تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كثل]:

صفحة 650 - الجزء 15

  قُل للَّذين تَكَلَّفوا زَيَّ التُّقَى

  وتَخَيَّروا للدَّرْس أَلْف مُجَلَّدِ

  لا تَحْسَبوا كُحْل الجُفُون بحِيْلة

  إنَّ المَهَا لم تَكْتَحِل بالإِثْمدِ

  والكَحْلاءُ من النِّعاجِ: البَيْضاءُ السَّوْداءُ العَيْنَيْنِ.

  وقالَ ابنُ بَرِّي والصَّاغانيُّ: الكَحْلاءُ نَبْتٌ مَرْعًى للنّحْلِ تَجْرُسُها، عن أَبي حَنيفَةَ، وأَنْشَدَ للبيدٍ:

  قُرْع الرُّؤُوسِ لصَوْتها زَجَلٌ

  في النَّبْعِ والكَحْلاء والسِّدْر⁣(⁣١)

  أَو عُشْبَةٌ رَوْضِيَّةٌ سَوْداء اللَّوْن ذاتُ وَرَق وقُضُب، ولها بُطُون حُمْر وعِرْق أَحْمر تنْبُتُ بنَجْد في أَحْويَةِ الرَّمْل.

  وقالَ أَبو حَنيفَةَ: عُشْبَةٌ سُهْلِيَّةٌ تنبُتُ على ساقٍ، ولها أَفْنان قَليلَةٌ ليِّنة ووَرَق كوَرَقِ الرَّيْحان اللِّطاف، ولها وَرْدَةٌ ناضِرَةٌ، لا يَرْعاها شيءٌ، ولكنها حَسَنَةُ⁣(⁣٢) المَنْظرِ.

  وقيلَ: الكَحْلاءُ لسانُ الثَّوْرِ كالكُحَيْلاءِ، مُصَغَّراً مَمْدوداً.

  والكَحْلاءُ: طائِرٌ.

  وقالَ أَبو حاتِمٍ هي طائِرةٌ مِن الدخلِ دَهْماء كَحْلاء العَيْنَيْن تعرفها بتَكْحِيلِهما، وهي بعظمِ الهوزنَة والجَمْعُ الكحل والكحلاوات.

  والكَحْلَةُ: خَرَزَةٌ مِن خَرَزات العَرَبِ للتأْخيذِ، تُؤَخِّذُ بها النِّساءُ الرِّجالُ، قالَهُ اللّحْيانيُّ.

  وقالَ غيرُه: تُسْتَعْطَفُ بها الرِّجال. أَو هي خَرْزَةٌ سَوْداء تُجْعَل على الصِّبْيان للعَيْنِ والنفسِ مِن الجِنِّ والإِنْسِ، فيها لَوْنان بياضٌ وسَوَاد كالرُّبِّ والسَّمْن إذا اخْتَلَطَا كالكِحالِ والكِحلِ بكَسْيرِهما.

  والكُحْلَةُ، بالضَّمِّ⁣(⁣٣): بَقْلَة ج أَكاحِلٌ، وهو نادِرٌ على غيرِ قِياسٍ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ. وكَحْلَةُ، مَعْرِفَةً: اسمٌ للسَّماءِ.

  قالَ الفارِسيُّ: تأَلَّهَ قيسُ بنُ نُشْبة في الجاهِليَّة وكان مُنَجِّماً متفلسِفاً يُخْبِر بمبْعَثِ النبيِّ، ، فلمَّا بُعِثَ أَتَاه قيسٌ فقالَ: له: يا محمد ما كَحْلة؟ فقالَ: السَّماءُ، فقالَ:

  ما مَحْلة؟ قالَ: الأَرضُ، فقالَ، أَشْهدُ أَنَّك لرسُول اللهِ فإنَّا قد وَجَدْنا في بعضِ الكُتُب أَنَّه لا يَعْرف هذا إلَّا نبيٌّ.

  وقد يقالُ لها الكَحْل⁣(⁣٤)، بالألفِ واللامِ، حَكَاه أَبو عُبَيْد وأَبو حَنيفَةَ، وكَرِهه بعضُهم.

  وقالَ الأُمويُّ: كُحْلَ: السَّماءِ، وأَنْشَدَ للكُمَيْت:

  إذا ما المراضِيعُ الخِماصُ تأَوَّهَتْ

  ولم تَنْدَ من أَنْواءِ كَحْلٍ جَنُوبها⁣(⁣٥)

  ومن المجازِ: كَحَلَتِ السَّنةُ، كمَنَعَ، كَحْلاً: اشْتَدَّتْ، عن أَبي حَنِيفَةَ.

  وكَحَلَتِ السِّنونَ القومَ: أَصابَتْهُم، فهي كاحلَةٌ وكَحْلاء وكَحْل، قالَ:

  لَسْنا كأَقْوامٍ إذا كَحَلَتْ

  إحْدى السِّنين فَجارُهم تَمْرُ⁣(⁣٦)

  يقولُ يأْكُلون جارَهم كما يُؤْكلُ التَّمْرُ.

  وكَحْلٌ يُصْرَفُ ويُمْنَعُ على ما يجبُ في هذا الضَّرْب مِن المُؤَنَّث العلم وفي الأساسِ: خانَتْهُمْ كَحْل مُؤَنَّثاً مَعْرِفة مُخَيَّراً في صَرْفه ومَنْعه، السَّنَةُ الشَّديدَةُ المجدبَةُ.

  وفي الصِّحاحِ: ويقالُ للسَّنةِ المجْدبَةِ كَحْل، وهي مَعْرفَة لا تَدْخلُها الأَلف واللام. ويقالُ: صَرَّحت كَحْلُ إذا لم يكُنْ في السَّماء غَيْم؛ قالَ سلامةُ بنُ جندلٍ:

  قومٌ إذا صَرَّحت كَحْلٌ بُيوتُهُمُ

  عزّ الذَّلِيلِ ومأْوَى كلِّ قُرْضُوبِ⁣(⁣٧)

  والكَحلُ والإِكْحالُ: شِدَّةُ المَحْلِ؛ يقالُ: أَصابَهُم كَحْلٌ ومَحْلٌ.


(١) لم أعثر عليه في ديوانه، والبيت في اللسان والتكملة منسوباً للجعدي، وصدره في التكملة:

سود الرؤوس لصوتها جرسٌ

(٢) في القاموس بالضم منونة، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى الرفع مخففة لإضافتها.

(٣) ضبطت بالقلم في التكملة بالفتح.

(٤) في القاموس: «كالكَحْلِ».

(٥) اللسان والصحاح.

(٦) اللسان، ونسبه في الأساس لمسكين الدارمي.

(٧) اللسان والصحاح والتهذيب وفيها «مأوى الضريك» بدل «عز الذليل».