فصل القاف مع اللام
  والمُقَتَّلُ، كمُعَظَّمٍ: المُجَرِّبُ للأُمُور والعارِفُ بها؛ عن أَبي عَمْرو.
  والمُقَتَّلُ من القُلوبِ: المُذَلَّلُ بالحبِّ؛ وقيلَ: هو الذي قَتَلَهُ العِشْقُ؛ وكذلِكَ: رجُلٌ مُقَتَّلٌ؛ قال امرؤُ القَيْسِ:
  بسَهْمَيْكِ في أَعْشارِ قَلْب مُقَتَّلِ(١)
  وقالَ أَبو الهَيْثم في تفْسيرِ هذا البَيْت. المُقَتَّلُ العَوْدُ المُضَرَّس بذلِكَ الفِعْل كالناقةِ المُقَتَّلة المُذَلَّلَةِ لعَمَل مِن الأَعْمالِ وقد رِيضَتْ وذُلِّلَتْ وعُوِّدت.
  واسْتَقْتَلَ اسْتَسْلَم للقَتْلِ مِثْل اسْتَمَاتَ، كما في الأسَاسِ.
  ورجُلٌ قَتِيلٌ وامرأَةٌ قَتِيلٌ، مَقْتولٌ ومَقْتولَةٌ، وإن لم تُذْكَرِ المرأَةُ فهذِه قَتيلَةُ بَنِي فلانٍ؛ وكذلِكَ: مَرَرْت بقَتِيلَةٍ لأَنَّك تَسْلُك بها طَريقَ الاسمِ، كذا في الصِّحاحِ.
  قالَ اللّحْيانِيُّ: قالَ الكِسائيُّ يجوزُ في هذا طرْحَ الهاءِ وفي الأوّل إدْخال الهَاء.
  ونَقَلَ الشيخُ عبدُ القادِرِ البَغْدادِيّ في حاشِيَةِ الكعْبيةِ ما نَصّه: قالَ الرضي وممَّا يَسْتوِي فيه المُذكَّر والمُؤَنَّث ولا تَلْحقه التاءُ فَعِيل بمعْنَى مَفْعول إلَّا أَن يُحْذَفَ مَوْصُوفه نَحْو هذه قَتِيلَة فلانٍ وجَريْحته ولشَبَهه لَفْظاً بفَعِيلٍ بمعْنَى فاعِلٍ قد يُحْمل عليه فتَلْحقه التاءُ مع ذِكْرِ المَوْصوفِ أَيْضاً نَحْو: امرأَةٌ قَتِيلَةُ، كما يُحْمل فَعِيل بمعْنى فاعِلٍ عليه فتُحْذَف منه التاءُ نَحْو مِلْحَفة جَديدٌ، انتَهَى.
  وامرأَةٌ قَتولٌ أَي قاتِلَةٌ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ:
  قَتُول بعَيْنَيْها رَمَتْك وإِنَّما
  سِهامُ الغَوالي القاتِلاتُ عُيونُها(٢)
  وهو لمُدْرك بنِ حُصَيْن.
  والقَتالُ، كسَحابٍ: النَّفْسُ وأَيْضاً: بَقِيَّةُ الجِسْمِ، كما في الصِّحاحِ، وقيلَ بَقِيَّةُ النَّفْسِ. وأَيْضاً: القُوَّةُ. قالَ الجوْهَرِيُّ يقالُ: ناقةٌ ذاتُ قَتالٍ إذا كانت وَثِيقَةً؛ زَادَ غيرُه: مُسْتَوِية الخَلْقِ، وأَنْشَدَ لذي الرُّمَّةِ:
  أَلم تَعْلَمِي يا مَيُّ أَني وبيننا
  مَهاوٍ يَدَعْنَ الجَلْسَ نَحْلاً قَتَالُها(٣)
  وكذلِكَ الكَتَالُ بالكافِ، فإِذا قيلَ: ناقةٌ بها بَقِيَّةُ القَتَال فإِنَّما يُريدُ أَنَّها وإِن هُزِلَت فإِنَّ عَمَلَها باقٍ؛ وقيلَ: إِذا بَقِي منه بعْد الهُزالِ غلظ أَلْواح؛ قالَ ابنُ مُقْبِلٍ: قذاف(٤).
  من العِيدِيِّ باقيةِ القَتَال
  واقْتُتِل الرجُلُ، بالضَّمِّ: إِذا قَتَلَه العِشْقُ أَو الجِنُّ؛ حَكَاه الفرَّاء عن الكِسائيّ، قالَ: ولا يقالُ في هذين إِلَّا اقْتُتِل، أَي وفيمَا عَدَاهما قُتِل، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.
  وفي المحْكَمِ: اقْتُتِلَ فلانٌ قَتَله عِشْقُ النِّساء أَو قَتَلَه الجِنُّ، وكذلِكَ اقْتَتَلَتْه النِّساء، لا يقالُ في هذين إِلَّا اقْتُتِل.
  وقالَ أَبو زَيْدٍ: اقْتُتِل جُنَّ، واقْتَتَلَته الجِنُّ، اخْتَبَلَته، واقْتُتِل الرجُلُ: عَشِقَ عِشْقاً مُبَرِّحاً؛ قالَ ذو الرُّمَّةِ:
  إِذا ما امْرُؤٌ حاوَلْن أَن يَقْتَتِلْنه
  بِلا إِحْنةٍ بين النُّفوس ولا ذَحْل(٥)
  هذا قَوْل أَبي عُبَيْد، وقد قالُوا قَتَلَه الجِنُّ.
  وتَقَتَّلَ فلانٌ لحاجَتِه إِذا تأَنَّى لها، كما في الصِّحاحِ، وقيلَ: تَهَيَّأَ وجَدَّ.
  وتَقَتَّلَتِ المرأَةُ في مِشْيَتِها إِذا تَثَنَّتْ وتكسَّرت؛ وقيلَ؛ إِذا مَشَتْ مِشْيَةً حَسَنة؛ قالَ الشاعِرُ:
  تقَتَّلْتِ لي حتى إِذا ما قَتَلْتِني
  تنسَّكْتِ ما هذا بفِعْل النَّواسِكِ(٦)
(١) من معلقته، وصدره:
وما ذرفت عيناك إلّا لتضر بي
(٢) اللسان ونسبه لمدرك بن حصين، والصحاح ولم ينسبه.
(٣) اللسان وعجزه في الصحاح والتهذيب، وبعده في اللسان.
أحدث عنك النفس حتى كأنني
أناجيك من قربٍ فينصاح بالُها؟
(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله قذاف، شطره الأول هكذا: ذعرت بجوس هبلة قذاف» والبيت بتمامه في اللسان.
(٥) ديوانه ص ٤٨٧ واللسان والصحاح والتهذيب والمقاييس ٥/ ٥٧ والأساس.
(٦) اللسان والصحاح والمقاييس ٥/ ٥٦ والتهذيب.