تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قعثل]:

صفحة 624 - الجزء 15

  في تَسْمِيتهم الناهِضِين⁣(⁣١) في سَفَرٍ أَنْشَأوه قافِلَةً، وأَنها لا تُسمَّى قافِلَةً إلا مُنْصرِفةً إلى وَطنِها، وهذا غَلَطٌ، ما زَالَت العَرَبُ تُسمِّي الناهِضِين⁣(⁣٢) في ابْتداءِ الأَسْفارِ قافِلَة تَفاؤُلاً بأن يُيَسِّرِ اللهُ تعالَى لها القُفُولَ، وهو شائِعٌ في كَلامِ فُصحائِهِم إلى اليوم.

  وقالَ ابنُ سِيْدَه: القافِلَةُ القُفَّالُ، إمَّا أَنْ يكونوا أَرادُوا القافِلَ أَي الفَرِيقِ القَافِل فأَدْخَلوا الهاءَ للمُبَالَغَة، وإمَّا أَن يُرِيدُوا الرُّفْقة القَافِلَة فحذَفُوا المَوْصُوف وغَلَبَت الصِّفَة على الاسمِ وهو أَجْود؛ وأَقْفَلْتُهم أَنا مِن مَبْعثِهم.

  وقَفَلَ الفَحْلُ يَقْفِلُ قُفولاً: اهْتاجَ للضِّرابِ، كما في العُبَابِ والتَّهْذِيبِ.

  وقَفَلَ الطَّعامَ: احْتَكَرَهُ وحَبَسَه، عن ابنِ شُمَيْل، رَوَاه المصاحفيّ عنه.

  وقَفَلَ الجِلْدُ، كنَصَرَ وعَلِمَ قُفولاً: يَبِسَ، فهو قافِلٌ وقَفِيلٌ بَيِّنُ القَفَلِ، محرَّكةً.

  وقالَ الجَوْهرِيُّ: القُفولُ اليُبوسُ، وقد قَفَلَ يَقْفِل، بالكسرِ، قالَ لَبيدٌ:

  حتى إذا يئِسَ الرُّماة وأَرْسَلُوا

  غُضْفاً دَواجنَ قافِلاً أَعْصامُها⁣(⁣٣)

  وقَفَلَ * الشَّيءَ قُفولاً: حَزَرَهُ؛ يقالُ: كم تقفل هذا، نَقَلَه الصَّاغانيُّ.

  وقَفَلَ القومُ الطعامَ يَقْفِلونَه إذا جَمَعوهُ للحَبْسِ، وهو مَفْهوم نصّ ابن شُمَيْل المتَقَدِّم.

  والقافِلُ: اليابِسُ الجِلْدِ وهو الشازِبُ والشاسِبُ؛ أَو هو اليابِسُ اليَدِ، نَقَلَه ابنُ سِيْدَه.

  وقافِلٌ: ع. وأَيْضاً: اسمُ⁣(⁣٤) رجُلٍ. والقَفْلُ، بالفتحِ وكأَميرٍ: ما يَبِسَ من الشَّجرِ، نَقَلَه الجوْهرِيُّ؛ قالَ أَبو ذُؤَيب:

  ومُفرِهةٍ عنْسٍ قَدَرْتُ لِسَاقِها

  فخَرَّت كما تَتَّابَعُ الريحُ بالقَفْلِ⁣(⁣٥)

  وقد قَفَلَ كضَرَبَ وعَلِمَ، كما في المُحْكَمِ.

  والقَفِيلُ، كأَميرٍ: السَّوْطُ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: أَرَاه لأَنَّه يُصْنَع مِن الجِلْدِ اليابِسِ؛ قالَ أَبو محمدٍ الفَقْعَسِيُّ:

  لمَّا أَتَاكَ يابِساً قِرْشَبَّا

  قمت إليه بالقَفِيل ضَرْبا

  ضَرْب بَعِير السوء إِذ أَحَبَّا⁣(⁣٦)

  أَحَبَّ هنا بَرَك، وقيلَ: حَرَن.

  والقَفِيلُ: الجُلَّابُ، هكذا هو في سائِرِ النسخِ، والصَّوابُ: القِفِّيل، كسِكِّيت: الجلَّابُ الذي يَشْتري القَفَلات مِن الإِبِلِ الكَثيرَةِ والغَنَم العَظيمةِ ضرْبَةً واحِدَةً، كما هو نَصُّ العُبابِ، فتأمَّل ذلِكَ.

  والقَفِيلُ: الشِعْبُ الضَّيِّقُ كأَنَّه دَرْبٌ مُقْفَلٌ لا يُمْكِنُ فيه العَدْوُ، كما في العُبَابِ.

  وقَفِيلُ: ع، عن ابنِ دُرَيْدٍ.

  وقالَ نَصْر: جَبَلٌ في دِيارِ طيِّءٍ.

  والقَفِيلُ؛ نَبْتٌ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  والقُفْلُ، بالضَّمِّ: شجرٌ حِجازِيٌّ يضخُمُ ويَتَّخِذُ النِّساءُ مِن ورَقِه غُمراً يَجِيءُ أَحْمر، واحِدَتُه قُفْلة، وحَكَاه كراعٌ بالفتحِ؛ ووَصَفَها الأَزْهَرِيُّ فقالَ: تنبُتُ في نُجُودِ الأرضِ وتَيْبَس في أَوَّلِ الهَيْجِ.

  وقُفْلٌ: عَلَمٌ. وأَيْضاً: الحديدُ الذي يُغْلَقُ به البابُ ممَّا ليسَ بكثيف ونَحْوه، ج أَقْفالٌ وأَقْفُلٌ، بضمِ الفاءِ، وبه قَرَأَ بعضُهم أَم على قُلوبٍ أَقْفُلُها⁣(⁣٧)، حَكَاه ابنُ سِيْدَه عن ابنِ


(١) في التهذيب: المنشئين سفرا.

(٢) في التهذيب: المنشئة للسفر قافلة.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٧٤. واللسان وعجزه في الصحاح. وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: أعصامها، الاعصام: القلائد، واحدها عصمة، ثم جمعت على عصم ثم جمع عصم على أعصام مثل شيعة وشيع وأشياع كذا في اللسان».

(*) لم يشر اليها بالأصل انها من القاموس وهي كذلك.

(٤) في القاموس بالضم منونة وتصرف الشارح بالعبارة.

(٥) ديوان الهذليين ١/ ٣٨ برواية: «قدرت لرجلها» وعجزه في اللسان والتهذيب.

(٦) اللسان والأول والثاني في الصحاح، والثاني في التهذيب.

(٧) محمد الآية ٢٤، وفي الآية: «أَقْفالُها».