تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فقل]:

صفحة 586 - الجزء 15

  وفي العُبَابِ: قالَ أَبو زِيادٍ: شَجرَةُ الفُوفَلِ: نَخْلَةٌ كنَخْلِ النَّارجِيلِ تَحْمِلُ كبائسَ فيها الفَوْفَلُ أَمْثالَ التَّمْرِ، ومنه أَسْودُ ومنه أَحْمَرُ وليسَ مِن نباتِ أَرْضِ العَرَبِ.

  وفي تَذْكَرةِ دَاوُد: ثَمَرٌ كالجَوْزِ الشَّاميِّ مُسْتديرٌ عفصٌ قابضٌ يُوجَدُ في شَجَرٍ كالنّارجِيلِ، جَيِّدٌ للأَوْرَامِ الحارَّة الغَليظةِ طِلاءً، ولالْتِهابِ العَيْنِ ضماداً واكْتِحالاً، وفيه خاصِيَّةٌ عَظيمةٌ لتَجْفيفِ المنِّي وهَضْمِ الطّعامِ.

  وقد سَمَّوْا فَوْفَلَةَ.

  وأَوْرَدَه صاحِبُ اللِّسانِ بعدَ تَرْكيبِ «ف و ل».

  [فقل]: الفَقْلُ: أَهْمَلَه الجْوهرِيُّ.

  وقالَ النَّضْرُ في كتابِ الزَّرْعِ: هو التَّذْرِيَةُ بلُغَةِ أَهْلِ اليمنِ.

  يقالُ: فَقَلُوا مادِيسَ مِن كُدْسِهم، وهو رَفْعُ الدِّقِّ بالمِفْقَلَةِ، كمِكْنَسَةٍ، وهي الحِفْراةُ ذاتُ الأَسْنانِ، ثم نَثْرُهُ.

  قالَ: والدقُّ ما قد دِيسَ ولم يُذْرَ.

  قالَ: وهذا الحَرْفُ غَريبٌ.

  وأَرْضٌ كَثيرَةُ الفَقْلِ: أَي كَثيرَةُ الرَّيْع.

  وقد أَفْقَلَتْ إفْقالاً: ظَهَرَ فيها الفَقْلُ.

  والفُقْلُ، بالضَّمِّ: سمكةٌ مَسْمومةٌ لا تُؤْكَلُ، والجَمْعُ، فِقلَةٌ، كعِنَبَةٍ، قَدَّها كإِصْبَعٍ، قالَهُ الخَارْزَنْجِيُّ في تَكْمِلَةِ العَيْنِ.

  [فقحل]: فَقْحَلَ: أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ والصَّاغانيُّ.

  وقالَ الفرَّاءُ: أَي أَسْرَعَ الغَضَب في غيرِ مَوْضِعِه.

  ومنه: الْفُقْحُلُ، بالضَّمِّ: الرجُلُ السَّريعُ الغَضَبِ.

  وفَقْحَلٌ كجَعْفَرٍ: حيٌّ مِن بَني شَيْبانَ.

  [فكل]: الأَفْكَلُ، كأَحْمَدَ: الرِّعْدَةُ تَعْلُو الإنْسانَ تكونُ مِن البَرْدِ والخَوْفِ ولا فِعْلَ له.

  ومنه حدِيْثُ ابنِ سَلام: «فأَخَذَ في أَفْكَل».

  وفي حدِيْثِ ابنِ عَبَّاسٍ: «أَوْحَى اللهُ تعالَى إلى البَحْرِ أَن أَطِع موسَى بضَرْبِه لَكَ فباتَ وله أَفْكَل»؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:

  فَباتَتْ تُغَني بغِرْبالها

  غِناءً رُويداً له أَفْكَلُ⁣(⁣١)

  وقالَ الشَّنْفَرَى:

  دَعَسْتُ على غَطْشٍ وبَغْشٍ وصُحْبَتيِ

  سُعارٌ وإرْزِيزٌ وَوَجْرٌ وأَفْكُلُ⁣(⁣٢)

  وقالَ ابنُ فارِسَ: ويقُولونَ: لا يُبْنى منه فِعْلٌ وليسَ كَذلِكَ، فإنَّهم قالوا هو مَفْكولٌ، أَي أَصابَهُ الأَفْكَلُ.

  والأَفْكَلُ: الشِّقِرَّاقُ لأَنَّهم يَتَشاءَمُونَ به، فإذا عرضَ لهم كَرِهُوه وفَزِعَوا منه وارْتَعَدُوا.

  والأَفْكَلُ: الجماعَةُ، وقد جاؤُوا بأَفْكَلِهمِ، أَي بجَمَاعَتِهم، عن ابنِ عبَّادٍ.

  والأَفْكَلُ: فَرَسُ نَزالِ بنِ عَمْرٍو المُرادِيِّ.

  وأَيْضاً: لَقَبُ الأَفْوَهِ الأَوْدِيِّ الشَّاعِر لرِعْدَةٍ كانت فيه.

  وأَيْضاً: أَو بَطْنٍ مِن العَرَبِ وحينَئِذٍ لا يَنْصَرِفُ في المَعْرِفَةِ للتَّعْرِيف ووَزْنِ الفِعْل، ويَنْصرفُ في النَّكِرَةِ وبَنُوه يسمونَ الأَفَاكِل؛ قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ:

  ويقالُ: عنْدَه أَفاكِيلُ من كذا، أَي أَفْواجٌ منه، عن ابنِ عَبَّادٍ.

  وأَخَذَتْ بي ناقَتي أَفْكلاً من السَّيْرِ، كذا في المُحيطِ، وفي بعضِ النسخِ: من السّبقِ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: افْتَكَلَ فلانٌ في فِعْلِهِ واحْتَفَلَ بمعْنًى واحِدٍ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه: أَفْكَل: مَوْضِعٌ، قالَ الأَفْوَهُ:

  تمنَّى الحِماسُ أَن تزورَ بلادَنا

  وتُدْرِك ثأْراً من رَغانا بأَفْكَل⁣(⁣٣)


(١) اللسان بدون نسبة.

(٢) لامية العرب، مختار الشعر الجاهلي ٢/ ٦٠٦ والضبط عنه.

(٣) اللسان.