر الفاءِ في المَصْدَرِ.

  قالَ شيْخُنا: وفيه نَظَرٌ.

  وقيلَ: لا نَظِيرَ لفَعَلَه يَفْعَلُه فِعْلاً إلَّا سَحَرَه يَسْحَرُه سِحْراً، وقد جاءَ خَدَعَ يَخْدَعُ خَدْعاً وخِدْعاً، وصَرَعَ يَصْرَعُ صَرْعاً وصِرْعاً؛ وقَرَأَ بعضُهم: وأَوْحَيْنا إليهم فَعْلَ الخَيْراتِ، بفتْحِ الفاءِ.

  والفَعْلُ: كِنايَةٌ عن حَياءِ النَّاقةِ.

  وعن فَرْجِ⁣(⁣١) كلِّ أُنْثَى.

  والفَعالُ، كسَحابٍ: اسْمُ الفِعْلِ الحَسَنِ مِن الجودِ والكَرَم ونحوهِ، قالهُ اللَيْثُ.

  والفَعالُ، الكَرَمُ، قالَ هدبةُ:

  ضَرُوب بلَحْيَيْه على عَظْمِ زَوْرِه

  إذا القوم هَشُّوا للفَعالِ تَقَنَّعا⁣(⁣٢)

  أَو يكونُ الفَعالُ فِعْل الواحِدِ خاصَّةً في الخَيْرِ والشَّرِّ.

  يقالُ: فلانٌ كَريمُ الفَعالِ، وفلانٌ لَئيمُ الفَعالِ؛ قالَهُ ابنُ الأَعْرابيِّ.

  قالَ الأَزْهَرِيُّ: وهذا هو الصَّوابُ ولا أَدْرِي لِمَ قَصَرَ اللَّيثُ الفَعالَ على الحَسَنِ دونَ القَبيحِ.

  وقالَ المبرِّدُ: الفَعالُ يكونُ في المدْحِ والذمِّ، وهو مُخَلَّصُ لفاعِلٍ، واحِدٍ، وإذا كانَ مِن فاعلَيْنِ فهو فِعالٌ، بالكسْرِ.

  قالَ الأَزْهرِيُّ: وهذا هو الجَيِّدُ.

  قلْتُ: وهو إذَنْ مَصْدرُ فاعِلٍ، وهو أَيْضاً جَمْعُ فِعْلٍ كقِدْحٍ وقِداحٍ وبِئْرٍ وبِئَارٍ، كما في الصِّحاحِ.

  والفِعالُ: نِصابُ الفأْسِ والقَدومِ ونحوِه كالمِطْرَقَةِ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: الفَعالُ مَفْتوحٌ أَبَداً إلَّا الفِعال لخَشَبَةِ الفأْسِ فإِنَّها مَكْسورَةُ الفاءِ، يقالُ: يابابوسُ أَو لِجِ الفِعال في خُرْت الحَدَثان، والحَدثانُ: الفأَسُ التي لها رأْسٌ واحِدَةٌ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: الفِعالُ العُودُ الذي في خُرْتِ الفأْسِ يُعْمَلُ به؛ وقالَ ابنُ مُقْبِلٍ في نِصابِ القَدومِ وسَمَّاه فِعالاً:

  وتَهْوِي إذا العِيسُ العِتاقُ تَفاضَلَتْ

  هُوِيَّ قَدُومِ القَيْن حالَ فِعالها⁣(⁣٣)

  قالَ ابنُ فارِسَ⁣(⁣٤): لا أَدْرِي كيف صحَّتها؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرَابيِّ:

  أَتَتْه وهي جانِحَة يَداها

  جُنوحَ الهِبْرِقيِّ على الفِعال

  ج فُعُلٌ، ككُتُبٍ.

  والفَعَلَةُ، محرَّكةً: صِفَةٌ غالِبةٌ على عَمَلَةِ الطِّينِ والحَفْرِ ونحوِه لأَنَّهم يَفْعلونَ.

  قالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: والنَّجَّارُ يقالُ له فاعِلٌ.

  قلْتُ: وقد خصّ به الآن مَنْ يَعْمَلُ بالطِّينِ ويَحْفِرُ؛ الأَساس.

  والفَعِلَةُ، كفَرِحَةٍ: العادَةُ.

  ومِن المجازِ: افْتَعَلَ عليه كذِباً وزُوراً، أَي اخْتَلَقَهُ؛ قالَ ذُو الرُّمَّةِ:

  غَرائِبُ قد عُرِفْن بكلِّ أُفْقٍ

  مِن الآفاق تُفْتَعَل افْتِعالاً⁣(⁣٥)

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: افْتَعَل فلانٌ حدِيثاً إذا اخْتَرَقَه؛ وأَنْشَدَ:

  ذكْر شيءٍ يا سُلَيْمَى قد مَضى

  وَوُشاة ينطِقونَ المُفْتَعَلْ⁣(⁣٦)

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: سُئِلَ الدُّبَيْرِيُّ عن جُرْحِه فقالَ:


(١) في القاموس ضبط «حياء» و «فرج» بالضم، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى جرهما.

(٢) اللسان والصحاح.

(٣) ديوانه ص ٢٩٠ واللسان والتكملة والتهذيب.

(٤) انظر المقاييس ٤/ ٥١١.

(٥) الديوان ص ٤٤١ واللسان والتهذيب والأساس وذكر قبله بيتين.

(٦) اللسان والتهذيب بدون نسبة.